رمسيس الثاني أول قطعة أثرية بالمتحف المصري الكبير.. وافتتاح المرحلة الأولى نهاية 2018

 

وزير الآثار: الرئيس السيسي مهتم بتنفيذ المشروع وفقا للجدول الزمني له


كتب- أكرم مدحت 

 

قال الدكتور خالد العناني وزير الآثار إن اليوم يمثل البداية العملية لحلم المتحف المصري الكبير الذي بدأ يرى النور بنقل تمثال الملك رمسيس الثاني إلى مقر عرضه الدائم بالبهو العزيم، ليصبح أول قطعة أثرية لمكان عرضها النهائي بالمتحف، وخاصة أن رمسيس الثاني يعد أشهر ملوك الدولة الحديثة في القرن الـ 13 ق.م، ونوه إلى أن شركات كبيرة رفضت تحمل مسئولية نقل التمثال، والذي نفذته بأعلى مستوى وكفاءة شركة المقاولون العرب.

 

 

وأعلن العناني في كلمته خلال فعاليات نقل تمثال رمسيس الثاني إلى البهو العظيم، أنه من المخطط افتتاح المرحلة الأولى من المتحف الكبير في أقل من 12 شهرا بنهاية العام الجاري، لافتا إلى أن رمسيس الثاني ينتظر استقبال 87 تمثالا ضخما حتى افتتاح المتحف للزائرين، ليمثلوا زخما معماريا كبيرا من التماثيل الفرعونية الكبيرة.

 

 

وأكد وزير الآثار على أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يولي اهتماما كبيرا بالمشروع ويؤكد استمراره وتنفيذه وفقا للتوقيتات المحددة، وافتتاحه جزئيا بحسب الجدول الزمني له، مشيرا إلى أن الحكومة وعلى رأسها القيادة السياسية تقدم الدعم الكامل لمشروع المتحف المصري الكبير، فالدولة المصرية تحارب التطرف بالثقافة والحضارة والنور.

 

مضيفا أن وزارة المالية تقدم جميع التسهيلات بوصول احتياجات المتحف التمويلية، فضلا عن اهتمام الحكومة اليابانية به وتسهيل منح القرض من خلال منظمة الجايكا.

 

وأشاد العناني بنشاط الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة والتي تتولى تنفيذ المشروع، حيث إنه تم الانتهاء من 70% من المشروع، رغم أنها تسلمته وكان لم ينفذ منه سوى 17% فقط، لافتا إلى أن مساحته الكلية تبلغ 490 ألف متر مربع، وتصل مساحة العرض المتحفي إلى 50 ألف متر مربع، ليعد مركزا ثقافيا وترميميا ضخما.

 

 

ومن ناحية أخرى، لفت العناني إلى أنه خلال أشهر قليلة سيتم الانتهاء من مشروع تطوير منطقة الأهرامات الأثرية، ليتم ربطها بالمتحف المصري الكبير، ما يسهم في تنمية المجتمع المحيط بالمنطقة.

 

 

وأوضح العناني أن عملية النقل تمت اليوم بالتعاون بين وزارة الآثار، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وشركة المقاولون العرب، والتي بلغت تكلفتها نحو 13.6 ملايين جنيه، شملت أعمال تدعيم وعزل وتغليف التمثال لحمايته، بالإضافة إلى رصف وتجهيز طريق بمواصفات خاصة لتحمل ثقل التمثال والذي يبلغ وزنه 83 طنا، وارتفاع 13 مترا.

 

وشهد الحدث نحو 15 شخصية من كبار المسئولين في الدولة من مستشاري رئيس الجمهورية ووزراء ومحافظين، أبرزهم المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، ووزراء السياحة، الثقافة، التنمية المحلية، التضامن، وعالم الآثار الدكتور زاهي حواس، ومحافظ الجيزة، ورئيسة لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، إلى جانب 20 من السفراء الأجانب أبرزهم السفير الياباني بالقاهرة، وممثلي وزاراتي الدفاع والداخلية.

 

 

 

وتعد عملية نقل التمثال هي الرابعة بعد أن نحته المصري القديم وتمثال آخر شبيه له في محاجر أسوان منذ نحو 3000 عام، حيث تم نقله إلى منطقة ميت رهينة بجبانة منف ليعرض أمام البوابة الجنوبية لمعبد بتاح الكبير، وفي عام 1955 قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نقل التمثال من ميت رهينة إلى ميدان باب الحديد أمام محطة السكة الحديد، وذلك بعد المبادرة التي أطلقها عبد اللطيف البغدادي وزير الحربية آنذاك لتزيين شوارع وميادين القاهرة، وتم ترميم التمثال في الميدان ووضعه فوق قاعدته ليشهد على عظمة صنعه ونقله.

 

أما عملية النقل الثالثة فكانت عام 2006 حينما قرر وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني نقل التمثال من ميدان رمسيس حفاظا عليه من التلوث، بسبب عوادم السيارات، كما علت الكباري من حوله حتى أصبحت رؤية التمثال شبه معدومة، ووقع الاختيار على مقر المتحف المصري الكبير بميدان الرماية بمحافظة الجيزة.

 

وفي سياق متصل، أكد الدكتور طارق توفيق المشرف العام على المتحف المصري الكبير، أن عملية نقل تمثال رمسيس الثاني اليوم تؤكد أن كافة الجهات المعنية تعمل بكامل طاقتها لإنجاز هذا الصرح العظيم، ليصبح المتحف الكبير بعد افتتاحه كليا عام 2022 أكبر متاحف العالم.

 

 

وأشار إلى أن الافتتاح الجزئي للمتحف سيشمل البهو العظيم، والدرج العظيم، وقاعة توت عنخ آمون والتي ستعرض لأول مرة جميع مقتنيات الفرعون الذهبي كاملة، ويبلغ عددها 5200 قطعة أثرية.

 

كما يشمل المتحف معامل للترميم على أعلى مستوى من التقنية الحديثة، بالإضافة إلى المسرح وقاعة للمؤتمرات ومنطقة خدمية تضم 10 مطاعم، و28 محلا، وفندق بطاقة 35 غرفة.

 

والجدير بالذكر أن المغامر الإيطالي جيوفاني كافيليا اكتشف تمثال رمسيس الثاني بمنطقة ميت رهينة عام 1820م، مكسورا لستة أجزاء، وحاول كافيليا نقله إلى إيطاليا إلا أنه لم يستطع بسبب ثقل وزن التمثال، كما عرض محمد علي باشا إهداء التمثال إلى المتحف البريطاني في إنجلترا ولكن تعزر نقلة بسبب ثقل وزنه.

 

 

إقرأ أيضا:

بالصور.. تمثال رمسيس الثاني يصل إلى مقر عرضه الدائم بالمتحف المصري الكبير