فنادق شرم الشيخ: لا ننتظر عودة السياحة الروسية وجنسيات أخرى أنعشت الركود

 

كريستين رجائي: منظمو الرحلات الروس لم يسوقوا لمصر لموسم الشتاء أو الصيف المقبل

 

السياحة الإيطالية متواجدة بقوة.. وكازاخستان من الأسواق الواعدة في شرم الشيخ

 

جمعة: سياسة الأسعار مع الروس ستختلف وزيادة الطلب السياحي وضع حد أدنى إجباري

 

بكر: لم نعد نهتم بتصريحات عودة السياحة الروسية خاصة مع وجود بدائل.. ونستعد لمتطلباتهم


كتب- أكرم مدحت 

 

رغم أن شهر فبراير الجاري يترقب تشغيل أولى رحلات الطيران بين مصر وروسيا من خلال الطيران المنتظم بين القاهرة وموسكو، بعد مقاطعة استمرت لأكثر من عامين، ومن المفترض أن يحدث حالة من التفاؤل للمدن السياحية خاصة شرم الشيخ المتأثر الأكبر من توقف السياحة الروسية، إلا أن فنادق المدينة كان لهم رأي آخر، وهو ما رصده "ترافل يالا نيوز".

 

في البداية، قالت كريستين رجائي مديرة المبيعات والتسويق لفندق شيراتون شرم الشيخ، إن الفنادق غير متلهفة لعودة الروس لتعودهم على غيابهم، حيث أن العالمين الماضيين أحدثوا تغيرا ملحوظا في خطط تسويق الفنادق من خلال البحث عن بدائل غير تقليدية ومجزية تحقق أرباح تشغيل أفضل، وأبرزها دول وسط آسيا وعلى رأسهم كازاخستان، إلى جانب استهداف واتجاه قوي نحو السياحة الهولندية، البلجيكية، السويسرية، والنمساوية، فضلا عن السوق الألماني الذي أصبح الأول في مصر.

 

مصر خارج برامج منظمي الرحلات

ومن ناحية أخرى، أشارت رجائي إلى نقطة محورية وهامة وهي غياب تسويق مصر من خلال كبار منظمي الرحلات الروس للموسم الشتوي الجاري والصيف المقبل، وعلى رأسهم شركة بيجاس الروسية التي حولت رحلاتها إلى الأردن بحيث تكون رحلات الشتاء للبحر الميت، وفي الصيف للعقبة، إلى جانب تركيا، وبالتالي السياحة الروسية المستهدفة لن تعود، وأشارت إلى عدم مخاطبتهم للفنادق حتى الآن بأي حجوزات مرتقبة.

 

وما يؤكد هذا الاتجاه هو عدم الإعلان عن موعد محدد حتى الآن لبدء رحلات الطيران المنتظم من قبل شركة إيروفلوت الروسية أو مصر للطيران، والذي كان من المقرر إطلاقها خلال الأسبوع الأول من فبراير الجاري، فضلا عن عدم نزول جدول هذه الرحلات على أنظمة حجز الطيران العالمية حتى الآن، وبالتالي لو تم تشغيل الرحلات بشكل أو بآخر ستأتي بطاقم الطائرات فقط بدون ركاب.

 

وأوضحت مديرة المبيعات والتسويق لفندق شيراتون شرم الشيخ، أنه في حال عودة السياحة الروسية لن تخفض الفنادق أسعارها أكثر من ذلك، حيث إنها شهدت أدنى مستوياتها خلال فترة الركود، وبالتالي الجميع يسعى لاستعادة الخسائر.

 

ولفتت كريستين رجائي إلى عودة السوق الإيطالي إلى شرم الشيخ من جديد بعد غياب الروس، وكان الإيطاليون أول وأكثر جنسية حققت الازدهار السياحي للمدينة.

 

وعلى جانب آخر، هناك جنسيات جديدة على شرم الشيخ بدأت في الظهور مثل أسواق جنوب آسيا، والصين، وإندونيسيا، ودول أمريكا اللاتينية، من خلال إدراجها في برنامج رحلة العائلة المقدسة، بزيارة دير سانت كاترين والإقامة ليلة في فنادق شرم الشيخ، مشيدة بالجهود الفردية لشركات سياحة مصرية ليست كبيرة والتي أحدثت هذا التغير الإيجابي في تنوع الأسواق السياحية بالمدينة.

 

وشددت رجائي على أهمية الاستفادة واستغلال هذا التطور في حركة السياحة من الأسواق الجديدة الواعدة، من خلال التحرك المنظم للفنادق والتواجد في المعارض السياحية الرئيسية بهذه الدول.

 

وأضافت أن الهند أصبحت من الأسواق الواعدة أيضا في شرم الشيخ، مشيرة إلى أن عدد من شركات السياحة المصرية بدأت تنظيم رحلات تعريفية "Fam Trip" لشركات هندية.

 

اختلاف سياسة التسعير

وفي سياق متصل، أوضح رضا جمعة المدير المسائي لفندق "تروبيتيل نعمة باي" بشرم الشيخ، أن هناك بدائل كثيرة للسياحة الروسية في فنادق شرم الشيخ، وليس هناك لهفة على سرعة عودتهم كما كان من قبل، ولذلك الوضع حاليا مستقر نسبيا مقارنة بالركود الكبير خلال 2016 وأوائل 2017.

 

وتوقع جمعة أن السياسة السعرية مع السائح الروسي سوف تختلف كثيرا بحيث تشهد ارتفاعا قد يتجاوز تعاقدات عام 2015 ما قبل الأزمة، وخاصة في ظل ارتفاع الطلب من قبل جنسيات أخرى، وارتقاء مستوى السائح والذي ساهم في رفع مستوى الخدمة وتكلفتها، وبالتالي أصبح هناك حد أدنى إجباري للأسعار.

 

ومن جانبه، قال وليد بكر مدير المكاتب الأمامية لفندق "دريمز بيتش" شرم الشيخ: "لا أحد ينكر انتظار عوة الروس لأنهم يحدثون كثافة عددية كبيرة، ولكن الفنادق غير مستعدة لعودتهم بالأعداد السابقة للأزمة، وسواء من حيث حجم الشغل أو طبيعة متطلبات السائح الروسي الخاصة به".

 

وأضاف بكر أن الفنادق فقدت الأمل في عودة الروس، وأصبحت لا تهتم بالتصريحات الخاصة بعودتهم في أي شهر أو موسم، وخاصة مع وجود الأسواق البديلة.

 

وأشار إلى أن الفندق أعد دراسة كاملة تتضمن احتياجات السائح الروسي، بحيث يتم تجهيزها بمجرد عودته فعليا، نظرا لأعدادهم الكبيرة وطلباتهم التي تختلف عن السائح الأوروبي، موضحا أن معايير تقييم مستوى الخدمة وما يوفره الفندق من ترفيه أو خدمات للسائح الروسي تجعله يشعر بأنه 5 نجوم، في حين أن الأوروبيين يقييمونه بمستوى 4 نجوم لاحتياجهم جودة خدمة أعلى.

 

ولفت مدير المكاتب الأمامية لفندق "دريمز بيتش" شرم الشيخ إلى أن الجنسيات المتواجدة بقوة حاليا هم الأوكران والإيطاليين بسبب غياب الروس وأصبحوا بديلا قويا لهم، وخاصة السياحة الإيطالية التي شهدت زيادة كبيرة وعادوا إلى شرم الشيخ أول مدينة سياحية لهم في مصر توجهوا إليها بكثافة، حيث كان هناك فنادق إيطالية كاملة، إلى جانب السياحة الألمانية والبلجيكية، ثم تأتي جنسيات أخرى تشهد نموا ملحوظا أبرزها كازاخستان، بيلا روسيا، استونيا، لاتفيا.

 

وأوضح بكر أن آلية التسعير للسوق الروسي سوف تختلف وتشهد ارتفاعا وفقا للأسواق الشبيهة مثل لأوكراني أو دول شرق أوروبا بشكل عام، وذلك لزيادة تكاليف التشغيل، مشيرا إلى متوسط الأسعار للغرفة للسوق الروسي كان 50 دولارا، ومن المتوقع إبرام التعاقدات في نفس المستوى تقريبا، ورغم ثبات السعر إلا أن قيمة البرنامج أصبحت أعلى نظرا لتغير سعر صرف الدولار للضعف أمام الجنيه.