تعرف على معاناة ركاب رحلة مصر للطيران (الغردقة- القاهرة) رقم 278.. وسوء إدارة الأزمة

 

كلاكيت تاني مرة.. الفشل لعدم محاسبة مسئولي الشركة عن واقعة تأخر طائرة رئيس البرلمان مارس الماضي

 

غياب المعلومات عن الركاب أثار غضبهم والبعض تخوف من ركوب الطائرة بعد إصلاح العطل

 

المسافرون الكويتيون ضاعت عليهم رحلة الترانزيت بالقاهرة وطالبوا باسترجاع تذاكرهم

 

كتب- أكرم مدحت 

لم أتوقع هذا التعامل غير المناسب أو المقبول من الشركة الوطنية مصر للطيران مع حالة تأخر الرحلة رقم 278 القادمة من الغردقة إلى القاهرة يوم السبت 22 إبريل الجاري، والتي كان من المقرر إقلاعها الساعة 8:00 مساء، ولكن بسبب عطل بالطائرة أقلعت الساعة 3:00 فجر الأحد 23 إبريل.

 

ورغم أن ظهور عطل في الطائرة قبل إقلاعها أمر يمكن حدوثه مع أي شركة طيران حول العالم، ولكن كيفية التعامل مع الأزمة هو الفاصل، ويثبت كفاءة إدارة تلك الشركة، وحرصها على مصلحة وراحة عملائها.

 

 

بداية الأزمة

بعد إنهاء إجراءات صعود الركاب للطائرة من طراز بوينج 737-800 ذات سعة 144 مقعدا، والتي كنت أحد ركابها، وبدأت من خلال شاشات العرض تعليمات السلامة والأمان على الرحلة، وفوجئ الركاب برسالة من الكابتن تشير بعطل فني في الطائرة وأنه سيبلغنا بالتطورات خلال 15 دقيقة.

 

وبعد نحو 20 دقيقة وحالة من القلق انتابت الركاب، أبلغنا الكابتن بأن هناك عطل بسيط جدا وقطع الغيار غير موجودة في مطار الغردقة وسيتم جلبها من القاهرة على إحدى الرحلات القادمة، ولكن لم يحدد زمن للإصلاح.

 

وتوقع الموظفون التابعون لمحطة مصر للطيران بمطار الغردقة بأن إقلاع الرحلة سيكون الساعة 1:00 صباحا، ولكن لا يعرفون هل على نفس الطائرة بعد إصلاحها أم سيكون هناك طائرة أخرى ننتظرها.

 

وبدأ ركاب الطائرة البالغ عددهم 143 راكبا، إثارة المشكلات ومنهم سائحين عرب من الكويت ولبنان، نظرا لارتباطهم برحلات أخرى من القاهرة إلى بلادهم، ولم يتم إخبارهم بأي معلومة تمتص قلقهم بشأن عدم اللحاق برحلاتهم والإجراءات التي ستتخذ معهم، وطالب البعض استرجاع تذاكرهم قائلين: "لن نسافر مرة أخرى على مصر للطيران".

 

 

ذروة الأزمة وفشل التعامل معها

ورغم التواصل مع مسئولي الشركة بالقاهرة للتدخل لحل الأزمة، نظرا لتباطؤ تعامل مدير المحطة مع الأمر، وعدم امتصاص غضب الركاب، واتخاذ الإجراءات التي تنص عليها منظمة الأياتا "الاتحاد الدولي للنقل الجوي" فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الركاب في حالة تأخر الرحلة وفقا لعدد الساعات بشكل مرحلي.

 

وظهر تخوف عدد كبير من الركاب من صعود نفس الطائرة بعد إصلاح العطل، وكان من بينهم العديد من الأطفال الذين ناموا على مقاعد صالة السفر.

 

وانتهى إصلاح الطائرة ذاتها، وأقلعت الساعة 3:00 فجر يوم الأحد 23 إبريل، لتصل القاهرة الساعة 4:00، أي أن الركاب مكثوا في المطار لنحو 9 ساعات منذ دخولهم مطار الغردقة وخضوعهم للتفتيش الشديد في بوابتين المسافة بينهما لا تتجاوز 20 مترا على أقصى تقدير.

 

وطالما أن توقعات الإصلاح عرف أنها أكثر من 4 ساعات كان يجب اتخاذ اللازم منذ اللحظة الأولى.

 

تدني مستوى الإجراءات المتبعة

مجرد تقضية واجب.. بعد مرور 3 ساعات من ضبابية الموقف واضطرار الركاب الخضوع لأي كلمة تعلن من محطة مصر للطيران بالمطار، بدأ التحرك في إطار نقل الركاب إلى أحد الفنادق القريبة والمتعاقدة معه الشركة، وهو فندق "الجفتون" ذات مستوى 3 نجوم، بدون تقديم أي وجبات أو مشروبات في صالة المطار أو الفندق، وتم نقل الركاب في أسطول شركة مصر للطيران الخدمات الأرضية، غير المؤهلة لنقل سائحين أو مسافرين لعدة وجود مكان للحقائب أو تكييفات، وكأنها أحد أتوبيسات نقل عام، واختر بعض الركاب المكوث في صالة المطار.

 

 

 

وعندما وصلنا الفندق استغرقت إجراءات الـ "Check in" التسكين في الغرف نحو 20 دقيقة، رغم حالة الإرهاق الشديد على الركاب، ومكثنا في الفندق ساعة نصف فقط، دون تقديم أي مأكولات لأن المطاعم أنهت عملها، ثم تمت إعادتها بأتوبيسات الشركة إلى المطار، لنخضع مرة أخرى للتفتيش المشدد في البوابتين داخل صالة السفر.

 

 

وعندما دخلت لصالة انتظار إقلاع الطائرة وجدت الركاب منتظرين الفرج، ولم يقدم لهم أي مأكولات أو مشروبات، واشتروا كل شئ من أموالهم الخاصة، وتم توزيع المياه المعدنية، والمياه الغازية "الكانزات"، وسندويتشات جبنة "رومي" و"بيف" على الركاب أثناء ركوب الأتوبيس الذي سيوصلهم إلى الطائرة، بعد إصلاحها للقيام بنفس الرحلة رغم أن بعض الركاب تخوفوا منها.

 

ركاب الترانزيت وضبابية موقف رحلاتهم

وكانت الأزمة متفاقمة مع ركاب الترانزيت وهم 12 راكبا، حيث كانوا مرتبطين برحلات من القاهرة إلى وجهات أخرى، وأبرزهم 4 ركاب من الكويت لديهم ارتباطات عمل وموعد رحلتهم كان الساعة 11:45 مساء، وطائرة أخرى إلى لبنان الساعة 11:20، ولم يخبرهم أحد بأي معلومة وكانوا في حالة غضب شديد، حتى أنهم قرروا عدم السفر على مصر للطيران مرة أخرى، وهذه الرحلات لحسن الحظ كان لها بدائل في أوقات متقاربة، وبالتأكيد مصر للطيران ملزمة بتسفيرهم دون أي ضرر عليهم.

 

 

أما التحدي الحقيقي كان في ركاب رحلات إلى أبها ودار السلام، وكان عدم اللحاق برحلاتهم يتطلب الإقامة في مصر عدة أيام أخرى، لعدم توافر حركة طيران لهذه الوجهات، وكانت لهم الأولولية في الرحلات القادمة من القاهرة وبها مقاعد خالية لتعود بهم للحاق بطائراتهم.

 

وكان هناك مساعي جانبية من قبل مدير محطة مصر للطيران بمطار الغردقة للاتصال بمحطة شرم الشيخ، بشأن الطائرة القادمة من الكويت إلى شرم الشيخ، لإمكانية القدوم إلى الغردقة ونقل الركاب إلى القاهرة لتدارك الموقف، ولكنها باءت بالفشل.

 

تجاهل تام

نتذكر جميعا رحلة مصر للطيران المتجهة من القاهرة إلى الغردقة وكان على متنها رئيس مجلس النواب وأعضاء البرلمان لحضور مؤتمر هام بالغردقة، وتأخرت 5 ساعات، وقامت الدنيا ولم تقعد، وأصدر شريف فتحي وزير الطيران قرارا بتشيل لجنة تحقيق في هذه الواقعة، كما أرسلت مصر للطيران بيانات تعتذر فيه لعملائها عن تأخر الرحلة في حين أنها لم تذكر وجود شخصية هامة على متنها وهو ما أثار اهتمام الجميع.

 

وفي الأزمة الأخيرة التي تم سردها وبعد مرور 3 أيام لم تهتم الشركة بإرسال بيان اعتذار لعملائها رغم تأخر الرحلة 7 ساعات، كما أن وزير الطيران كأنه لا يعرف عن هذه الوقائع شيئا وبالتالي لم يتخذ أي إجراءات، والتي من شأنها الحفاظ على سمعة مصر السياحية، والشركة الوطنية مصر للطيران.

 

 

إقرأ أيضا:

مصر للطيران تفشل في إدارة أزمة رحلتها المتأخرة ووجود رئيس البرلمان يكشف المستور