الشركات: السياحة الداخلية تنحصر في الأجازات وتحتاج إستراتيجية وثقافة وليس مبادرات

 

القطاع الخاص يشجع المصريين على السفر بتخفيضات تصل إلى 50% لعبور الأزمة

ضرورة إطلاق حملات توعية لتعامل النزلاء مع الفنادق لتقليل نسبة الإهلاك


كتب- أكرم مدحت

رغم توجيه وزارة السياحة وهيئة التنشيط أنظار المصريين إلى مبادرة مصر في قلوبنا التي تم إطلاقها لتنشيط السياحة الداخلية إلى المدن المتأثرة نتيجة ضعف حركة توافد الأجانب إلى مصر، إلا أن القطاع الخاص أكثر حرصا بالتعاون بين الشركات السياحية والفنادق ليطلق عروضا خاصة تتضمن تخفيضات للمصريين تصل إلى 50%، لتشجيعهم على السفر وعبور أزمة الركود، ولكن هناك بعض المطالب والمقترحات أكدوا أنها ضرورة لنجاح منظومة السياحة الداخلية في مصر وبالتالي تصبح ثقافة عامة وليست مجرد بديل عن ركود السياحة الوافدة.

من جانبه، قال إيهاب عبدالعال عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة ورئيس شركة بلومون للسياحة، إن السياحة الداخلية ليست ملف تنشيط بصرف مبلغ دعم معين للشركات، وإنما ثقافة يجب أن تبدأ من المدارس من خلال رحلات اليوم الواحد، وفي المرحلة قبل الجامعة يكون هناك مبيت يوم واحد في بعض المدن، ثم رحلات لفترات أطول في الجامعة، ليكتسب ثقافة التعامل مع المنتج السياحي والفنادق.

ويرى أن مردود المبادرات للسياحة الداخلية ليس إيجابي، لأن الأمر منحصر في موسم الأجازات وتلقائيا سيسافر المصريون إلى شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان في فترة الأجازات وخاصة منتصف العام الدراسي والأعياد مثل شم النسيم، وبعدها يضعف السوق، لذلك ثقافة السفر لن تعتمد على الأجازات وتتنوع في التواريخ ولكنها سوف تستغرق فترة طويلة كما أن الوضع الاقتصادي للمواطن المصري غير مناسب لتكثيف رحلاته إلى المدن السياحية.

وأكد عبدالعال على أنه يجب الاهتمام بالسياحة الداخلية كمنتج طوال العام، وليس بديل عن السياحة الأجنبية الوافدة في حالة الركود أو الأزمات، وذلك بتخصيص 25% من طاقة الفندق للمصريين يستهدف اجتذابهم، ويتم تحفيزهم بأسعار مناسبة بالتعاون مع شركات السياحة لتكرار الزيارة.

وفي سياق متصل، أكد عاطف عبدالعال مدير فرع شركة المأمون للسياحة بالقاهرة ومسئول عن السياحة الداخلية، أنه كان يجب تطبيق مبادرة مصر في قلوبنا منذ سنوات وليس في أوقات الأزمات، وهذا ما نفتقده، مشيرا إلى أن السياحة الداخلية مرتبطة بمواسم أجازات محدودة، رغم أن الشركات تعمل طوال العام وملزمة بمصروفات تشغيل، والسياحة الأجنبية الوافدة ضعيفة جدا.

وأوضح أن الشركة عندما أطلقت عروض السياحة الداخلية خارج المبادرات حرصت على تنوع برامج الرحلات لتشمل المدن السياحية المصرية المختلفة، ويتم التركيز على بعض المدن وفقا للموسم فبرامج الصيف تختلف نسبيا عن الشتاء، كما اعتمدت الأسعار على ملائمتها للشرائح المتنوعة من الجمهور بداية من فنادق 5 نجوم ديلوكس، إلى 4 نجوم، سواء في شرم الشيخ أو الغردقة، والأقصر وأسوان، ومرسى علم، وسومة باي، والعين السخنة، ورأس سدر، وبدأنا عرض برامج بالانتقالات بري أوطيران وبدون، ونصف إقامة "إفطار وعشاء"، والإقامة الشاملة، وتصل التخفيضات إلى 50%، لمساعدة الفنادق في عبور الأزمة، لتصبح بعض البرامج بسعر 1000 جنيه بفندق 5 نجوم إقامة شاملة 4 أيام/3 ليالي بالانتقالات.

لافتا إلى أن هناك توجه من القيادة السياسية للجهات الحكومية إلى جانب النقابات، أن تدعم السياحة الداخلية، ولامسناه في الفترة الأخيرة بإقبال الناس أفضل من الأعوام الماضية، سواء في أجازة منتصف العام أو منذ بداية موسم الشتاء.

وقال هاني حسين مدير السياحة بشركة "سلطانة تورز"، إنه يتم تقديم عروض لرحلات إلى كل منطقة سياحية في مصر، حيث أن السياحة الداخلية ليست شرم الشيخ أو الغردقة فقط، والتي كان يصعب على المصريين قضاء أجازاتهم بها قبل ثورة يناير 2011، وبعد حادث الطائرة الروسية وتراجع حركة السياحة الدولية الوافدة اتجهنا للسوق المحلي، مشيرا إلى أن حجوزات المصريين تتركز في أجازة منتصف العام الدراسي، وفترات الأعياد المحدودة التي تسمح بالسفر إلى مدن بعيدة، وليس مجرد رحلات اليوم الواحد.

وأكد أننا نحتاج إستراتيجية عامة في القطاع السياحي ليكون لدينا سياحة داخلية أكثر فعالية، وليس مبادرة محددة الوقت أو التمويل أو المستفيدين، والقطاع الخاص يسعى بكل الطرق لاستمرار تشغيل الفنادق والشركات، وخاصة أن مجموعة فنادق شمس في مرسى علم وسفاجا ونايل كروز الأقصر، جميعها تقدم أسعار تحفيزية للمصريين.

وطالب مصر للطيران بتقديم تخفيضات خاصة للمصريين على التذاكر للرحلات الداخلية، والتي ستكون محفز قوي على السفر للمدن السياحية المتأثرة، والتي تكون وسيلة الانتقال عامل أساسي في التحفيز لها خاصة البعيدة التي يستغرق الانتقال إليها بأي وسيلة أخرى أكثر من 6 ساعات وبالتالي تكون مرهقة.

وفي نفس السياق، أوضح عاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمري جنوب سيناء أنه رغم مبادرات السياحة الداخلية لن تؤتي ثمارها سريعا، ولكنها محاولة بدل الوقوف مكتوفي الأيدي لتسليط الضوء، بتقديم برامج متكاملة بالإقامة والانتقالات بأسعار خاصة وتسهيلات للبنوك والنقابات، لتشجيع السياحة الداخلية، إلى جانب الحفاظ على العمالة في الفنادق، وتصل تخفيضات العروض إلى أكثر من 50%.

وعن تعامل المصريين مع الفنادق، أكد رئيس جمعية مسافرون على احتياج المصريين لحملة توعية، لأن هناك شكوى من الفنادق في تعاملهم والإهلاك الكبير، مشيرا إلى أن الكثير من المصريين أصبح لديهم ثقافة الترحال والتنقل، وبالتالي كيفية التعامل مع الخدمات الفندقية، ولكننا نحتاج نوعي الناس ببعض المعلومات والتعليمات لتجنب الأخطاء الطبيعية ويعتقد استيعابها بسهولة.

ولم يتوقف الترويج للسياحة الداخلية على المنتجعات أو الفنادق في المدن الشاطئية، بل تحرص بعض الفنادق القريبة من المناطق التي تتميز بتنوع المنتجات السياحية على ذلك، حيث قال وائل شريف مدير تسويق ومبيعات فندق الواحة على طريق الفيوم، إن الفندق جزء أساسي في البرنامج السياحي، ويتميز الفندق بأنه على طراز المنتجعات في المدن السياحية، وهناك بعض المصريين يقيمون لفترات طويلة، ليس في الأجازات فقط، ويتم وضع السياسة التسعيرية والعروض بما يحقق مصروفات التشغيل إلى جانب نسبة ربح ضعيفة، ويقدم للمصريين 50% تخفيضا عن الأجنبي.

وأضاف أن شركات السياحة تنظم برنامج كامل مع الفندق الذي يتميز بقربه من طريق الفيوم والواحات البحرية، وبالتالي يمكن عمل رحلات متنوعة، إلى جانب قربه من منطقة الهرم الأثرية وسقارة ودهشور، ولكن لا يقبل المصريون عليها.

وأشار شريف إلى أن السياحة الداخلية تتسم بالموسمية ولا تنشط إلا في الأجازات فقط، ولا يمكن الاعتماد عليها بشكل قوي لتعويض الخسائر أو استمرار التشغيل.