المعارض السياحية في مصر آلية ترويج فعالة لعروض الرحلات الداخلية والخارجية ولكن تفتقد الدعاية

 

شركات السياحة والفنادق: تدني الأسعار سبب جذب شريحة من المصريين لا تتناسب مع الخدمات الفندقية

 

نشر ثقافة الأجازات ينعش الإقبال على السياحة والسفر

 

الأقصر وأسوان على قائمة المقاصد الأكثر جذبا لحجوزات الشتاء ثم شرم الشيخ والغردقة



كتب- أكرم مدحت 

مع اقتراب موسم أجازة منتصف العامل الدراسي الذي يمثل موسم الذروة للسياحة الداخلية للمصريين في فصل الشتاء، تستهدف شركات السياحة والفنادق استقطاب عدد كبير منهم، وخاصة بعد انتعاشها منذ الشتاء الماضي، وذلك من خلال التسويق لبرامجها للمدن السياحية الأكثر إقبالا وأهمها الأقصر وأسوان، وشرم الشيخ والغردقة، ثم مرسى علم.

 

وتتمثل إحدى آليات الترويج في المشاركة بالمعارض السياحية وكان آخرها معرض "Cairo ITM" السياحي في دورته الأولى، والذي عقد منتصف الأسبوع الماضي بمشاركة أكثر من 30 شركة سياحة ومجموعة فنادق، بالإضافة إلى مواقع الحجز الشهيرة التي تمثل أكبر نافذة لاختيار المسافرين منها البرنامج السياحي المناسب لهم من فنادق، ووسائل السفر من طيران أو نقل سياحي بري.

 

في هذا السياق، قال أحمد نورالدين مدير عام شركة "مياسين" للسياحة، إن النشاط الرئيسي للشركة هو السياحة الدينية وحجوزات الطيران، ومؤخرا بدأت الاهتمام بالسياحة الداخلية وحققت بها حجم شغل مقبول.

 

وأضاف لـ "ترافل يالا نيوز"، أن نشاط الشركة أصبح أكثر تركيزا في السياحة الداخلية نظرا لتوقف العمرة، وهو سبب المشاركة وأحد رعاة معرض Cairo ITM، مشيرا إلى أن الرحلات الداخلية تتجه أكثر إلى شرم الشيخ والغردقة، والأقصر وأسوان خاصة في أجازة منتصف العام الدراسي، والتي شهدت ارتفاعا في الأسعار نتيجة زيادة تكلفة تشغيل الفنادق العائمة "النايل كروز" والإقبال عليها، فضلا عن تحسن نسبي في توافد السياحة الأجنبية.

 

وأوضح أن المعارض تعد ملتقى لشركات السياحة تجذب محبي السفر مثل رواد النوادي، وشباب الجامعات، ويمكن من خلالها عمل عروض ترويجية جاذبة وخاصة لشريحة الشباب، ووفي نفس الوقت نرسخ لثقافة الأجازات لدى المصريين.

 

 

وعلى جانب آخر، قال مدير عام شركة "مياسين ترافيل"، إن السياحة الداخلية في مصر تحتاج لبرامج توعية للمصريين المسافرين تتضمن إرشادات ونصائح في كيفية التعامل مع الفنادق والخدمات، بشكل جاذب وفعال بدون أي نقد حتى لا تنتشر الحملة الموسمية على مواقع التواصل الاجتماعي التي تبرز مدى استياء الفنادق من النزيل المصري.

 

وأضاف أن الفنادق نفسها تحتاج تغيير أسلوب التعامل والخدمة، بما يتوافق مع النزلاء المصريين، لأن متطلبات السائح الأجنبي تختلف عن المصري، وهنا يأتي دور شركة السياحة بإعداد برنامج متكامل الخدمات المناسبة للمصريين في الفنادق، ما يؤدي إلى رفع مستوى الخدمة للسياحة الداخلية.

 

وأشار إلى أنه رغم حرص الشركات على توزيع ورقة إرشادات بمواعيد المطاعم وقواعد استخدام حمامات السباحة، إلا أن سلوكيات بعض الأفراد تسئ للشكل العام.

 

نشاط السياحة الخارجية رغم أثر التعويم

ومن ناحية أخرى، لفت نورالدين إلى أن السياحة الخارجية شهدت مؤخرا إقبالا ملحوظا وخاصة رحلات شهر العسل، وهو مؤشر جيد رغم ارتفاع تكاليف السفر بعد تعويم الجنيه، وخاصة إلى دبي، وتايلاند، وباريس، وماليزيا، والمالديف، وبيروت، لذلك نهتم بتسويق برامجها بالتوازي مع السياحة الداخلية.

 

وكشف لـ "ترافل يالا نيوز" أنه ضمن البرامج الجاري الإعداد لها رحلات روسيا لحضور المشجعين المصريين مباريات مصر في كأس العالم 2018، ولكن سيتم الإعلان عنها تفصيلا بعد إجراء القرعة وتحديد المدن التي ستقام بها مباريات الفرق المختلفة، لوضع البرنامج شاملا الأسعار والفنادق بكل مدينة، وتحديد عدد ساعات الرحلة مع الترانزيت، مع استمرار غموض موقف الطيران المباشر بين مصر ورسيا، كاشفا أنه تم بالفعل الحجز على رحلات طيران منتظم وشارتر، ونروج حاليا بوجود هذه البرامج في الشركة، مؤكدا على أن أي مقعد طيران لروسيا لن يضيع بدون حجزه، والأسعار لن تتأثر حتى في حالة فتح الطيران المباشر الذي لن يستطيع تغطية حجم الطلب.

 

ومن جانبه، قال طه العسيلي رئيس شركة سيفن ستارز للسياحة، إن معرض Cairo ITM هو الأول الذي تشارك فيه الشركة، وكان المستهدف استقطاب الجمهور والشركات من مختلف القطاعات، ولكن المعرض كان يحتاج دعاية أكثر من ذلك، حيث أن حجم الإقبال وصدى تنظيم مثل هذا المعرض يشير إلى غياب الترويج له، والذي كان سيحقق نتائج إيجابية أفضل.

 

وأضاف أن المصريين يحتاجون إلى مزيد من معارض للسياحة الداخلية والتي تفتح المجال للتنافسية، وتمنح الجمهور فرصة الاختيار بين برامج الشركات بما يتناسب معه، وبالتالي يحكم على جودة العرض، حيث إنه لا يستطيع ذلك حينما يذهب لشركة معينة دون وجود بدائل أو عروض يقارن بينها.

 

وأشار لـ "ترافل يالا نيوز"، إلى ارتفاع الإقبال على السياحة الداخلية والتي صاحبها زيادة في الأسعار بنسب مقبولة، وتعد حجوزات الأقصر وأسوان الأشهر لاعتمادها على أجازة منتصف العام الدراسي نهاية يناير وبداية فبراير، وتتراوح أسعار برامجها بين 1600 إلى 2000 جنيه، وتشمل الإقامة الكاملة بالفندق لمدة 4 ليالي/3 أيام، وزيارة المناطق الأثرية، ولكن بدون الانتقالات، لافتا إلى الإقبال الشديد أيضا على رحلات شرم الشيخ والغردقة وخاصة منذ الصيف الماضي.

 

وأكد العسيلي على أهمية السياحة الداخلية للفنادق لتغطية تكاليف التشغيل مع ركود حركة الأجانب، وعدم تسريح العمالة، ولكنها في المقابل تتضرر من سوء استخدام المصريين لخدمات الفنادق، والسبب في ذلك تدني الأسعار، مشيرا إلى أن الشركات تساهم في تجنب هذه المشكلات بتقديم ورقة إرشادات قبل الرحلات للعملاء، إلى جانب ملحوظات يعلنها مشرف الرحلة تتعلق بقواعد التعامل مع الفنادق، ولكن في النهاية لا يمكن السيطرة بالكامل على سلوكيات بعض الأفراد.

 

 

الفنادق ونشاط السياحة الداخلية

وفي سياق متصل، قال ياسر مدحت مساعد المدير الإقليمي للمبيعات لفنادق "أزور" Azur في مصر، إن معرض Cairo ITM يعد الثالث في مصر الذي تشارك به فنادق أزور، مضيفا أن السياحة الداخلية تحتاج إلى المزيد من المعارض ولكن الأهم تكوين شبكة علاقات عامة قوية، لاستقطاب العملاء خاصة الشركات الكبرى مثل البترول والأدوية والاتصالات، إلى جانب الفنادق وشركات السياحة، وتوفير فترة تواجد بالمعرض، لأنه يدعم نشاط العارضين لمقابلة العملاء المستهدفين، حيث أن Cairo ITM ينقصه الترويج والدعاية القوية للحدث للوصول للنتائج المرجوة.

 

وأضاف أن شركة أزور تدير في مصر 10 فنادق، بعضها يعتمد على المصريين مثل الموجودة بالإسكندرية والعين السخنة، في حين يسود الأجانب فنادق البحر الأحمر إلى جانب المصريين، بالإضافة إلى نشاط المؤتمرات.

 

وعن سياسة التسعير بالفنادق، أوضح مساعد المدير الإقليمي للمبيعات لفنادق "أزور"، لـ "ترافل يالا نيوز" أن هناك فترات من العام أسعارها تكون محددة بنسب زيادة متعارف عليها عن الأيام العادية، وهي أعياد شم النسيم والفطر والأضحى، وأجازة منتصف العام الدراسي، مشيرا إلى أن هبوط بعض الفنادق بأسعارها لا يكون غالبا في هذه الفترات، مشيرا إلى أن هناك فنادق تحافظ على اسمها ومستوى أسعارها وبالتالي ينعكس على جودة الخدمة.

 

ولفت إلى أن أسعار فنادق "أزور" تعلو وتنخفض حسب الإشغال، وفي حالة الركود تتراجع الأسعار ولكن في حدود تغطية تكلفة التشغيل دون خسائر أو تأثير سلبي على مستوى الخدمة، مع استمرار عمل عروض ترويجية على مدار العام، مؤكدا على صعوبة وضع حد أدنى لأسعار الفنادق، وعلى أرض الواقع لا يلتزم القائمين على سياسة التسعير بأي اتفاقيات جماعية لأن التعاقدات النهائية مع العملاء هي التي تحدد السعر.

 

وبشأن مشاكل السياحة الداخلية مع الفنادق، قال ياسر مدحت إن كل فندق له سياسته الخاصة، ويرسل لشركات السياحة قواعد تعامل النزلاء مع خدماته المختلفة الأساسية والترفيهية تجنبا لحدوث أي مشاكل أو خسائر وللحفاظ على الصورة الذهنية أمام السائح الأجنبي.

 

وأكد أن مستوى النزيل ووعيه سيرتفع من كثرة التعامل مع الفنادق، مشيدا باستيعاب السائح المصري ومدى قابليته للتغير والتكيف مع قواعد أي فندق، ولكن كلما هبطت الفنادق بأسعارها جذبت عملاء ذات مستوى ثقافي لا يتناسب معها، إلى جانب التعامل مع الشركات الضعيفة.

 

الجدير بالذكر أن الأسبوع الماضي شهد تنظيم معرض Cairo ITM يومي 14 و15 نوفمبر الجاري، والذي افتتحه رشاد رفاعي رئيس شركة مصر للسياحة والعميد محمد سمير رئيس شركة برايت فيوتشر للإعلام وتنظيم المؤتمرات والمتحدث العسكري السابق، وشارك به أكثر من 30 شركة سياحة وفندقا، والذي استهدف تنشيط حركة السياحة الداخلية خاصة مع بدء موسم الشتاء واقتراب أجازة منتصف العام الدراسي.