رئيس هيئة التنشيط: نحتاج 60 مليون دولار لتحسين صورة مصر وليس قطاع السياحة

 

نستهدف السوق العربي في المقام الأول ثم أوروبا الشرقية والغربية

فتح مطار القاهرة لجميع أنواع الطيران في الصيف يشجع السياحة العربية

قرار تفعيل التأشيرة الإلكترونية تأخر جدا.. ومعظم الحجوزات عالميا تتم أونلاين

انطلاق لجنة الأسواق الواعدة يحتاج استقرار القطاع الخاص.. وحل غرفة الشركات أخفى الكيان القانوني للتعامل معها

تحفيز الطيران العارض مستمر حتى نوفمبر ودورنا ترويجي والشركات من يتعاقد


كتب- أكرم مدحت 

 

قال سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة نعمل في خطط تنشيطية وترويجية مكثفة على المستوى الخارجي بإطلاق الحملات الدعائية المتكاملة في عدة أسواق أهمها السوق العربي في الوقت الراهن، لأنه الأكثر تفهما للوضع في مصر سياسيا وأمنيا واقتصاديا، ونخص منطقة الخليج، خاصة السعودية والكويت والإمارات، إلى جانب الأردن ولبنان، بالإضافة إلى دول المغرب العربي، ونحتاج 60 مليون دولار لحملة علاقات عامة دولية لتحسين صورة مصر وليس قطاع السياحة.

وفي حواره مع "ترافل يالا نيوز" للتحدث عن إستراتيجية تنشيط السياحة الوافدة والتحديات التي تواجهها، صرح رئيس الهيئة بأن الحملة الترويجية انطلقت في 14 سوقا، ومتوقفة في روسيا وبريطانيا منذ حادث الطائرة، وفي إيطاليا بعد مقتل "ريجيني"، ويدعم هذا المجهود حملة علاقات عامة وإدارة أزمات لتحسين صورة مصر في الخارج والذي يعد أهم خطوة في الوقت الراهن، لأنه يتعلق بسمعة المقصد السياحي المصري عالميا، وهذا ليس دور الهيئة فقط ولكن جميع جهات الدولة المعنية.

وأوضح محمود أن السائح عندما يحدد وجهته يختار دولة بها هدوء وأمن واستقرار، وهو ما يراه غير متوفر في مصر من خلال ما تعرضه وسائل الإعلام، فيجب العمل على أنشطة علاقات عامة تعطي رسالة إطمئنان للسائح، قائلا "مازلنا عندنا مشاكل في الانطباع عن مصر"، وخاصة بعد حادث مقتل الباحث الإيطالي ريجيني، وشن حملة مضادة من قبل المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية، وهو ما انعكس سلبا على قطاع السياحة.

حملات التنشيط وتحدي الأزمات وافتقاد العلاقات العامة

وعن شركة JWT العالمية، أكد محمود أن دورها ينحصر على مستوى قطاع السياحة، ويتم استغلال الأحداث الهامة مثل حفلة ياني وزيارة الممثل العالمي مورجان فريمان، في الدعاية لمصر وتحسين صورتها، ولم نتوقع حادث الطائرة، التي أضاعت مجهوداتنا، فضلا عن أمور أخرى تحدث أزمة في السياحة رغم أنها لا تتعلق بها، مثل مقتل "ريجيني"، كنا قبله نعمل جيدا في السوق الإيطالي، وبعده فقدنا جزء من قوة السوق التي كادت تعيد نفسها.

وكشف رئيس هيئة تنشيط السياحة أن ما تم رصده لحملة العلاقات العامة في 15 دولة، 1.6 مليون دولار فقط، وهذا لا يكفي، وطالبنا مجلس الوزراء بالتعاقد مع شركة علاقات عامة دولية يتم رصد لها على الأقل من 50 إلى 60 مليون دولار لتحسين صورة مصر وليس قطاع السياحة، قائلا "وقتها نبدأ نتكلم ونقيم الموقف".

وأشار إلى أنه عند التعاقد كانت الميزانية المخصصة للحملة الإعلانية الترويجية مناسبة وهي 68 مليون دولار، ولكن بعد الأحداث التي سببت الأزمة، أصبحت تلك القيمة غير مناسبة، وعقدنا اجتماع مجلس إدارة وطلبنا زيادة 25% من قيمة الحملة لمواجهة التداعيات الجديدة.

وأوضح أن هناك فرق بين إطلاق حملة لتحسين صورة ذهنية أو انطباع وأخرى لجلب السائح، حيث أن الأولى تتطلب تدخل أجهزة الدولة المختلفة بمنظومة متكاملة، ولكن السياحة تعمل في دائرة ضيقة وعندما تقع أحداث سلبية تدمر مجهودي، أما الثانية تحتاج إلى استقرار تام وملموس.

وأكد محمود أن الاجتماعات مستمرة مع الشركة، ونحاول استغلال كل مليم ينفق على الحملة في العمل الذي يعود بالنفع على مصر، مشيرا إلى أن التركيز حاليا على 14 سوقا، يشملون المنطقة العربية، وأوروبا الغربية والشرقية، بالإضافة إلى الهند والصين واليابان، لافتا إلى أن التعاقد مع JWT كان يتضمن العمل على 27 سوقا، وتم اختيار الدول وفقا لمعدلات الزيادة المرتفعة التي تشهدها، إلى جانب الأسواق التي لم تتأثر بالأزمة.

إلى جانب الأسواق الناشئة الواعدة، في وسط آسيا وشرق أوروبا، التي تكون لها لجنة تحت مظلة اتحاد الغرف السياحية، ولكن القطاع الخاص غير مستقر في ظل قرار حل مجلس إدارة غرفة الشركات، وبالتالي الجمعية العمومية للاتحاد في طريقها للحل أيضا، وبالتالي ليس هناك كيان قانوني أتعامل معه.

وأضاف أن دور الهيئة الترويج والدعاية، بتقديم تسهيلات وتحفيز، والقطاع الخاص ينفذ العمليات على أرض الواقع بإبرام التعاقدات بين شركات السياحة المصرية ومنظمي الرحلات الأجانب.

جدل تحفيز الشارتر والرحلات المباشرة للأسواق البعيدة

وأشار إلى أن خطة تحفيز الطيران العارض "الشارتر" مستمرة حتى نوفمبر المقبل، إلى جانب التسويق المشترك مع منظمي الرحلات، في إطار الخطة المتكاملة، ولكنها تتفاوت في النسب وفقا لقوة كل سوق، حيث نعمل على السوق الأوروبي الغربي والشرقي، ثم المنطقة العربية، والشرق الأقصى، وأمريكا الشمالية.

وتابع: "أما أمريكا اللاتينية تواجدنا بها ضعيف لأن مشكلتها عدم وجود الطيران المباشر، ونعتمد على الطيران الخليجي في الحركة السياحية الوافدة منها، وهي تسوق لبلدها في الأساس"، مؤكدا على استعداد الهيئة لتحفيز الطيران بهذا السوق، قائلا: "طلبنا من مصر للطيران تشغيل رحلات، ولكن ليس هناك إمكانية لذلك نظرا لحجم الأسطول، كما أن منظمي الرحلات هناك ليس لديهم طرازات الطائرات القادرة على تحمل الرحلات الطويلة التي تصل إلى 16 ساعة.

جهود الترويج في السوق العربي والتحديات

وعلى جانب آخر، قال محمود إن الحملة التنشيطية في السوق العربي بدأت أول مايو الجاري لاستهداف حركة سياحة عربية قوية في موسم الذروة لهم خلال أجازة الصيف، وذلك من خلال حملات إعلانية مباشرة وعلاقات عامة، تمهد لدخول القطاع الخاص، مشيرا إلى أن آليات التحفيز وطرح البرامج والأسعار الخاصة تكون من خلال شركات السياحة العاملة مع هذه الأسواق، وكانت نقطة الانطلاق الرئيسية عندما شاركنا في معرض "ATM" بدبي لأنه أهم ملتقى سياحي في السوق العربي.

ولفت إلى حصول المواطنين غير العرب المقيمين في دول الخليج، على التأشيرة في مطار القاهرة، لجذب الهنود والفلبينيين.

وشدد محمود على أن العقبة الرئيسية لاستجلاب السائحين العرب بشكل جيد هو ضعف الطيران الناقل، حيث أن فترة الصيف هي أجازات المصريين العائدين من الخارج وخاصة الخليج، وبالتالي يكون هناك إقبال وازدحام على رحلات الطيران، والسائح العربي لا يجد سهولة في الحصول على مقاعد على هذه الرحلات.

ويرى من وجهة نظره أنه يجب فتح السماوات وخاصة بمطار القاهرة في الفترة من أول يونيو وحتى 15 سبتمبر لجميع أنواع الطيران العارض ومنخفض التكلفة من دول الخليج، ما يشجع خطوط عربية كثيرة للعمل على القاهرة ثم يبدأ التوزيع إلى المناطق السياحية الأخرى، لأن العرب يحبون السفر إلى القاهرة أولا ثم يذهبون إلى شرم الشيخ أو الغردقة، هذا بالإضافة إلى تسيير رحلات مباشرة إلى هاتين الوجهتين.

وفي سياق متصل، أكد رئيس هيئة التنشيط أن دول المغرب العربي تحظى باهتمام كبير، وبشكل عملي باتخاذ لجنة التأشيرات بوزارة السياحة، والتي تتكون من ممثلي الوزارات المعنية، قرار منذ أكثر من 3 شهور بحصول السائحين من الدول الثلاثة المغرب وتونس والجزائر على التأشيرة خلال 48 ساعة فقط من السفارة المصرية، بتسهيلات غير مسبوقة، قائلا: "لا أعرف هل تنفذ أم لا، لأنها مسئولية الجهات المعنية وليست الهيئة، وطالبنا مرارا بالتأشيرة الإلكترونية التي تأخرت كثيرا".

تفعيل الحجوزات أونلاين يتطلب توافر الطيران

ومن ناحية أخرى، أوضح سامي محمود أن الحجز أونلاين أصبح يحظى بشريحة كبيرة من حركة السياحة حول العالم من خلال الأفراد، باختيار الفنادق والرحلة السياحية من خلاله، ولكنه يتطلب طيران مستعد لحجم الطلب، فاتمام الحجز يعني مقعد على الطائرة، لذلك نبحث كيفية عمل هذه الحجوزات لتوفير وسيلة النقل وهي الطيران.