تعرف على تفاصيل أزمة شحوط الفنادق العائمة في أسوان وكيفية حلها


كتب- أكرم مدحت

 

رغم انتهاء أزمة شحوط الفنادق العائمة في النيل أمام معبد كوم أمبو بأسوان منذ يومين فقط، والتي حدثت بداية الأسبوع الماضي، واستمرت عدة أيام، إلا أن هناك العديد من الأحداث كانت في الكواليس، فضلا عن أهمية تحديد أسباب هذا الشحوط وكيفية تجنبه، وهو ما كشفه "ترافل يالا نيوز" من خلال مستثمري القطاع السياحي في الأقصر وأسوان، وأعضاء مجلس النواب عن الأقصر، وطرح تساؤل هام هل سرعة حل أزمة يتطلب تدخل الرئاسة؟، وأين دور المجلس الأعلى للسياحة أو اللجنة الفنية التي شكلها وزير السياحة بعد اجتماعها الأول منذ عدة شهور.

 

تصريحات الوزير في وادي آخر وغياب المعلومة

والجدير بالذكر أن وزير السياحة خرج على وسائل الإعلام في اليوم التالي لبداية الشحوط، من خلال بيان خالي من أي معلومات عن الأزمة، رغم سفره إلى أسوان يرافقه وكيل أول وزارة السياحة رئيس قطاع الفنادق، وأكد فيه على وجود تنسيق مع الجهات المعنية وأنه يتم تكريك مجرى النيل، وأن الرحلات عادت لطبيعتها، ولكن الواقع كان عكس ذلك.

 

 

فنحن لا نرغب التهويل أو التهوين ولكن خروج المسئول بالمعلومة للتوضيح، حتى لا ندع مجالا لأي إعلام غربي متربص بالشأن المصري يؤثر سلبا على سمعة السياحة في مصر من خلال تهويل الأحداث وجعل الصورة الذهنية سيئة، وأسأل معالي الوزير أين هذا التنسيق وأين المعلومة التي توضح تفاصيل الحدث؟

 

وهذا الموقف يذكرنا بجملة شهيرة بأحد الأفلام الشبابية ولكني سأقوم باقتباسها وكتابتها بالأسلوب الذي يتناسب مع السياحة، وهي "إن الموقف مختلف خالص يا جماعة.. عندنا سياح وفنادق عائمة شغالة لكن معندناش مية نيل".

 

تدخل الرئاسة مفتاح لحل أي مشكلة

وكان الرئيس السيسي قد عقد اجتماعا منتصف الأسبوع الماضي وزراء الإسكان القائم بأعمال رئيس الوزراء، والسياحة، والري، والنقل، لبحث أسباب أزمة شحوط المراكب في النيل وسرعة حلها مع إيجاد آلية لتفاديها، وهو ما أدى لسرعة تنفيذ الجهات المعنية لتوجيهات الرئيس.

 

 

الموسم الشتوي مستقر وانتهت الأزمة

في هذا السياق، أكد أحمد إدريس عضو لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، على انتهاء انتهت أزمة شحوط الفنادق العائمة بين الأقصر وأسوان، وأنه لا توجد إلغاءات تذكر لحجوزات السائحين، وأن الموسم السياحي الشتوي مستقر، مضيفا أن الرحلات النيلية عادت لطبيعتها، بعد رفع منسوب مياه النيل 15 سم، والذي تم الجمعة الماضية.

 

سبب الأزمة

وأوضح إدريس لـ "ترافل يالا نيوز"، بأن أزمة الشحوط سببها انخفاض منسوب مياه النيل نتيجة السدة الشتوية وغلق خزان أسوان، ولم يؤثر ذلك على الفنادق العائمة فقط وإنما أدى لانقطاع المياه أيضا عن مدينة الأقصر لمدة 3 أيام، نتيجة انخفاض منسوب النيل لمستوى أقل من الطبيعي لرافع المياه الذي يمد محطات المياه.

 

ومن جانبه، قال محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحي بجنوب الصعيد، إن أزمة شحوط الفنادق العائمة في النيل ليست عابرة، وإنما قد تتكرر خلال الموسم لذلك يجب على الأجهزة المعنية والوزارات المختلفة أن تتعاون في تجنب تكرار الأزمة، حيث إن السدة الشتوية حدث موسمي نتيجة غلق السد وانخفاض منسوب مياه النيل نتيجة عدم وجود زراعة تتطلب للمياه الكثيرة، حفاظا على احتياج المياه كأمن قومي.

 

وأضاف أن الأزمة تفاقمت عندما لم تقم وزارة النقل منذ عام 2010 بدورها بأعمال التكريك لطمي النيل عند انخفاض منسوب المياه، وهو ما نتج عنه رسوب الطمي في المجرى الملاحي والذي يحدث سنويا، ليكون عقبة أمام حركة المراكب.

 

وكشف لـ "ترافل يالا نيوز" عن مطالبة أصحاب الفنادق العائمة من وزارة الري زيادة منسوب المياه 10 سم فقط لتفادى الشحوط، حيث كان هناك مقدمات لانحصار مياه النيل، ولكنها رفضت وأفادت بأن المياه أمن إستراتيجي، وتسائل عثمان هل ما حدث من تعطل وصورة ذهنية دولية سلبية لا يضر بالسياحة التي تعد أحد روافد الاقتصاد القومي الإستراتيجي أيضا؟!.

 

تأثير الأزمة

وتابع أن النتيجة كانت شحوط عدد من الفنادق العائمة وبلغت الأحد الماضي 8 أو 9 مراكب، إنما انغلاق المجرى الملاحي أدى إلى عدم قدرة نحو 20 مركبا من استكمال رحلتهم بداية من معبد كوم أمبو، والذي يبعد نحو 45 كم من أسوان، وتوقف الرحلات كان أكثر للمراكب المتجهة من الأقصر إلى أسوان، مشيرا إلى أنه تم نقل السائحين بالأتوبيسات إلى باقي المزارات.

 

كيفية تفادي الأزمة

وأشار إلى أن غاطس المراكب يتراوح عمقه بين 120 سم و2 متر، لافتا إلى أن وزارة الري كانت تصدر منشورا شهريا للفنادق العائمة بمنسوب مياه النيل ولكنها توقفت منذ فترة، وكانت توضح مدى جاهزية المجرى الملاحي للرحلات النيلية بين الأقصر وأسوان خاصة للمراكب ذات الغاطس بعمق 2 متر، لعدم مواجهة أزمة الشحوط.

 

وزارات الجزر المنعزلة

وانتقد عضو لجنة التسويق السياحي بجنوب الصعيد الجزر المنعزلة التي تعيش فيها الوزارات ويضر في النهاية السياحة المصرية، مطالبا بتشكيل لجنة تضم مسئولي وزارات السياحة والري والنقل ومستثمري الأقصر وأسوان، وذلك لمتابعة انسيابية حركة الملاحة في نهر النيل وتفادي مواجهة الفنادق العائمة أي عقبات قد تضر بالموسم السياحي خاصة في ذروته الحالية، وانتعاش توافد السائحين وارتفاع نسب الإشغال الحالي ليعوض ركود عدة سنوات.

 

وشدد على أهمية عودة الخريطة الملاحية للمجرى النهري والتي كان أصحاب الفنادق العائمة يحصلون عليها، لتوضح الجزر في نهر النيل وظهورها في أوقات الشحوط وبالتالي تعرف المراكب خطة تحركها أثناء الإبحار في الطرق الملاحية الأكثر انسيابية.

 

وأكد عثمان على عدم تلقي شكاوى من قبل السائحين، وأن نسب الإلغاءات للحجوزات القادمة تكاد لا تذكر، لافتا إلى أن شركات السياحة المسئولة عن تنفيذ برامج المجموعات السياحية التي كانت على تلك المراكب قدمت بعض المجاملات تخفيفا من الإحساس بالمشكلة، مثل تعلية مستوى الإقامة الفندقية، ودفع قيمة أي فواتير إضافية عن سعر الرحلة الفعلي، وتقديم بعض المشروبات والمأكولات، مشيرا إلى عودة الحركة النهرية لطبيعتها.

 

إقرأ أيضا:

الآثار: مد ساعات العمل لمعبدي إدفو وكوم أمبو في أسوان لتأخر الرحلات النيلية لشحوط المراكب