شرم الشيخ تستضيف في أعياد الميلاد الناجين من زلزال مدينة أماتريس الإيطالية


كتب- أكرم مدحت

 

استضاف ارنستو برياتوني، أحد المستثمرين الأجانب في شرم الشيخ، مجموعة من الإيطاليين الناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب بلدة أماتريس الإيطالية في أغسطس الماضي، وذلك في منتجع دومينا كورال الذي يمتلكه، وذلك خلال أعياد الميلاد بداية بالكريسماس ورأس السنة.

 

وتضمنت حجز تذاكر الطيران من وإلى إيطاليا، والإقامة والضيافة المجانية، وتنظيم جولة سياحية متكاملة لهم، واستقبلهم محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة، ودعاهم لزيارة دير سانت كاترين الذي يعد من أشهر معالم المحافظة.

 

الجدير بالذكر أن الساعات الأولى من صباح يوم 24 أغسطس الماضي، لقي 297 شخصا مصرعهم نتيجة الزلزال الكبير الذي ضرب بلدة أماتريس الإيطالية والقرى المجاورة لها بقوة 6.1 درجة على مقياس ريختر. لقد شعر سكان روما بتلك الهزة الأرضية القوية التي خل�'فت ورائها أيضاً 400 مصابا، كما تلاها العديد من التوابع، واليوم اختفت اماتريس من على الخريطة تماماً نتيجة الزلزال، هذا وقد شهدت الشهور الماضية إقامة مأوى مؤقت لاستضافة 2500 شخصا، أصبحوا بلا مأوى بعد أن دمر الزلزال منازلهم.

 

ولأن برياتوني مواطن إيطالي، شعر بضرورة تقديم العون لمواطنيه، ويقول: "إن هذه المأساة لم تعد الآن محط اهتمام وسائل الإعلام المختلفة، ولكن ذلك لا ينفي أن مواطني البلدة مازالوا يعانون من آثار الزلزال حتى الآن".

 

استمتاع الإيطاليين برحلتهم

ومن جانبهم، أبدى الإيطاليون سعادتهم بهذه المبادرة، حيث قال ماركو (31 عاما) الذي فقد عائلته وأصدقائه ومنزله خلال الزلزال: "أخيرا اتيحت لي الفرصة كي استمتع بأيام هادئة ومريحة بعيدا عن بلدتي التي دمرت بالكامل في الزلزال، وكان من المستحيل بالنسبة لي أن أبقى هناك، بالرغم من أن كل مشاعري مازالوا في أماتريس، ولكن قدومي إلى شرم الشيخ وسط هذه الطبيعة الرائعة ساعدني كثيرا في التغلب على هذه المأساة، لأن الحياة لابد أن تستمر تحت كل الظروف".

 

يضيف ماركو: "إن لقائنا اليوم مع محافظ جنوب سيناء كان هاما بالنسبة لنا جميعا، حيث أدركنا أن العالم أجمع يشاركنا في مأساتنا، ويتفهم حجم معاناتنا ويقف بجانبنا. إنني اتقدم بكل التقدير لدعوته لنا لزيارة دير سانت كاترين".

 

وبالنسبة للأطفال، قدم المنتجع فقرات ترفيهية لهم في رأس السنة أهمها قدوم سانتا كلوز من البحر، ويقول الطفل باولو (7 سنوات): "لقد أحببت شرم الشيخ جدا واستمتعت بأوقاتي هنا. وبالأمس رأيت سانتا كلوز يأتي من البحر ويحمل معه العديد من الهدايا الرائعة لي ولأصحابي، والجو في شرم الشيخ دافئ بينما هو بارد جدا في إيطاليا الآن".

 

ويضيف باولو: "الآن مدرستي في إيطاليا عبارة عن حاوية كبيرة للطوارئ، ولكن أبي يقول أنني سأذهب إلى مدرسة لائقة في مكان آخر، حيث يقدم الكثير من الناس التبرعات لإعادة بناء أماتريس من جديد".