الفنادق العائمة تبحث عن الحياة في القاهرة خلال الصيف.. ولكن المراسي العقبة الكبرى

 

هاني يوسف: قلة المراسي السياحية وتعدد جهات التراخيص يصيب المراكب بالشلل

 

العودة للجنوب مرتبطة بالشتاء مع مؤشرات قوية لتوافد السياحة اليابانية والصينية والهندية

 

آليات تسويق جديدة لاستغلال الفندق في الإقامة ورحلة نيلية قصيرة بدلا من اعتباره مطعم فقط

 

كتب- أكرم مدحت 

 

تبحر في نيل القاهرة مجموعة من الفنادق العائمة التي هربت من ركود الحركة السياحية في الأقصر وأسوان، وخاصة خلال موسم الصيف، لتجد فيها أكسجين الحياة، حيث أن سبل تسويقها تتعدد وتفتح مجالا لمختلف الأنشطة مقارنة بمدن الجنوب في الوقت الحالي.

 

ولكنها تصطدم بمعوقات وتحديات البيروقراطية وعدم وجود شباك واحد في التعامل مع المستثمر السياحي وخاصة فيما يتعلق بتجديد التراخيص اللازمة للتشغيل، وتعدد الجهات التي يجب التعامل معها وإلا يتوقف تشغيل المركب.

 

في هذا السياق، قال هاني يوسف رئيس شركة بلانيت تورز، والمالكة لمجموعة من الفنادق العائمة، إن ظاهرة توافد المراكب من الأقصر إلى القاهرة تزايدت عندما تحولت الأقصر وأسوان إلى ظلام لغياب حركة السياحة بها بعد ثورة يناير 2011، فبدأ بعض أصحاب الفنادق إلى إحضارها للقاهرة وتشغيلها كمطاعم عائمة، تجد فرصة للتشغيل المستمر، وكانت حدودهم في الجنوب بالمعادي التي أصبحت منطقة إرساء جميع المراكب، بسبب الارتفاعات المسموح بها لكوبري عباس، أو الجامعة، والذي يتطلب فتح الكوبري لعبور المركب وتكون تكلفتها مرتفعة، فضلا عن تعطيل المرور.

 

 

وأضاف يوسف لـ "ترافل يالا نيوز" أن العقبة التي تواجه توافد المزيد من المراكب هي قلة المراسي في القاهرة، وأول ما تصادمنا به هو أن وزارة السياحة أفادت بوقف النشاط في حالة عدم الإرساء بمرسى مرخص، موضحا أن غالبية المراسي تخص شركات سياحة، تعمل في الأقصر وأسوان وكانت تأتي بالمراكب إلى القاهرة عند تصيلحها وصيانتها، ولم يهتموا بتجديد التراخيص نتيجة أن جميع الفنادق كانت تعمل جيدا قبل عام 2011، وإعادة ترخيص أي مرسى يعد "درب من الخيال" -على حد تعبيره-.

 

أزمة المراسي السياحية والغلق الإداري

وأشار إلى أن استيفاء جميع الاشتراطات والأوراق لا يعني أن الموضوع انتهى لظهور عقبة دائما، لذلك بطبيعة الحال جميع المراكب التي نزلت القاهرة صدرت لها قرارات بالغلق الإداري من وزارة السياحة، لأنها ترسو في أماكن غير مرخصة، مطالبا المسئولين بضرورة سرعة إنهاء هذه الإجراءات لتساعد المستثمر على التشغيل.

 

وتابع: إن وصول الفنادق العائمة إلى القاهرة من الأقصر يتطلب موافقة وزارة السياحة لعدم وجود رخصة لرحلات نيلية طويلة من القاهرة إلى أسوان، والذي يمثل أحد الجزر المنعزلة حيث لا يشفع أو يسهل صدور تراخيص الجهات الأخرى، وبعد الحصول على كل الموافقات، نصطدم بوزارة السياحة نفسها لعدم وجود مرسى سياحي مرخص، وبذلك لا استطيع العمل، وتصاب المراكب بالشلل.

 

وأوضح أن الموجود حاليا نحو 7 أو 8 فنادق عائمة في القاهرة، وهناك العديد من المراكب لم تستطع النزول، لعدم وجود أماكن، إلا مرسى واحد في طرة يسمح بمركبتين، ولكن الجهات المعنية لا تسمح بذلك وتتحمل المراكب غرامات كثيرة، وذلك رغم أن مرسى طرة بعيدا جدا عن حركة التشغيل المستهدفة من الجمهور.

 

لافتا إلى أن هناك جدوى اقتصادية من توافد الفنادق العائمة إلى القاهرة، ولكنها غير مرتفعة أو متوقعة، نتيجة المشاكل والعقبات في تطبيق الضوابط من قبل وزارة السياحة.

 

"غرناطة" تنتظر التشغيل

وقال رئيس "بلانيت تورز"، إنه تم إيقاف نشاط فندق غرناطة هو أحد الفنادق العائمة المملوكة للشركة والذي جاء القاهرة في 2013، رغم الحصول على موافقة تغيير النشاط، حيث كان هشام زعزوع الوزير السابق يشجع على ذلك، لاصطدامنا بقرار الغلق الإداري، لأن مدة إجراءات ترخيص أي جهة يتزامن مع تجديد ترخيص جهة أخرى، بسبب أن مدة الرخصة قصيرة جدا تتراوح بين شهرين و6 شهور، لعدم ترابط الجهات الحكومية بمنظومة واحدة، مشيرا إلى أن الفندق مستقر في منطقة العجوزة بالجيزة بأحد المراسى المرخصة، والذي تطلب خلال وصوله فتح الكباري نتيجة أن ارتفاع المركب يبلغ 10 أمتار.

 

الشتاء موسم العودة

وأكد يوسف أن انتعاش حركة السياحة إلى الأقصر وأسوان واستمرارها وفقا للتوقعات والحجوزات في الشتاء المقبل، ما شهده الموسم الماضي، يمثل مؤشرا جيدا لعودة الفنادق العائمة إلى ذروة تشغيلها الأساسي بالجنوب، وخاصة فنادق 5 نجوم ديلوكس، و5 و4 نجوم، خاصة مع الحجوزات المرتفعة من السوق الياباني وتشغيل خط مصر للطيران المباشر إلى القاهرة، إلى جانب الأسواق الأمريكية، والصينية، والهندية، وبعض أسواق أوروبا.

 

وقال إن نار الأقصر وأسوان ولا جنة القاهرة في وقفة النيل، حيث لا تعمل المراكب كفنادق عائمة بشكل أساسي وإنما مجرد مطاعم تعتمد على السوق المحلي فقط.

 

ومن ناحية أخرى، أوضح يوسف أن التسويق للفنادق العائمة بالقاهرة يعتمد في المنافسة على طول مدة الرحلة النيلية التي تصل إلى 3 ساعات، مقارنة بالمطاعم العائمة المتحركة بالقاهرة، التي تقوم برحلة نيلية لمدة ساعتين، أما المطاعم الثابتة بمنطقة وسط المدينة بالتحرير والزمالك لا تعد منافس لها، كما يتم الترويج لبرامج تشمل إقامة وتمتد إلى محافظة بني سويف، وتشمل فقرات ترفيهية، وتكلفتها مناسبة تبلغ 600 جنيه فقط للفرد.