أبو الغيط في اجتماع وزراء السياحة العرب يطالب بتحفيز الحركة البينية واستغلال الدول لإمكانياتها للتفوق على المقاصد المنافسة

 

الأمين العام لجامعة الدول العربية يدعو لحملة عالمية لاستعادة الآثار التي خربها ودمرها الإرهاب


كتب- أكرم مدحت 

 

عقدت اليوم أولى جلسات اجتماع مجلس وزراء السياحة العرب في دورته الـ 20 بجامعة الدول العربية بالقاهرة، وذلك خلال يومي 6 و7 ديسمبر الجاري.

 

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن السياحة تعد من أهم القطاعات الاقتصادية، التي تنطوي على إمكانيات واعدة بدرجات مختلفة في الأغلبية العظمى من الدول العربية، ومع الأسف لا زالت غير مستغلة، أو أنها لا تحقق العائد الأقصى من ورائها، ولا شك أن الظروف التي مرت بالعالم العربي في السنوات الأخيرة قد أدت إلى تراجع خطير في قطاع السياحة، الذي تعلمون جميعا مدى حساسيته للأوضاع الأمنية والاستقرار المجتمعي.

 

 

وأضاف أن الاجتماع اليوم يأتي في إطار واحد من أهم المجالس الوزارية الذي يعني بتنمية قطاع السياحة في الدول العربية، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الهيئات والوزارات العاملة في هذا القطاع باتساع العالم العربي، تعظيما للفائدة وتحقيقا للنفع المشترك.

 

ولفت إلى أن الصورة ليست قاتمة حيث إن العالم العربية يحوي قصص نجاح مبهرة، ومبادرات لبناء قطاع سياحي تستحق الإشادة والتقدير، وهناك عمل دؤوب يجري في بعض الدول من أجل تنمية مجالات جديدة ومبتكرة للسياحة، إلا أن التكامل العربي في هذا القطاع ما زال يعاني من التباطؤ والضعف.

 

وأكد على أن التعاون والتنسيق الجاد في مجال التنمية السياحية على الصعيد العربي من شأنه أن يحول دون التنافس غير المبرر، وسيؤدي إلى استغلال كل دولة لمواردها السياحية على الوجه الأمثل بالتركيز على المزايا النسبية التي لديها، وثقتي أن مجلسكم الموقر سيشهد مناقشة معمقة لهذه الموضوعات، فضلا عن كيفية العمل على تعزيز السياحة البينية العربية، ورفع العوائق التي تحول دون انطلاقها، وبحيث تستطيع الدول العربية المستقبلة للسياحة أن تتفوق على المقاصد السياحية المنافسة التي نجحت في الأعوام الأخيرة في جذب السائح العربي.

 

 

إن السياحة ليست مصدرا للعملة الصعبة، أو سببا في خلق الوظائف فحسب ، بل هي قطاع رائد بإمكانه أن يسهم في تنمية وتعزيز عدد من القطاعات الأخرى في الاقتصاد، كالبنية الأساسية والنقل والمواصلات والخدمات المالية وغيرها، إن الاستثمار في قطاع السياحة هو في حقيقة الأمر استثمار في هذه المجالات جميعا ويؤدي إلى تنشيطها وإنعاشها والارتقاء بها، مضيفا أن النهوض بالسياحة يستدعي منهجا شموليا في رفع جودة الخدمة في كافة هذه القطاعات، وبحيث يرتقي المنتج السياحي العربي ويصير منافسا بحق.

 

وأعرب عن أمله في اتخاذ خطوات جادة من أجل النهوض بالسياحة العربية، من خلال تطوير الإستراتيجية العربية للسياحة وتعزيز آلية تنفيذها، وخاصة فيما يتعلق بتسهيلات الحركة السياحية بين الدول العربية، ودراسة كيفية تحسين الخدمات في المطارات والمقاصد السياحية العربية في الدول المستضيفة للسائحين.

 

وأكد على أن استعادة الاستقرار الأمني، والقضاء على الإرهاب يمثلان الشرط الضروري والرافعة الأهم لدفع قطاع السياحة وتعزيز دوره وتعظيم إسهامه في الاقتصادات العربية التي تحتاج بشدة إلى تنويع مجالاتها والخروج من أفق الاعتماد على مجال بعينه أو الاقتصار على نشاط محوري مع إهمال القطاعات الأخرى.

 

واستنكر ما صارت إليه مناطق أثرية ومزارات تاريخية ودينية بعد أن نالها من الخراب والتدمير على يد عصابات تعيث فسادا في بعض بلدانا، مؤكدا أن العالم العربي هو الخزان الأكبر للذاكرة الإنسانية، إذ تحتضن أرضه الآثار الشاهدة على فجر الحضارة الإنسانية، وما يجري من تدمير لبعض هذه الآثار التي لا تقدر بثمن هو تخريب للذاكرة ومحو لواحد من أهم الفصول في قصة الحضارة البشرية.

 

وتابع أنه في ظل بشائر القضاء على بعض من الفئات الضالة والجماعات الإرهابية المجرمة التي أشاعت التخريب في بعض البلدان العربية، فعلينا أن ندعو لحملات كبيرة ومؤثرة ومبادرات ذات صدى عالمي من أجل استعادة وترميم وإصلاح الآثار التي خربت وألحق بها الضرر، إن قطاع السياحة الثقافية والدينية في العالم العربي ينطوي على إمكانيات لا نظير لها، ويمتلك مخزونا من المواضع التاريخية والآثار الباقية الفريدة، وتقع على عاتق الحكومات العربية مسئولية حماية هذا الإرث الإنساني والحفاظ عليه احتراما للتاريخ، وتنمية لواحد من أهم قطاعات السياحة الذي لا زال للأسف يعاني من التدهور وضعف الكفاءة في إدارته.