تعويم الجنيه يضخم أزمة رسوم تأشيرة العمرة ويرفع سعر أقل برنامج 200%

 

تركي: طالما هناك أزمة اقتصادية لا نتحدث عن موسم العمرة حفاظا على العملة الأجنبية

 

%60 من برنامج العمرة يعتمد على الريال والدولار

 

المناسترلي: أقل سعر برنامج طيران سيصل إلى 16 ألف جنيه والسوق المصري لن يتحمل ذلك

 

كتب- أكرم مدحت

 

رغم أن موسم العمرة متوقف إلا أنها لم تكن بعيدة عن التأثر بتعويم الجنيه، والذي أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار صرف جميع العملات الأجنبية أمامه، وعلى رأسهم الدولار، علاوة على الريال الذي يؤثر كل منهم مباشرة في أسعار برامج العمرة، لتمثل تحدي آخر أمام إقبال المصريين على العمرة بعد فتح توثيق العقود المؤجل من قبل غرفة شركات السياحة لحين الحصول من السلطات السعودية على آلية تطبيق الرسوم الجديدة لتأشيرة العمرة البالغة 2000 ريال.

 

ومن جانبهم اتفق عدد من أصحاب شركات السياحة في الرأي الذي يرجح تأجيل موسم العمرة مع الزيادة الكبيرة التي سوف تشهدها أسعار البرامج عند البدء في إبرام الاتفاقيات والتعاقد مع تضخم سعر العملة واستمرار أزمة رسوم التأشيرة وتطبيقها بأثر رجعي 3 سنوات، واقترحوا التوجه إلى تنشيط السياحة الداخلية بدلا من تنظيم رحلات للخارج حفاظا على العملة الأجنبية.

 

من جانبه، قال ناصر تركي عضو اللجنة العليا للحج والعمرة وصاحب شركة مراحب للسياحة، إنه عند وجود أزمة اقتصادية مثل التي تمر بها مصر حاليا، والسعي لتوفير العملة الأجنبية بمختلف الطرق، لا يجب التحدث عن موسم العمرة، حيث أنه لا يوجد استقرار في سعر صرف العملات الأجنبية أمام الجنيه بعد تحرير سعره، وكما أوقف المستوردون نشاطهم لمدة 3 شهور بشأن السلع الكمالية، يجب أن يكون لشركات السياحة دور أيضا في الحفاظ النقد الأجنبي.

 

وأضاف أن الأفضل لشركات السياحة العمل على ترتيب البيت من الداخل، وإعادة هيكلة نظام العمل بما يوفر مصروفات التشغيل، مع أهمية الحفاظ على العمالة.

 

وأشار إلى أن معظم شركات السياحة شاعرة بالأزمة، والمواطن عنده أولويات في ظل الظروف الحالية غير العمرة، لافتا إلى أن أسعار البرامج في ظل المتغيرات الجديدة لن تتناسب مع المعتمرين المصريين.

 

وأوضح تركي لـ "ترافل يالا نيوز"، أن وضع أسعار للبرامج حاليا حتى لو تم فتح المجال لتوثيق العقود في ظل عدم استقرار سعر العملات أمام الجنيه، سيورط الشركات مع العملاء لعدم ثبات الأسعار، لأن العملة الأجنبية تمثل 60% من برنامج العمرة، كاشفا أن أقل سعر برنامج سوف يبلغ 16 ألف جنيه، يتضمن الزيادة في سعر الريال والرسوم الجديدة للتأشيرة المطبقة بأثر رجعي 3 سنوات.

 

ولفت إلى أن وقف نشاط العمرة أصبح أمرا حتميا، لإعطاء السعودية مهلة مفتوحة لتحدد موقفها بشأن مطالب شركات السياحة المصرية في تطبيق رسوم التأشيرة الجديدة للعمرة.

 

وأكد تركي على أنه حان الوقت لإعلان الشركات عن حملة جماعية للسياحة الداخلية بدون أي دعم، لأن البعض يستغل المبادرات التي تطلقها هيئة تنشيط السياحة بما لا يجعل هناك عدالة في توزيع الاستفادة.

 


وفي سياق متصل، أكد علي المناسترلي رئيس غرفة شركات السياحة بالإسكندرية، أنه أصبح هناك صعوبة في تسعير برامج العمرة بعد تعويم الجنيه، لعدم ثبات سعر صرف العملات، بالإضافة إلى أن الوضع الاقتصادي غير مستقر حاليا ويجب الحفاظ على النقد الأجنبي، علاوة على الرسوم الجديدة للتأشيرة التي كانت السبب الرئيسي في إرجاء توثيق عقود الشركات مع الوكلاء السعوديين وبدء تنفيذ موسم العمرة.

 

وأضاف المناسترلي أن سعر الريال السعودي رسميا أصبح يتجاوز 4 جنيهات مقارنة بـ 2.37 جنيه، وبالتالي أسعار البرامج سوف ترتفع بنسبة 50%، مع تقدير رسوم التأشيرة الجديدة في حالية سفر المعتمر خلال السنوات الثلاثة الماضية، موضحا أن السوق المصري لن يستطيع تحمل أسعار برامج العمرة الجديدة.

 

وأوضح المناسترلي لـ "ترافل يالا نيوز" أن أقل سعر برنامج عمرة طيران مستوى 3 نجوم بلغ الموسم الماضي 5 آلاف جنيه، وبعد ارتفاع سعر الريال وتذاكر الطيران نتيجة سعر الدولار، قد يصل إلى 7500 جنيها، وفي حالة إضافة رسوم التأشيرة الجديدة البالغة 2000 ريال، قد يصل إلى 16 ألف جنيه.

 

وطالب المناسترلي شركات السياحة التي تؤجر طائرات لتنظيم رحلات شارتر للخارج بتوجيه طاقتها للمدن السياحية المصرية حفاظا على العملة الأجنبية، وفي نفس الوقت تنشيط السياحة الداخلية.