إحصائيات يناير تكشف ضخامة أزمة السياحة المصرية بعد حادث الطائرة الروسية

 

الشهر الأول من 2016 يسجل 364 ألف سائح فقط بانخفاض 46% وهو الأقل في 10 سنوات

المسكنات والتصريحات الرنانة للوزير لا تناسب المرحلة.. ومنظومة التنشيط تحتاج مناخ أكثر دعما من الحكومة

%63 تراجع في الليالي السياحية.. وتسجيل أدنى متوسط إقامة للسائح في مصر 6.2 ليلة

 

كتب- أكرم مدحت - صحفي بموقع ترافل يالا نيوز

كشفت أحدث إحصائيات حركة السياحة الوافدة إلى مصر، والتي ينفرد موقع "ترافل يالا نيوز" بنشرها، عن تراجع كبير في عدد السائحين خلال شهر يناير الماضي، حيث بلغ نحو 364 ألف سائح، بانخفاض 46.3% مقارنة بنفس الشهر من عام 2015، الذي شهد توافد نحو 678 ألف سائح، ليكون يناير أقل شهر مقارنة بنظائره خلال 10 سنوات.

وكان يناير 2011 أعلى شهر في محققا مليون و148 ألف سائح قبل اندلاع الثورة في نهاية الشهر ذاته، وتتأثر السياحة سلبا وتبدأ تسجيل معدلات التراجع.

وتوضح هذه الإحصائيات ضخامة الأزمة التي تمر بها السياحة المصرية واستمرارها منذ حادث سقوط الطائرة الروسية في منطقة الحسنة بوسط سيناء في 31 أكتوبر الماضي بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ بنحو 23 دقيقة فقط، والذي أسفر عن مصرع جميع ركاب الطائرة من السائحين الروس البالغين 217 شخص، وطاقمها المكون من 7 أفراد، ليقلب الموازين ويغير الأوضاع بالكامل.

وكان رد الفعل الأول للحكومة البريطانية في اليوم التالي مباشرة بقرار تعليق الطيران إلى مدينة شرم الشيخ الأهم للسائح البريطاني، ما أثر على حركة الطيران بشكل عام من ثالث أكبر سوق سياحي لمصر، إلى أن جاء 7 نوفمبر حاملا قرار الحكومة الروسية بتعليق حركة الطيران بالكامل مع مصر إلى إشعار آخر، وهو ما نتج عنه توقف تام للسياحة الوافدة من روسيا السوق الأول بلا منافس إلى جميع المدن السياحية المصرية حتى الآن.

وهذا يدعونا إلى اعتراف وزير السياحة بالأزمة وعدم الإفراط بالتصريحات الرنانة والمسكنات التي باتت تزيد القطاع كارثية، خاصة بعد غلق العشرات من الفنادق أبوابها في المدن السياحية الرئيسية لعدم وجود سائحين، وفكرة تعويض ذلك بالسياحة الدخلية غير مناسبة للمرحلة الحالية، كما يؤكد الوضع ضرورة وتعاون الوزارات الأخرى وتقديم دعم عملي حقيقي لهيئة تنشيط السياحة لتوفير المناخ المناسب لتقوم بدورها الترويجي، في ظل التحديات السياسية الدولية التي تتصدى لها قدر المستطاع.

وأثر ذلك بقوة على حركة السياحة الوافدة ليسجل نوفمبر الماضي بداية الأزمة 559 ألف سائح بانخفاض 38% عن نوفمبر 2014، وفي ديسمبر بلغ عدد السائحين 440 ألف سائح، بتراجع 43.7% عن ديسمبر 2014، ويعد نوفمبر في عام الذروة 2010 الأعلى تحقيقا لمعدل إقبال سياحي إلى مصر، حيث شهد توافد 1.4 مليون سائح.

وكان أكتوبر الماضي مؤشر انتعاش نسبي للسياحة المصرية، مسجلا توافد 909 ألف سائح، وذلك بعد فترة هدوء نسبي خلال سبتمبر الذي يمثل مرحلة انتقالية بين انتهاء الموسم الصيفي وبداية الشتوي.

الليالي السياحية

ومع انخفاض عدد السائحين شهدت الليالي السياحية تراجعا كبيرا بنسبة 62.5%، حيث بلغت 2.6 مليون ليلة، مقابل 6.8 مليون ليلة في يناير 2015، كما سجل الشهر الماضي متوسط إقامة السائح 6.2 ليلة، ليكون الأدنى في تاريخ السياحة المصرية.

التقسيم الجغرافي للسائحين

تراجع نصيب أوروبا من إجمالي الحركة السياحية الوافدة إلى مصر ليبلغ 50% يناير، مقارنة بمتوسط عام 70% في الفترات السابقة، لتسجل نحو 182 ألف سائح، بانخفاض تاريخي 63% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، تأثرا بتوقف السياحة الروسية، إلى جانب تعليق الرحلات البريطانية إلى مدينة شرم الشيخ.

ولم تحقق المناطق الجغرافية الأخرى نسب انخفاض مؤثرة، ماعدا آسيا انفردت بنسبة زيادة طفيفة 5.5%.

جدول يوضح التقسيم الجغرافي لحركة السياحة الوافدة إلى مصر خلال يناير 2016 مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي:

المنطقة

عدد السائحين

نسبة التغير

النسبة للإجمالي

أوروبا

181.789

- %63

%50

الشرق الأوسط

104.085

- %4

%28.62

آسيا

30.372

%5.5

%8.35

أفريقيا

27.046

- %0.7

%7.44

الأمريكتين

19.262

- %6.8

%5.3

أخرى

1018

- %53.6

%0.28

الإجمالي

363.545

 

%100