عامان على توقف السياحة الروسية.. وحظر الطيران لم يمنع الروس عن مصر

 

توافد 60 ألف سائح روسي إلى المقصد المصري خلال الـ 9 شهور الأولى من 2017



كتب- أكرم مدحت 

 

مضى عامان على قرار الحكومة الروسية بتعليق رحلات الطيران إلى جميع المدن السياحية المصرية، والذي كان في 7 نوفمبر 2015، عقب حادث سقوط طائرة الركاب الروسية وسط سيناء صباح يوم 31 أكتوبر من نفس العام، وفقدت مصر السوق الأول لها منذ موسم شتاء 2016/2015 حتى الآن، رغم وجود العديد من المباحثات واللقاءات على مستوى القمة بين الرئيسين السيسي وبوتين، وحرص الرئيس المصري على بحث عودة حركة الطيران بين البلدين ورفع الحظر.

 

ورغم عدم خروج تصريح رسمي بموعد عودة الرحلات الروسية إلى مصر، إلا أن ذلك لم يمنع الروس من السفر إلى المدن المحببة لهم في المقصد السياحي المصري، من خلال الترانزيت في دول أخرى مجاورة ولكن بأعداد قليلة،ولو كانت ضعيفة ولا تقارن بالمعدلات الطبيعية لهذا السوق الهام.

 

واستطاعت مصر مواجهة تلك الأزمة وتبدأ في التعافي الملحوظ في حركة السياحة الوافدة إليها خلال العام الجاري، بنسب ارتفاع إيجابية ومؤشرات بزيادة حركة الطيران نتيجة ارتفاع الطلب من قبل السائحين خاصة من الأسواق الكبرى مثل ألمانيا وأوكرانيا والصين واليابان، خلال موسمي الشتاء والصيف الماضيين، والشتاء الجاري.

 

السياحة الروسية في 2017

ووفقا للإحصائيات السياحية التي ينفرد بها "ترافل يالا نيوز"، منذ بداية العام الجاري 2017 حتى نهاية سبتمبر، بلغ عدد السائحين الروس الزائرين لمصر نحو تسجل حركة للسائحين الروس ، حيث حقق السائحون الروس توافد 60 ألف سائح في إجمالي الشهور التسعة الأولى من 2017، بارتفاع 70% عن نفس الفترة من 2016 التي سجلت 35 ألف سائح، وقضوا 595 ألف ليلة سياحية بزيادة 282%، ما يثبت مدى تعلق الروس بالمقصد السياحي المصري.

 

الجدير بالذكر أن حادث طائرة الركاب الروسية كان بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ بنحو 23 دقيقة، وراح ضحيتها 217 سائحا روسيا على متنها، و7 أفراد طاقم الطائرة، لتواجه السياحة المصرية أكبر أزمة في تاريخها بتراجع جميع أعداد السائحين الوافدين من جميع الأسواق الكبرى، خاصة بريطانيا التي كانت لها المبادرة في وقت رحلات الطيران إلى شرم الشيخ.

 

صعود مصر لكأس العالم بروسيا.. هل سيكون محفزا؟

وكان صعود مصر لكأس العالم لكرة القدم في روسيا 2018، يمثل الأمل الكبير في عودة حركة الطيران بين مصر وروسيا، ولو بشكل مبدأي من خلال الطيران المنتظم للشركات الوطنية للبلدين بين القاهرة وموسكو، والتي ستكون خطوى كبرى في عودة السياحة الروسية بقوة والتي ستضغط على حكومة موسكو فتح المجال لرحلات الطيران إلى المطارات السياحية خاصة شرم الشيخ والغردقة.

 

أمن المطارات لم يعد حجة

شهدت المطارات السياحية زيارات عديدة للجان تفتيش أمنية من السلطات الروسية، وكان القطاع السياحي في كل مرة يتوقع بأنها مؤشرات لعودة الحركة ورفع حظر الطيران، بعد التأكد من تطبيق الملاحظات على إجراءات التأمين بالمطارات المصرية، إلا أنها كانت مجرد سرابا.

 

ورغم تطبيق المطارات المصرية وخاصة السياحية أعلى معايير الأمن سواء بأحدث الأجهزة وإحكام السيطرة بالكامل على المسافرين أو الوافدين وحتى العاملين بها، وإجراءات تفتيش وتعقيم للركاب قد لا تطبق في أكثر المطارات أمنا في العالم، بشهادة العديد من لجان التفتيش من منظمة الطيران الدولية أو الأمنية من عدة دول تصدر سياحة إلى مصر، وبالتالي فإن أمن المطارات لم يعد حجة رفع حظر الطيران.

 

 

كما شهد العامان الجاري والماضي مباحثات رئاسية بين السيسي وبوتين لاستئناف حركة الطيران وعودة السياحة الروسية، إلى جانب سفر بعثات رسمية تتضمن وزير الطيران أو وزير الخارجية، ولكن بلا جدوى.

 

 

تطور حركة الروس وتمردهم على حظر الطيران

وكانت السياحة الروسية تحتل المركز الأول بلا منافس في قائمة الأسواق السياحية، وتمثل نحو 32% من إجمالي أعداد السائحين الوافدين إلى مصر بحسب إحصائيات 2014 الذي يمثل الرقم القياسي للروس حيث بلغ 3.1 مليون سائح، متفوقا على عام الذروة 2010، وتعد مدينتي الغردقة وشرم الشيخ الوجهات الأولى لهم.

 

وفي عام الأزمة 2016 سجلت السياحة الروسية أقل معدل توافد تاريخي لها، حيث بلغ عدد السائحين الروس في مصر 54 ألف سائح، بانخفاض 98% عن عام 2015 الذي حقق 2.4 مليون سائح روسي.

 

وهذا التوقف شبه التام منذ حادث سقوط الطائرة، ولكن تعلق الروس بمصر لم يوقفهم عن السفر إليها، بل وصل تمرد الدب الروسي على قرار حكومتهم بتحقيق معدلات ارتفاع متزايد في أعداد السائحين الروس خلال العام الجاري مقارنة بعام الأزمة 2016، لتتراوح الزيادة الشهرية ما بين 45% في يناير وحتى 133% في مارس الماضي، وكان إبريل أعلى معدل توافد مسجلا نحو 9 آلاف سائح روسي.

 

جدول يوضح تطور حركة السياحة الروسية إلى مصر خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2017 ومقارنتها بنفس الفترة من 2016:

الشهر

2017

2016

نسبة التغير

يناير

5954

4103

%45

فبراير

5788

3126

%85

مارس

8726

3741

%133

إبريل

8941

5024

%78

مايو

6983

4183

%67

يونيو

5211

3981

%31

يوليو

5300

3124

%69.7

أغسطس

5656

3701

%53

سبتمبر

7230

4264

%69.6