عادلة رجب نائبة وزير السياحة في أول حوار لها تكشف كواليس بورصة لندن السياحية (الحلقة الأولى)

 

عادلة رجب: لقاءات منظمي الرحلات الأجانب تحمل إيجابيات للسياحة المصرية.. تيوي وFTI أبطال المرحلة

 

صن إكسبريس تضع خطة رحلاتها إلى مصر وفقا لحجم الطلب من منظمي الرحلات

 

عدة عوامل ساهمت في زيادة الطلب على المقصد المصري.. وللقطاع الخاص دور رئيسي



حوار- أكرم مدحت 

كانت مشاركة القطاع السياحي المصري في بوصة لندن السياحية WTM التي تعد ثاني أكبر معرض وملتقى سياحي في العالم بعد ITB برلين، أهمية وصدى كبير خاصة في توقيتها وتزامنها مع ذكرى حظر الحكومة البريطانية للطيران إلى شرم الشيخ، فضلا عن ما شهدته تلك المشاركة من جدل حول مستقبل حركة السياحة بموسمي الشتاء الجاري والصيف المقبل، بل وامتد الأمر إلى شتاء 2018/2019.

 

كما ملف تحفيز الطيران وآلية تطبيقه ومشكلاته بسبب تأخر صرف مستحقات منظمي الرحلات وشركات الطيران، مازال يشهد جدلا كبيرا، والذي يمثل أحد الوسائل الإيجابية المساهمة في زيادة حركة السياحة لمصر مؤخرا.

 

كل هذه الموضوعات، كشفت عن تفاصيلها، الدكتورة عادلة رجب نائبة وزير السياحة في حوار خاص ينفرد به "ترافل يالا نيوز"، وهو أول لقاء صحفي لها منذ توليها المنصب منتصف سبتمبر الماضي، بل وحملت للقطاع السياحي المصري العديد من الأخبار الإيجابية الهامة، وسيتم نشر الحوار على حلقتين، الأولى ترتكز على فعاليات بورصة لندن السياحية ونتائج اللقاءات مع منظمي الرحلات الأجانب، أما الثانية تتضمن الملف الأكثر جدلا وهو تحفيز الطيران.

 

 

ونظرا لأن بورصة لندن كانت آخر الأحداث الهامة التي تمثل أحد المؤشرات الرئيسية لحركة السياحة، وشاركت فيها مصر خلال الفترة من 6 إلى 8 نوفمبر الجاري، كان يجب أن نكشف عن كواليس فعالياتها، في الحلقة الأولى من الحوار.

 

تفاصيل مشاركة مصر في بوصة لندن

في البداية أوضحت الدكتورة عادلة رجب أن الإعداد لمعرض WTM في لندن يتم من خلال هيئة تنشيط السياحة، قبل موعده بعدة شهور، ويتم مخاطبة الشركات والقطاع الخاص الراغبين في المشاركة بالمعرض.

 

وأشادت بتصميم الجناح الذي اتسم بالاختلاف عن كل عام، حيث كان السائد هو الشكل الفرعوني الهرمي، ولكنه هذا العام كان متوافقا مع تصميمات المعرض الحديثة والزجاج مليئ بالنقوش الفرعونية.

 

أما اللقاءات المهنية والإعلامية كانت جيدة جدا وعلى مستوى عالي، بتواجد القنوات الكبرى والإعلام الدولي، وأبرزها CNN، وهيستوري تشانل، وديسكفري تشانل، فضلا عن دعوة مصر على هامش المعرض ضمن الدول القليلة التي تم دعوتها على حفل الـ CNN السنوي بهدف تكريم الدكتور طالب الرفاعي الأمين العام السابق لمنظمة السياحة العالمية.

 

وشهدت اللقاءات الودية مع مسئولي شبكة سي إن إن مناقشة إستراتيجية القطاع السياحي المصري والتي استعرضها هشام الدميري رئيس هيئة تنشيط السياحة، واستمرار الحظر على مطار شرم الشيخ، رغم أن المدينة نفسها غير محظورة، وأشاد الجميع بالإجراءات الأمنية، وأكدوا على استنكارهم عدم خروج الحكومة البريطانية بإعلان رفع الحظر الذي لا عرف سببه أحد، خاصة أن البريطانيين يسافرون إلى شرم الشيخ بعد وصولهم القاهرة أو الغردقة.

 

ولم تتخلل المناقشات أي نقطة تتعلق بالإرهاب، بل عن الاستقرار الاقتصادي الواضح وأثر التعويم على الاقتصاد المصري، لافتة إلى ارتياحهم للمناخ العام في مصر.

 

موقع الجناح المصري والإقبال عليه

أكدت الدكتورة عادلة رجب على أن موقع الجناح المصري كان مميزا، لقربه من باب الدخول للمجموعات أو الجمهور بنحو 15 مترا فقط، ومصر أول دولة في منطقة الشرق الأوسط بالمعرض، وعلى اليسار الجناح القطري ثم الأردني، وبشأن هذه النقطة التي علق عليها البعض، قالت: "لم نختار الموقع بجانب قطر وليس من حقنا اختيار الدولة المجاورة لنا في المعرض أو الاعتراض عليها".

 

وأشادت بالمستشار السياحي المصري في لندن الذي حرص على أن تكون أشرطة بطاقات التعريف للمشاركين المصريين تحتيوي شعار المعرض فقط، وليس مثل جميع المشاركين الباقين لوجود علم قطر عليها كونها أحد الرعاة للمعرض".

 

وكان جدول المشاركة في المعرض مليئا باللقاءات المهنية، وأما بالنسبة للإقبال معروف أن اليوم الأول بوجه عام مهني في المقام الأول ووفقا لمواعيد محددة مسبقا مع منظمي الرحلات، وبالتالي في اليوم الثاني بدأت الزيارات الموسعة للمعرض والتواصل مع الشركات السياحية أو الفنادق من الدول المشاركة.

 

ولفتت إلى أنها تفقدت الأجنحة الأخرى بالمعرض ولم تجد الإقبال أو الزحام الكثيف من قبل الزائرين للمعرض في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي ليس هناك اختلاف كبير عن الإقبال على الجناح المصري.

 

اللقاءات المهنية في بورصة لندن.. تبشر بالخير أم تفاؤل محدود

 

تيوي TUI وتوسع نشاطها.. المقابلة الدسمة

ومن ناحية أخرى، كشفت نائبة وزير السياحة عن تفاصيل أول وأكثر اللقاءات قوة مع مسئولي شركة تيوي TUI، والذين طالبوا بمساعدة وزارة السياحة لهم بعودة شرم الشيخ في السوق الإنجليزي والأسواق الكبرى الأخرى لأن لديهم استثمارات كبيرة بها، وأخبرناهم بأنه ليس قرار مصري.

 

وتابعت: "طالبنا تيوي بفتح استثمارات في الأقصر حيث أن لديهم فنادق عائمة هناك، ويجب زيادة الرحلات والتسويق لها بشكل أكثر، وأبدوا اهتمامهم بدراسة ذلك لوضعها في برامج صيف 2018 أيضا وليس الشتاء فقط".

 

وأعلنوا عن زيادة نشاط رحلات الطيران إلى الغردقة ومرسى علم، حيث تشغل تيوي حاليا من السوق البريطاني 6 رحلات أسبوعية إلى الغردقة، ورحلة إلى مرسى علم، بعضها عارض وآخر منتظم، وسيتم زيادتها في صيف 2018، وفي شتاء 2018/2019 لتصبح 10 رحلات أسبوعيا، ولكن ليس هناك رحلات إلى الأقصر.

 

وتسائل مسئولو شركة تيوي عن نصيب شرم الشيخ من برنامج تحفيز الطيران الجديد الذي أطلقته وزارة السياحة بداية نوفمبر الجاري لمدة عام، وأشادوا به بعد أن تم رفع مبلغ التحفيز إلى 3 آلاف دولار على الرحلة الشاتر بدلا من 2000 دولار بالبرنامج السابق، فضلا عن تخفيض نسبة امتلاء الطائرة والذي أصبح في منذ يونيو الماضي 65% بدلا من 80%، وسيستمر في برنامج 2018، لتحفيزهم على زيادة عدد الرحلات.

 

وقالت إنه وفقا لكل وسائل التحفيز الذي يقدمها القطاع السياحي المصري يأتي الدور الحقيقي الفعال من قبل منظمي الرحلات بالضغط على حكوماتهم دفاعا عن استثماراتهم ولوقف نزيف الخسائر والفرص الضائعة بالتواجد والتسويق لمقصد هام للسائح البريطاني، تستفيد منه شركات السياحة في الدول المنافسة.

 

تحول الحوار السياسي إلى اقتصادي بين منظم الرحلات وحكومته

وتابعت: "تحولت المفاوضات إلى اقتصادية وليست سياسية، وخاصة أن خروج إنجلترا من الاتحاد الأوروبي خلق المزيد من المنافسة، ويبحث القطاع الخاص على ربحه في المقام الأول، كما أن نجاحه يفيد الحكومة بتحصيل ضرائب ضخمة ويساهم في خلق الوظائف".

 

ولفتت الدكتورة عادلة رجب إلى أن بريطانيا تخسر عائدا كبيرا من تباطؤ نمو السياحة البريطانية في مصر، نتيجة وقف الطيران إلى وجهتهم الأولى شرم الشيخ، حيث أن كل مسافر بريطاني إلى مصر يدفع 75 جنيها إسترليني رسوم مغادرة، كرسوم تنمية ومواجهة التلوث في المطارات الإنجليزية، ومصر تقع في قائمة الدول المفروض عليها الرسوم الأغلى، وهذا المورد تستفيد منه الحكومة الإنجليزية، كلما زاد عدد السائحين، وخاصة في ظل الطلب المتزايد على المدن السياحية المصرية.

 

وفي سياق متصل، تم خلال اللقاء استعراض منتجات سياحية وشاطئية أخرى أبرزها الساحل الشمالي الذي يحبها المواطن الإنجليزي، لأنه يعتبر من المساهمين في إنشاء هذه المنطقة، كما تتميز بوجود 3 مطارات مطروح، والعلمين، وبرج العرب، وبها فنادق على مستوى عالي، علاوة على مدينة العلمين الجديدة فيما بعد، وستدعم سياحة الإقامة والمؤتمرات، التي تتسم بها إنجلترا، ويمكن أن تعادل تكلفة أي اجتماع سعر رحلة كاملة في مصر، وخاصة أن تعويم الجنيه جعل التكلفة أقل والقيمة المضافة أعلى.

 

صن إكسبريس

وعلى جانب آخر، كشفت نائبة وزير السياحة في حوارها لـ "ترافل يالا نيوز"، عن لقاء شركة "صن إكسبريس" للطيران، والتي تشغل رحلاتها من ألمانيا إلى الغردقة ومرسى علم والأقصر، وليس لديهم نشاط مع السوق الإنجليزي على مصر، وكانت تشغل حتى نهاية موسم الصيف 27 رحلة أسبوعية، تنطلق إلى الغردقة ومرسى علم والأقصر.

 

ولكنها لم تحدد بعد مصير رحلات موسمي الشتاء الجاري والصيف المقبل، لاستمرار التفاوض مع الشركة في هذا الشأن، نظرا لاعتمادها على حجم الطلب وتشغيل طائراتها من قبل منظمي الرحلات الأجانب.

 

وقالت إن الشركة أشارت لارتفاع تكلفة رسوم المطار وخاصة سعر الوقود مقارنة بالمطارات الأخرى نتيجة تكلفة نقله، أما بشأن رحلات الأقصر لم تقرر مصيرها بعد.

 

وأوضحت أن صن إكسبريس كانت تطلق رحلاتها من 6 مدن ألمانية، بإجمالي 27 رحلة منتظمة أسبوعيا، بواقع 15 رحلة إلى الغردقة، و8 رحلات إلى مرسى علم، و4 رحلات إلى الأقصر.

 

وأكدت رجب على أهمية رحلات الطيران المنتظمة، لحصولها على حافز كبير، وأشارت إلى أن صن إكسبريس تتميز بإمكانية مخاطبة جميع منظمي الرحلات، وبالتالي زيادة رحلاتها وتخطى النسب المحددة في معدل امتلاء الطائرة، ويبيع لمستيويات أعلى من السائحين الذين يشترون الباكيدج الشامل وبسعر رخيص، ما يجعلها تستفيد من التحفيز للوصول إلى 22 رحلة أسبوعيا للحصول على 6 آلاف دولار عن كل منها، وفي نفس الوقت يساعد على ترويج الشراء والحجز على الإنترنت، ما يسهم في زيادة سعر الإقامة، الذي تدنى نتيجة احتكار منظمي الرحلات للطائرات وغرف الفنادق وتحكمهم في الأسعار.

 

FTI.. واستفادة مصر من تعدد شركات الطيران العاملة معها

وخلال اللقاء مع منظم الرحلات FTI، صرحت رجب بأنهم أكدوا على زيادة في الطلب على المدن السياحية المصرية من عدة أسواق رئيسية خلال موسم الشتاء الجاري 2018، وذلك من ألمانيا، وفرنسا، والنمسا، وسويسرا، وهولندا، وهو ما حفز الشركة على زيادة رحلاتها إلى مصر من خلال الطيران المنتظم والشارتر، إلى كل من الغردقة، ومرسى علم، وشرم الشيخ، والأقصر، ولكنهم لم يحددوا عدد تلك الرحلات.

 

وأشارت إلى أن نشاط منظم الرحلات FTI يتسم أيضا بتنوع وتعدد شركات الطيران الناقلة للسائحين الوافدين إلى مصر من خلالها، وتشمل قائمة الشركات فلاي إيجيبت، نسما، آيركايرو، صن إكسبريس، كوندور، نيكي فلاي "إير برلين سابقا"، يورو وينجز، آير جرمانيا، سمول بلانيت، وأزور.

 

سبب نشاط الرحلات إلى المدن السياحية

وأرجعت رجب نشاط الرحلات إلى المدن السياحية المصرية إلى الجهد المشترك بين القطاعين الخاص والحكومي، ولا ننكر دور أحد، ولكن العمل في إطار منظومة متكاملة أدى إلى النتائج الإيجابية، حيث يتمثل دور الحكومة في تمهيد الطريق بتحسين الصورة الذهنية لمصر وليس المقاصد السياحية فقط، والاستفادة تصب في مصلحة القطاع الخاص سواء شركات السياحة أو الفنادق، ووزارة السياحة، وحركة الطيران في المطارات السياحية المصرية.

 

وتابعت: "إن دعم القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية تعطي نوع من الغطاء الهام والمؤثر، مثل زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمصر وما تبعه من ارتفاع ملحوظ في حجوزات الألمان، علاوة على منتدى شباب العالم برعاية رئيس الجمهورية والعديد من الشخصيات وممثلي المنظمات الدولية الهامة، إلى جانب الأحداث والمهرجانات التي تنظم في المدن السياحية".

 

وأكدت على أن التغطية الإعلامية والترويجية والتسويقية من خلال JWT، وضربت مثالا بالنشرة الجوية لقناة سي إن إن، والتي تعد دعاية غير مباشرة تساهم بقوة في تغيير الصورة الذهنية، وقالت إن الإعلان المباشر المدفوع يمكن ألا يجذب المشاهدين، ولكنها مكملة، وتحضر المتلقي ذهنيا من خلال الترويج غير المباشر للحملة الإعلانية.

 

وأشارت إلى أن شركة JWT استغلت وصول مصر لكأس العالم لروسيا من خلال النشرة الرياضية لقناة CNN، حيث أن التعليق عن تأهل كل بلد استغرق أقل من دقيقة، ولكن عن مصر وصل إلى نحو 4 دقائق، فضلا عن نشر صور فرحة المصريين بالتأهل لكأس العالم، وتم نشره من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

 

علاوة على دور القطاع الخاص والقوافل السياحية، والمشاركة في المعارض السياحية الدولية، ومؤكدة أنه من مصلحة وزارة السياحة إن المستثمرين يكسبوا.

 

إلى جانب برنامج تحفيز الطيران الذي كان له صدى إيجابي ملحوظ وشهد العديد من التغيرات في آلية تطبيقه للعام الجديد 2017/2018، لتفادي مشكلات العام الماضي، وسيكون هذا محور الحلقة الثانية من حوار الدكتورة عادلة رجب نائبة وزير السياحة لـ "ترافل يالا نيوز".