حج المسيحيين للقدس يصطدم بتعويم الجنيه ويرتفع سعره للضعف والحجوزات تنخفض 40%

 

رئيس شركة بلانيت تورز: المغالاة في أسعار تذاكر "آير سينا" التحدي الأكبر وأثرت على الإقبال

 

تذكرة الطيران وصلت إلى 12 ألف جنيه لتعادل سعر البرنامج كاملا العام الماض

 

16 فبراير آخر موعد لتقديم شركات السياحة كشوفات المسافرين للموافقات الأمنية


كتب- أكرم مدحت 

 

أسبوع الآلام هو التوقيت المقدس سنويا لدى المسيحيين لقيامهم برحلة حج إلى مدينة القدس، رغم ظروف الاحتلال الإسرائيلي، لتعلقهم بالأماكن والمزارات المقدسة التي ذكرت في الإنجيل، ورغبتهم في زيارتها، ويتغير موعد أسبوع الآلام كل عام لارتباطه بعيد الفصح عند اليهود، ويكون خلال الفترة بين النصف الثاني من شهر مارس وحتى الأسبوع الأول من مايو، ومن المقرر أن يكون العام الجاري 2017 يوم 8 إبريل، حتى أحد عيد القيامة يوم 16 من نفس الشهر.

 

وفي حوار خاص لـ "ترافل يالا نيوز" مع هاني يوسف رئيس مجلس إدارة شركة بلانيت تورز للسياحة "Planet Tours & Travel"وهي إحدى كبرى الشركات المنظمة لبرامج حج المسيحيين، كشف خلاله عن التحديات التي تواجه الموسم العام الجاري ومؤشرات الإقبال، ويوضح أهم النقاط الرئيسية في هذه الرحلة المقدسة.

 

وقال هاني يوسف إن حج المسيحيين إلى القدس يعتمد على عيد القيامة وهو يوم الأحد التالي لأسبوع الآلام، وتبدأ انطلاق الرحلات قبله بنحو أسبوع أو 10 أيام، مضيفا أن مدة الرحلة تتراوح بين 10 إلى 12 يوما، تتضمن أسبوع الآلام، حيث أن البعض يقضي العيد في مصر، وآخرون يفضلون تواجدهم هناك، لافتا إلى أنه من المقرر انطلاق أولى الرحلات هذا العام يوم 6 إبريل.

 

مؤشرات الحجوزات

وصرح رئيس شركة بلانيت تورز أن أعداد المسيحيين المصريين الذين سافروا العام الماضي لآداء الحج في القدس بلغ نحو 7500 مسيحي، وكان نصيب شركة بلانيت تورز نحو 1000 مصري، كاشفا أنه وفقا لمؤشرات الإقبال على البرامج منذ الإعلان عنها أكتوبر الماضي تؤكد انخفاض الأعداد بنسبة 40% على الأقل، بسبب ارتفاع أسعار البرامج نتيجة تعويم الجنيه.

 

وأشار إلى أن عدد الشركات التي تنظم رحلات القدس تبلغ 20 شركة، منهم 10 شركات تنظم مجموعات بأعداد كبيرة، ولكن العام الجاري الجميع تأثر نتيجة فرق سعر صرف العملات الأجنبية الذي وصل إلى الضعف أمام الجنيه المصري.

 

ولفت إلى أن بدء الإعلان عن البرامج يكون في شهر أكتوبر الماضي، لإتاحة الفرصة للشركات التسويق لبرامجها واختيار العملاء ما يناسبهم واستيفاء الأوراق المطلوبة، ولتكون التعاقدات في نوفمبر وحتى يناير، لأن آخر موعد لتقديم الشركات لكشوفات العملاء الراغبين في السفر للحصول على الموافقات الأمنية بداية فبراير على أقصى تقدير، مضيفا أن آخر موعد العام الجاري لتقديم الكشوفات نهاية الأسبوع المقبل يوم الخميس الموافق 16 فبراير.

 

أسعار البرامج

وكشف رئيس شركة بلانيت تورز أن أسعار البرامج هذا العام شهدت ارتفاعا كبيرا بعد تعويم الجنيه لتبلغ الضعف، رغم أنها لم تتغير فعليا بالتسعير بالدولار، حيث أنها تتراوح بين 600 إلى 1400 دولار، أي تعادل نحو من 11 ألف إلى 26 ألف جنيه، وتتضمن الإقامة بالإفطار والعشاء، والمزارات، والانتقالات، والتأمين، ولكنها غير شاملة تذاكر الطيران، حسب مكان ومستوى الفندق وعدد الأيام، وكانت العام الماضي تتراوح بين 5300 جنيها وحتى 12 ألف جنيه.

 

وأضاف أن مناطق الإقامة الفندقية تنحصر في 3 مناطق، وهي الناصرة في الشمال، والقدس الشرقية والغربية، وبيت لحم، وتبلغ عددها نحو 15 فندقا ما بين 3 و4 و5 نجوم، ويقبل المصريون أكثر على الفنادق فئة 4 نجوم.

 

الطيران التحدي الأكبر

وانتقد هاني يوسف الارتفاع المبالغ فيه بشأن أسعار تذاكر الطيران هذا العام، والتي تعد الوسيلة الوحيدة للسفر، لأن البري ممنوع أمنيا، لذلك فهي التحدي الأكبر، وتنحصر في شركة "آيرسينا" من القاهرة مباشرة إلى تل أبيب، وتستغرق الرحلة نحو ساعة و10 دقائق، حيث وصلت هذا العام إلى نحو 12 ألف جنيه، مع العلم بالتأثير السلبي لتعويم الجنيه على تسعير تذاكر الطيران، ولكن هناك شركة منافسة قوية تعرض أسعار أقل، مشيرا إلى أن سعر التذكرة بشكل عام يختلف وفقا لموعد السفر.

 

وتابع يوسف: " إن الخطوط الملكية الأردنية تعد المنافس الوحيد والقوي لشركة آير سينا، حيث من المقرر وفقا للمفاوضات الحالية أن تصل الأسعار إلى 8 آلاف جنيه، ورغم أنها ليست رحلة مباشرة وتتضمن ترانزيت في العاصمة عمان، إلا أنها جاذبة لبحث المصريين على أي تخفيض في الأسعار، والفارق بين التذكرتين يبلغ 3 آلاف جنيه.

 

وأضاف أن الأسعار التي أعلنت عنها آير سيناء صدمت شركات السياحة والعملاء أيضا، وأثرت سلبا على الإقبال على البرامج لأنها تمثل نحو 50% من تكلفة البرنامج، حيث أن هناك حالات كثيرة ألغت رحلاتها في ظل الأسعار الجديدة، مشيرا إلى أن أسعار التذاكر العام الماضي بلغت 5800 جنيها على آير سينا، وعلى الخطوط الأردنية 4800 جنيه، ولذلك سفر مجموعات الشركة كانت على الأردنية.

 

وأوضح أن شركة "آير سينا" تبدأ في تنظيم جدول رحلاتها وفقا للأعداد التي تحجز بها الشركات بعد الموافقات الأمنية، لتوفير أسطول الطائرات اللازم لنقل الحجاج المسيحيين، وتوزيع المقاعد بين الشركات، ومشيرا إلى أن فترة أسبوع الآلام وعيد القيامة لا تعتمد على الرحلات المنتظمة، ولكن تحدد مواعيد الرحلات وفقا لحركة تشغيل المطار في تل أبيب.

 

الشروط الأمنية

وأوضح هاني يوسف أنه يجب الحصول على الموافقات الأمنية من الجهات المعنية في مصر على كشوفات المسافرين التي تتقدم بها شركات السياحة، وتستغرق مراجعتها شهرا، للتصديق عليها قبل موعد سفر أولى الرحلات بنحو 3 أسابيع.

 

وقال إن يوسف أنه رغم عدم السماح من قبل الكنيسة التي تسير على نهج البابا شنودة وحتى البابا تواضروس الحالي حتى يدخلها المسلمين والمسيحيين مع بعضهم، إلا أن الجهات السيادية الأمنية منحت المسيحيين المصريين الموافقة على السفر ولكن مع بعض القيود والاشتراطات، وهي ألا يقل السن عن 45 عاما، ومنذ عامين بدأوا التسهيل للسماح بمرافقين بسن صغير بشرط أن تكون صلة القرابة من الدرجة الأولى للمسافر.

 

ويقبل المصريون المسيحيون على هذه الرحلة المقدسة بهدف المباركة بهذه الأماكن خاصة مع تقدم العمر، وتعلقهم بما قرأوا عنها في الإنجيل.

 

أهم المزارات المقدسة ومواعيدها

وعن المزارات المقدسة، أشار يوسف إلى أنها لا تعتمد على ترتيب ولا ترتبط بتوقيت محدد مثل مناسك الحج للمسلمين، إلا في نقطتين هامتين، وهما بحر الشريعة أو (نهر الأردن) لأنه المكان الذي تعمد فيه المسيح، ويكون يوم الأربعاء في أسبوع الآلام، وفيه يغطس المسيحيون في هذا المكان للمباركة، بالإضافة إلى يوم الجمعة العظيمة ويبيتون للصلاة بعد زيارة القدس القديمة، لانتظار خروج النور المقدس من القبر المقدس ظهر يوم السبت بيد البطريارك اليوناني في كنيسة القيامة، بعدها تخلو مدينة القدس تقريبا.

 

وأضاف أن كنيسة القيامة تعد أهم نقطة في برنامج المزارات وداخل مدينة القدس، ويحرص على زيارتها المسيحيون في قبل العودة للمباركة، إلى جانب المناطق التي عاش فيها السيد المسيح وهي مناطق الجليل والناصرة وبحيرة طبرية شمال إسرائيل.

 

أما القدس تشمل منطقتين هما بيت لحم التي شهدت ميلاد المسيح وتتبع السلطة الفلسطينية، والقدس الشرقية والغربية وتتبع الإحتلال الإسرائيلي، وبينهم مسافة تبلغ 10 كم، وتتطلب عبور الجدار الفاصل بين فلسطين وإسرائيل.