ضعف إقبال المصريين على رحلات شرم الشيخ في نصف العام لارتفاع أسعار الفنادق

 

كريستين رجائي: الفنادق التي رفعت أسعارها لضمان حجوزات المصريين وجدت العكس

 

أسعار الغرف المناسبة حاليا تتراوح من 900 إلى 1200 جنيه وإشغالاتها تصل إلى 90%

 

رضا جمعة: انتعاش الأجانب أحدث رواجا وأثر في خفض نصيب السياحة الداخلية من الإشغال

 

شركات السياحة: أصبحت برامج السياحة الداخلية غير مجدية لزيادة الأسعار بشكل غير جاذب للمصري


كتب- أكرم مدحت 

 

تعد أجازة نصف العام الدراسي أكثر المواسم انتعاشا في السياحة الداخلية لسفر المصريين وهروبهم من القاهرة إلى المنتجعات السياحية، وشرم الشيخ أبرز المدن التي تحظى بالإقبال، بعد أن استهدفت فنادقها جذب السائح المحلي في ظل غياب الأجنبي بتخفيض أسعارها.

 

ولكن الموسم الجاري شهد تغيرا كبيرا أثر على معدل توافد المصريين إلى شرم الشيخ، ورصد "ترافل يالا نيوز" هذا التطور الواضح، الذي يعد إيجابي لطرف وسلبي لآخر في نفس الوقت.

 

حيث إن الأجازة هذا العام تتسم بارتفاع نسبي في الأسعار لعدة أسباب وهي الانتعاش الملحوظ في السياحة الأجنبية الوافدة، فضلا عن ضمان حجوزات المصريين في فترة الأجازة، وهو ما أدى إلى نتيجة عكسية في بعض الفنادق التي رفعت أسعارها للضعف للسياحة المحلية.

 

تراجع سيطرة السياحة الداخلية على فنادق شرم الشيخ

في هذا السياق، أوضحت كريستين رجائي مديرة المبيعات والتسويق لفندق شيراتون شرم الشيخ، أن هناك فريقين من الفنادق الأول رفع الأسعار على المصريين نتيجة توقع الإقبال الكبير خلال تلك الفترة الموسمية الرئيسية، فضلا عن ضمان نسب إشغال مرتفعة، مضيفة أن أسعارهم تتراوح بين 1300 و1500 جنيه في الليلة للغرفة المزدوجة إقامة كاملة، وهو ما جعلهم يعانون من ضعف الإقبال وفقا لمؤشرات الحجوزات.

 

وقالت رجائي لـ "ترافل يالا نيوز"، إن الفريق الثاني من الفنادق يعد متوسط الأسعار، حيث تتراوح بين 900 إلى 1200 جنيه، وهم الفائزون بشعار "الحجوزات الكاملة"، ووصلت نسب الإشغال من 90 إلى 100%، خلال أجازة نصف العام التي بدأت الأسبوع الماضي ومن المقرر انتهاؤها 3 فبراير المقبل.

 

وفي سياق متصل أوضح رضا جمعة المدير المسائي لفندق تروبيتيل نعمة باي بشرم الشيخ أن نسبة المصريين من إشغال الفندق تصل إلى 30%، بسبب أجازة نصف العام الدراسي، ويمتد نشاطهم حتى الأسبوع الأول من فبراير، ثم يصبح باقي الشهر هادئ نسبيا.

 

وقال إن سعر الغرفة المزدوجة في الليلة إقامة شاملة يبلغ 1300 جنيه، ويعتبر أعلى من العام الماضي بنحو 10%، لارتفاع تكاليف التشغيل، مضيفا أن متوسط الأسعار للمصريين في شرم الشيخ 1200 جنيه بالفنادق مستوى 5 نجوم، مشيرا إلى وجود إقبال من المصريين رغم ذلك، مشيرا إلى أن انتعاش الأجانب أحدث رواجا ومعدل إشغال أكبر، وبالتالي أثر في خفض نصيب المصريين من الغرف الفندقية.

 

وأضاف أن هذا الوضع في معظم الفنادق، وبعضها لا يستهدف المصريين، فضلا عن بعد عدد من الفنادق عن الأماكن الخدمية والترفيهية مثل خليج نعمة أو سوهو سكوير وبالتالي لا تجذب النزيل المصري.

 

التأثير السلبي على أسعار برامج شركات السياحة

وأكد إبراهيم العارف رئيس شركة إيجيبت بروموشن للسياحة، أن الحالة الاقتصادية للمصريين لا تتناسب مع رفع الفنادق لأسعارها، فضلا عن نقطة هامة طاردة للسائح المصري وهي الإجراءات الأمنية والتفتيشات على طريق شرم الشيخ والتي تزيد من مدة الرحلة لساعات مع مشقة السفر لطول المسافة، وبالتالي يبحث عن مدن أخرى بديلة، وخاصة أن أسعار الطيران الداخلية مرتفعة ولا تتناسب مع أسعار البرامج الداخلية وخاصة للعائلات.

 

وأوضح أن سعر الغرفة المزدوجة مستوى 5 نجوم يتراوح بين 1200 و1400 جنيه، ومستوى 4 نجوم يصل إلى 4 نجوم، نتيجة زيادة الطلب من السياحة الأجنبية، وبالتالي لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي الحالي، ما أثر سلبا على تخفيض حجوزات المصريين لأكثر من النصف.

 

وأشار إلى أن موسم الصيف يمثل ذروة رحلات المصريين إلى المدن المختلفة وخاصة الساحلية سواء البحر الأحمر أو المتوسط، ولكن أجازة نصف العام في الشتاء لا تحتمل تلك الأسعار.

 

وأوضح حسن سامي مدير عام شركة ألفا ترافيل إيجيبت، أن وجود طلب من السياحة الأجنبية جعل الفنادق ترفع أسعارها لتغطية التكلفة، ولكنها في المقابل أصبحت طاردة لسياحة مهمة أيضا وهي الداخلية، حيث إن المصريين يحرصون على السفر بكثافة في الأجازات ولذلك يجب مراعاة الوضع الاقتصادي، لأن المصري دائما يبحث عن الأرخص.

 

وأكد على أن شركات السياحة تعاني من ضعف إقبال المصريين ويجب أن تراعي الفنادق ذلك، وخاصة أن فترة الشتاء تكون في ذروة العام الدراسي، ويكون هناك ترشيدا للإنفاق نتيجة وجود عبء المصروفات الدراسية والدروس وغيرها من الالتزامات، على عكس أجازة الصيف الممتدة إلى 3 شهور وبالتالي السفر الداخلي يكون أساسي أيا كانت الأسعار والمدة مفتوحة والخيارات تكون متعددة.

 

وفي نفس السياق، قال فادي فتحي مدير السياحة الداخلية بالشركة، إن السياحة الداخلية بشكل عام تأثرت في موسم أجازة نصف العام الحالية، وأبرزها برامج رحلات شرم الشيخ التي ارتفعت بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، بعد زيادة الفنادق أسعارها، حيث كان متوسط الغرفة 500 جنيه في فنادق 5 نجوم، ولكن هذا العام تجاوزت 700 جنيه في الفنادق 4 نجوم.

 

وأوضح أن أسعار البرامج عندما تكون مناسبة للمصريين نتيجة مراعاة الفنادق ذلك، يصب مباشرة في تشجيعهم على عمل الرحلات البحرية والأنشطة الترفيهية الأخرى، والتسوق، وبالتالي يحدث انتعاش تجاري في المدينة، مع وجود الأجانب تعود شم الشيخ إلى إزدهارها، لأن رفع الفنادق لأسعارها يقلل فرص شركات السياحة بعمل عروض جاذبة، وبالتالي يؤثر سلبا على هامش الربح، وبالتالي تنظيم رحلات داخلية يصبح غير مجدي.

 

وأضاف أن هناك فنادق رفعت أسعارها لاستهداف جذب شرائح معينة من المصريين، لأنهم واجهوا العديد من المشكلات خلال العامين الماضيين نتيجة عدم تعاملهم بالشكل المناسب مع الخدمات الفندقية لعدم تعوده على ذلك، ولكن الوضع تحسن مع رفع وعي وثقافة المصريين بالتعامل مع الفنادق لعدم خروج أي صورة سلبية أمام السائحين الأجانب.