بالأرقام.. السعودية تكشف تفاصيل موسم الحج 2017


كتب- أكرم مدحت 

 

أتم نحو 2.4 مليون حاج مناسكهم هذا العام وسط الشعور بالمساواة والأخوة والوحدة، خلال التجمع الديني السنوي الأكبر في العالم بأقدس المدن الإسلامية، مكة المكرمة، ورحبت المملكة العربية السعودية بزوارها من أنحاء العالم لأداء فريضة الحج والتي استمرت شعائرها 5 أيام، حيث استقبلت الحجاج من 100 دولة قاصدين مكة المكرمة لقضاء الفريضة.

 

التقسيم التفصيلي لجنسيات للحجاج

قصد 2 مليون و352 ألف و122 حاجا مكة المكرمة، منهم 1.8 مليون من خارج المملكة، ينقسمون إلى مليون حاج من آسيا (بدون الدول العربية)، ونحو 400 ألف من الدول العربية (بدون دول مجلس التعاون الخليجي).

ومن أفريقيا (بدون الدول العربية) جاء نحو 200 ألف حاج، أما حجاج الوافدين من الدول الأوروبية بلغوا 100 ألف حاج، ونحو 25 ألف حاج من الولايات المتحدة وأستراليا، وبلغ عدد حجاج دول مجلس التعاون الخليجي 33 ألف حاج.

 

ومن جانبه، قال الدكتور عواد العواد، وزير الثقافة والإعلام، إن استضافة حجاج بيت الله الحرام كل عام شرف عظيم ومسؤولية كبيرة تنهض بها المملكة العربية السعودية، ويتابعها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، وتقدم المملكة كل سبل العون وتسخر الإمكانات لضمان تيسير شعائر الحج لجميع الحجاج القادمين من شتى أنحاء العالم، سواء من خلال توفير خيم الإقامة في منى، أو كثرة المرافق الصحية، علاوة على توفير الأساور الإلكترونية التي تقدم المعلومات والبيانات للحاج وللجهات المسؤولة.

 

الخدمات اللوجستية لموسم الحج

إن تجهيز مدينة مؤقتة لاستقبال أكثر من مليوني شخص يعني بذل جهودا استثنائية للحفاظ على صحة وسلامة جميع الحجاج، حيث نشرت وزارة الصحة السعودية 15 مركزا صحيا في مكة المكرمة، والأماكن المقدسة الأخرى القريبة منها، فضلا عن 30 ألف من العاملين في القطاع الصحي والمدربين على تقديم الرعاية الصحية والتعامل مع الحالات الطارئة، وخلال شعائر الحج، أجرى الأطباء نحو 2600 عملية جراحية مجانية للحجاج، بالإضافة إلى تقديم العلاج الطبي اللازم لنحو 60 ألف حاج.

 

ولتيسير رحلات وصول ومغادرة الحجاج، خصصت المملكة صالات خاصة بهم في مطاري جدة والمدينة المنورة، واستقبل كلا المطارين 1.6 مليون حاج من أصل 1.8 مليون أتوا إلى المملكة لأداء فريضة الحج.

 

ويأتي أمن وسلامة الحجاج على رأس أولويات المملكة، وتعتبر خيام الحجاج في منى من الركائز المحورية لضمان سلامتهم، والتي كانت مصنوعة من مواد غير قابلة للاشتعال، وتم تجهيزها بأجهزة التكييف لتبريد الهواء، وتوزيع الحجاج بالمخيمات حسب جنسياتهم.

 

ويتطلب حدث بهذا الحجم تقنيات آمنة وحديثة لضمان سلامة الحجاج، حيث وزعت المملكة للعام الثاني على التوالي إسورة إلكترونية تعريفية على كل حاج، تتضمن جميع المعلومات الشخصية والطبية عنه، تتسم بمقاومة الماء، ومزودة بنظام تحديد المواقع العالمي، وتنبيه الحجاج بمواقيت الصلاة، وتوفر معلومات مفصلة حول مناسك الحج، كما تحتوي على منصة مساعدة متعددة اللغات لإرشاد ملايين الحجاج غير الناطقين بالعربية خلال شعائر الحج.

 

وعلاوة على الأساور الإلكترونية، أرسلت السلطات السعودية رسائل نصية منتظمة على هواتف الحجاج المحمولة تتضمن جميع التحديثات والإعلانات، كما توفر المنصتان الإلكترونيتان Hajj2017.org، وSaudiWelcomesTheWorld.org، التي أطلقتهما وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية خصيصا للحج، التحديثات المستمرة للحجاج والجماهير ووسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم.

 

كيف استعدت السعودية لموسم الحج هذا العام

كانت هناك قوى بشرية ضخمة تمثل جميع الهيئات والجهات الحكومية لخدمة وتأمين الحجاج، سواء في مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو المشاعر المقدسة، فضلا عن موانئ وصول ومغادرة الحجاج البرية والجوية.

 

وفيما يشرع الحجاج بالعودة إلى أوطانهم، تباشر المملكة العربية السعودية في التخطيط لموسم الحج العام المقبل، حيث لا يتوقف أبدا العمل الدؤوب على تنظيم واستضافة أكبر تجمع سنوي في العالم.

 

وفيما يلي تفاصيل هذه الاستعدادات:

 

** 122 ألف موظف يمثلون 20 جهة حكومية ويعملون على مدار الساعة

 

** 14 ألف موظف من هيئة تنمية منطقة مكة المكرمة، يعملون على تسهيل حركة المشاة في الأماكن المقدسة وتشغيل وصيانة قطار المشاعر المقدسة

 

** 6300 موظف من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لتزويد الحجاج بماء زمزم البارد في مواقع الصلاة

 

** 4480 موظفا لتقديم خدمات البلدية للحجاج والمواطنين والمقيمين في مكة المكرمة والأماكن المقدسة

 

** 4470 موظفا من الإدارة العامة للجوازات لإعداد وتجهيز موانئ الوصول لاستقبال الحجاج

 

** 3706 فردا من الكشافة لتوفير مجموعة واسعة من الخدمات كتوجيه الحجاج المفقودين

 

** 2935 متطوعا لدى وزارة الحج من مختلف الجنسيات

 

** 2280 فردا من قوات الدفاع المدني لمكافحة الحرائق والإنقاذ في حالات الطوارئ، والإشراف على تدابير السلامة والمساهمة في حالات الإجلاء الطبي

 

** 1650 إعلاميا يقدمون الخدمات الإعلامية والتغطية الحية لأكثر من 104 قنوات تلفزيونية، و19 محطة إذاعية

 

** 1500 فنيا، و1307 موظفين وفنيين من الشركة الوطنية للمياه

 

** 279 موظفا من الهيئة العامة للغذاء والدواء لضمان سلامة ما يقدم للحجاج

 

** 240 مفتشا من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لفحص المنشآت

 

** 130 مكتب مساعدة لدى وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للرد على استفسارات الحجاج بجميع اللغات

 

** 67 مركزا للدفاع المدني في مكة المكرمة والمدينة المنورة والأماكن المقدسة

 

حقائق رقمية مثيرة عن الحجاج

كانت الإندونيسية ماريا مرغني محمد التي تبلغ من العمر 104 أعوام، أكبر الحجاج سنا هذا العام، ووصلت إلى مكة يوم 28 أغسطس الماضي، مؤكدة أنها لن تنسى تجربة الحج أبدا.

 

أما الإندونيسي الشاب محمد كاهميم سيتيوان وصل إلى المملكة لأداء فريضة الحج هذا العام بعد خوضه رحلة روحانية لمدة عام سيرا على الأقدام لمسافة 9 آلاف كم، وهو ما يبرز أهمية الحج لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم.

 

روح الحج في خطبة يوم عرفة

وربما تكون كلمات عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري في خطبته يوم عرفة، هي الأفضل تعبيرا عن روح الحج، حيث قال إن أحد مقاصد الحج الرئيسية هي "زرع الخير في قلوب الناس"، وحذر من "الحسد والبغضاء بين الناس"، مشيرا إلى أن "الحج ليس مكانا للشعارات الحزبية أو الحركات الطائفية".