عام على غياب السياحة الروسية ومؤشرات العودة ما زالت ضبابية

 

كتب- أكرم مدحت 

 

عام مضى على قرار الحكومة الروسية تعليق رحلات الطيران إلى جميع المدن السياحية المصرية، وكان في 7 نوفمبر الماضي، وذلك عقب حادث سقوط طائرة الركاب الروسية وسط سيناء صباح يوم 31 أكتوبر الماضي بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ بنحو 23 دقيقة، وراح ضحيتها 217 سائحا روسيا، و7 أفراد طاقم الطائرة، لتواجه السياحة المصرية أكبر أزمة في تاريخها بتراجع جميع أعداد السائحين الوافدين من جميع الأسواق الكبرى، خاصة بريطانيا التي كانت لها المبادرة في وقت رحلات الطيران إلى شرم الشيخ.

 

وفقدت مصر موسمي الشتاء 2015/2016 الذي يمثل ذروة إقبال الروس، والصيف الماضي أيضا، وبدأ موسم الشتاء الجاري ولا توجد أي مؤشرات لعودة السياحة الروسية، ورغم ذلك تحايل الروس على قرار حظر الطيران بالسفر إلى مصر من خلال دول أخرى مجاورة ولكن بأعداد قليلة لا تمثل سوى 2% فقط.

 

ووفقا للإحصائيات السياحية التي ينفرد بها "ترافل يالا نيوز"، منذ بداية العام الجاري حتى نهاية سبتمبر، بلغ عدد السائحين الروس الزائرين لمصر نحو 35 ألف سائح، بانخفاض 98% عن نفس الفترة من عام 2015، التي شهدت توافد نحو 2.1 مليون سائح روسي، وسجلت الليالي السياحية للروس 156 ألف ليلة فقط، ما يثبت مدى تعلق الروس بالمقصد السياحي المصري.

 

أمن المطارات حجة لا تنتهي

شهدت المطارات السياحية زيارات عديدة للجان تفتيش أمنية من السلطات الروسية، وكان القطاع السياحي في كل مرة يتوقع بأنها مؤشرات لعودة الحركة ورفع حظر الطيران، بعد التأكد من تطبيق الملاحظات على إجراءات التأمين بالمطارات المصرية، إلا أنها كانت مجرد سرابا.

 

كما نشرت العديد من الأخبار على مدار العام بشأن مباحثات رئاسية بين السيسي وبوتين لاستئناف حركة الطيران وعودة السياحة الروسية، إلى جانب سفر بعثات رسمية تتضمن وزير الطيران أو وزير الخارجية، ولكن بلا جدوى.

 

إلى أن أصبح أكتوبر الماضي التوقيت المرشح بقوة لعودة السياحة الروسية، خاصة بعد تداول الأخبار بشأن التقرير النهائي للجنة التفتيش الأخيرة منتصف سبتمبر، والتي سبقت زيارة وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف يوم 27 سبتمبر الماضي، وانتشرت شائعات عودة الروس في أكتوبر، ولكن خاب ظن الجميع بعد إلغاء المؤتمر الصحفي يوم وصوله، ونفيه بعودة السياحة الروسية في أكتوبر كما أجمع القطاع السياحي المصري كله، ولذلك أي مؤشرات العودة ضبابية.

 

تطور حركة الروس في مصر خلال الأزمة وقبلها

وكانت السياحة الروسية تحتل المركز الأول بلا منافس في الأسواق الوافدة إلى مصر، وتمثل نحو 32% من إجمالي أعداد السائحين الوافدين إلى مصر بحسب إحصائيات 2014 الذي يمثل الرقم القياسي للروس في مصر حيث بلغ 3.1 مليون سائح، متفوقا على عام الذروة 2010، وتعد مدينتي الغردقة وشرم الشيخ الوجهات الأولى لهم.

 

وتستحوذ كل من مدينتي موسكو وسان بيتربرج على 35% من الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، رغم أن روسيا تتكون من 58 مدينة ما بين ولاية ومقاطعة.

 

وحقق الروس بنهاية عام 2015 توافد 2.4 مليون سائح روسي، بانخفاض 24% مقارنة بعام 2014، لتنخفض حصتهم إلى 26% من إجمالي السياحة الوافدة.

 

وحافظت روسيا على صدارتها السياحية في مصر رغم توقف الحركة الوافدة منها بعد قرار تعليق الطيران إلى مصر 7 نوفمبر الماضي، عقب حادث سقوط الطائرة، وسجلت لأول مرة في تاريخها تهاوي بنسبة 76%، بتوافد 75 ألف سائح روسي في نوفمبر.

 

ثم في ديسمبر بلغ عدد الوافدين الروس 6358 سائحا فقط بنسبة انخفاض 97% عن ديسمبر 2014، ليصبح رقما قياسيا في تاريخ السياحة الروسية في مصر، وكان آخر توافد قوي للروس في أكتوبر 2015 حيث حقق 256 ألف روسي.

 

جدول يوضح تطور السياحة الروسية الوافدة إلى مصر منذ عام الذروة 2010:

العام

عدد السائحين الروس

2010

2.855.723

2011

1.832.388

2012

2.518.275

2013

2.393.908

2014

3.138.958

2015

2.389.882

من يناير إلى سبتمبر 2016

35.247