وزير الآثار يكشف الهوية الحقيقية للتمثال المكتشف بالمطرية وأنه ليس لرمسيس الثاني

 

العناني: هذا الكشف الأثري سلط الضوء على مصر عالميا ومنح للسائحين صورة ذهنية إيجابية


كتب- أكرم مدحت 

 

أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار مساء اليوم الخميس عن هوية التمثال الملكي الذي تم اكتشافه الأسبوع الماضي بمنطقة سوق الخميس الأثرية بالمطرية "مدينة هليوبوليس القديمة" بواسطة البعثة المصرية الألمانية الأثرية المشتركة، وذلك خلال مؤتمر صحفي واحتفالية شهدت تغطية إعلامية عالمية في المتحف المصري بميدان التحرير، بعد نقل أجزاءه إليه.

 

وكشف وزير الآثار أن الدراسات الأولية التي أجريت على أجزاء التمثال من خلال الكتابات الهيروغليفية رجحت أنه يرجع للملك بسماتيك الأول من الأسرة الـ26، والذي حكم مصر لمدة 54 عاما منذ 664 إلى 610 ق.م، وهو مؤسس عصر النهضة في مصر، وهذه النقوش تثبت أن هذا التمثال ليس للملك رمسيس الثاني كما تم الإعلان في بداية الكشف بشكل مبدأي، حيث وجد على ظهر التمثال نقش لأحد الأسماء الخمسة للملك "نب عا" وهو الاسم الذي يعرف في علم الآثار بالاسم النبتي.

 

وشارك في الاحتفالية يحيى راشد وزير السياحة، وسحر طلعت مصطفى رئيسة لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، كما حضر أمير الدنمارك، وعنان الجلالي مؤسس مجموعة هلنان الفندقية العالمية، بالإضافة إلى عدد من السفراء الأجانب في مصر من بينهم دول أسبانيا، وسويسرا، واليابان والدنمارك، والنمسا، وصربيا، والمجر.

 

 

وهنأ وزير الآثار الشعب المصري بهذا الاكتشاف الأثرى لما له من أهمية وقيمة تمثلت في الترويج وتسليط الضوء بشكل كبير على مصر بصورة مشوقة، وهو ما انعكس في التواجد الإعلامي الدولي والمحلي الكبير سواء في احتفالية اليوم أو أثناء نقل الأثر إلى المتحف المصري. وأن مصر على الصفحات الأولى للصحف العالمية، ولدى السائحين الآن صورة ذهنية إيجابية جيدة جدا.

 

وأوضح العناني أن هذا الكشف يؤكد ن مصر ما زال بها العديد من الكنوز الأثرية التى لم تكتشف بعد وهو ما يدلل بقوة على عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة.

 

وتضمنت فعاليات الاحتفالية عرض تقديمي قام به ممثلو البعثة الأثرية لكيفية استخراج التمثال الأثرى من منطقة المطرية ونقله إلى المتحف المصري وتوضيح الصعوبات التي واجهتهم من أهمها أن منطقة الكشف الأثري كانت مغمورة بالمياه.

 

ويعتبر هذا التمثال من أضخم التماثيل التي ترجع إلى العصر المتأخر في مصر، ويثبت وجود العديد من التفاصيل الفنية المختلفة الموجودة بالتمثال والتي كانت السمة الواضحة في عصر الأسرة الـ26، وهو ما يعرف في الفن المصري القديم بمصطلح فن محاكاة الماضي، ونحت التمثال من حجر الكوارتزيت الذي تم جلبه من الجبل الأحمر (مدينة نصر حاليا) والذي يبلغ ارتفاعه نحو 9 أمتار.

 

الجدير بالذكر أنه تم العثور على جزئي التمثال يوم الثلاثاء الماضي الموافق 7 مارس الجاري، على عمق مترين تحت منسوب المياه الجوفية، الأمر الذي جعل طريقة تحديد أماكنهما ونقلهما صعبة للغاية، خاصة لوجودهما داخل المنطقة السكنية.

 

ونجحت وزارة الآثار من خلال مرممي المتحف المصري الكبير، والمتحف المصري بالتحرير، والمرممين والأثريين بمنطقة آثار المطرية، بالإضافة إلى عمال قفط المدربين على أعمال نقل التماثيل والأحجار كبيرة الحجم، في انتشال جزئي التمثال ونقلهما إلى المتحف المصري بالتحرير فجر اليوم الخميس، بمساعدة إدارة النقل بالقوات المسلحة المصرية، وسوف يخضع التمثال إلى أعمال الترميم كما سيعرض مؤقتا لحين نقله إلى المتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه في منتصف عام 2018.

 

كما سيعرض إلى جانب جزئي التمثال نقش يصور الملك رمسيس الثاني باسطا يده يمارس طقس العطور السبعة للمعبودة موت، وتم العثور على هذا النقش في بقايا المعبد الثاني للملك رمسيس الثاني.

 

ويعد معبد المطرية أحد أهم المناطق الدينية في العصور المصرية القديمة، حيث كان يعتبر بيت خالق الكون إله الشمس، فعلى امتداد 2400 عاما بنى جميع ملوك العصور الفرعونية القديمة صروح ضخمة في هذا المعبد، ولكنها تعرضت للتدمير في العصور القديمة منذ نهاية العصر الروماني وحتى العصر المملوكي، حيث استخدمت أحجاره لبناء مباني في القاهرة مثل باب النصر وغيرها.

 

إقرأ أيضا:

اكتشاف تمثالين أثريين بالمطرية أحدهما للملك رمسيس الثاني بطول 8 أمتار

 

الآثار تؤكد: رأس رمسيس الثاني بالمطرية في حالة جيدة وأشرفت على رفعها البعثة الألمانية