سياحة التسوق والأعمال الأكثر نموا بالمملكة العربية السعودية

 

الحج والعمرة يقودان الحركة السياحية بشبه الجزيرة العربية.. واتجاه للنهوض بالسياحة البيئية

الرياض أبرز المقاصد وأكثرها تنوعا

المهرجانات الصيفية تحقق 10 مليارات ريال عائدات العام الماضي

التسوق يستحوذ على 75% من إجمالي الإنفاق على الأنشطة الترفيهية في المملكة

 

كتب- أكرم مدحت - صحفي بموقع ترافل يالا

تتنوع المقومات السياحية بالمملكة العربية السعودية ما بين الطبيعية والتراثية والشاطئية والتاريخية، إلى جانب الدينية التي تستحوذ على النصيب الأكبر.

توجد العديد من المتاحف في السعوديةوالتي تحتوي على قطع أثرية تمتد من العصر الحجري القديم، وفترة العُبَيد التي تعود إلى 5 آلاف قبل الميلاد، مرورا بالممالك العربية المبكرة، ثم الوسيطة والمتأخرة، وصولا إلى العهد النبوي، ثم الدولة الأموية والعباسية والعصر الإسلامي الوسيط والمتأخر، وأخيراً فترة توحيد المملكة العربية السعودية، كما يوجد أكثر من 6300 موقع تراثي وثقافي في البلاد.

وأبرزها المتحف الوطني بالعاصمة الرياض الذي يحتوي على 8 قاعات للعرض، توجد بها 3700 قطعة أثرية وتراثية، تبرز تاريخ شبه الجزيرة العربية الطبيعي، والإنساني، والثقافي، والسياسي، والديني وصولاً إلى تاريخ السعودية.

وتتميز مدائن صالح كونها إحدى أهم وأبرز الوجهات السياحية في السعودية، والمعروفة سابقاً بالحِجر تقع بالقرب من مدينة العُلا، وأعلنت منظمة "اليونسكو" في عام 2008 أن مدائن صالح موقع تراث عالمي، وبذلك أصبح أول موقع في السعودية ينضم إلى هذه القائمة، وتضم المنطقة 153 واجهة صخرية منحوتة، وعدداً من الآثار الإسلامية تتمثل في القلاع.

 

كما تحظى المملكة بشواطئ ممتدة على ساحل البحر الأحمر بطول 1800 كم من الغرب، مؤهلة لأن تكون مكاناً جاذباً للسائحين، علاوة على الشواطئ على ساحل الخليج العربي من الشرق بطول 700 كم، وتعد مياه المملكة الدافئة وساعات النهار الطويلة نقاط جذب مهمة.

 

السياحة الدينية

تعد السياحة الدينية في المملكة العربية السعودية من أهم مصادر الدخل وأحد أكبر الدعائم للاقتصاد، حيث يزورها ملايين المسلمين كل عام لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة، نظراً لوجود المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، بالإضافة إلى المشاعر المقدسة الموجودة في مكة، وتستهدف المملكة من خلال مشروع توسعة الحرم والصحن المحيط بالكعبة المشرفة زيادة عدد المعتمرين من 500 ألف معتمرا إلى مليون و250 ألف معتمرا شهريا.

 

وهناك العديد من المواقع الإسلامية الأخرى، أبرزها مسجد "قباء" والذي يعرف بأنه أول مسجد في الإسلام، ومسجد "ذو القبلتين" الذي كسب اسمه من حادثة تغيير اتجاه القبلة، ويحرص الحجاج والمعتمرون على زيارة غار "حراء" الواقع في جبل النور، وغار "ثور" في جبل ثور، وجبل عرفة الواقع خارج حدود الحرم.

يضاف إلى تلك المواقع منطقة "البقيع" وهي مقبرة أهل المدينة منذ صدر الإسلام، وبالقرب من جبل أحد تقع مقبرة شهداء غزوة "أُحد" التي تضم 70 من شهداء الصحابة، كما أن هناك مواقع شهدت أحداثاً تاريخية مهمة ومحورية في بداية التاريخ الإسلامي، ومنها مواقع غزوات بَدر وأُحُد والأحزاب.

السياحة البيئية

نظراً لما تمتلكه المملكة من شواطئ ممتدة على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي، ومساحات صحاري واسعة، وسلاسل جبال شاهقة، يكسبها تنوع في النظام البيئي، لذلك تشكل السياحة البيئية عنصراً مهماً من عناصر الجذب السياحي الداخلي فيها.

ويتراوح إنفاق السائحين السعوديين بين 6 و 10 مليارات ريال على السياحة البيئية، وفقا للتقديرات العالمية لحصة السياحة البيئية من كافة المجالات السياحة.

وتم وضع خطة إستراتيجية لإنشاء المناطق المحمية في المملكة، واشتملت على اقتراح 118 منطقة محمية تمثل مختلف البيئات والتنوع الحيوي وتستحوذ على 8% من مساحة المملكة، منها 56 منطقة برية، و62 بحرية، موزعة على 38 منطقة في البحر الأحمر، و24 منطقة في الخليج العربي، وتم اعتماد 16 منطقة محمية برية وبحرية تزيد مساحتها الإجمالية عن 80 ألف كيلومتر مربع، تمثل 4% من مساحة المملكة.

وتصلح 7 محميات في المملكة لأن تكون حاضنة للسياحة البيئية، لتشمل الرحلات الراجلة والقيادة لمشاهدة الحياة الفطرية والطيور، والمشي على الكثبان الرملية، والتخييم، والغوص، ومشاهدة معروضات مراكز الزوار التي تقوم بدور متاحف بيئية مصغرة.

وتختلف المحميات باختلاف المناطق التي تقع عليها، فهناك محمية جزر فرسان على الساحل الجنوبي الغربي للبحر الأحمر، ومحمية عروق بني معارض على الطرف الشمالي الغربي، ومحمية ريدة في قمم جبال السروات، ومحمية محازة الصيد على هضبة نجد، ومحمية الوعول على جانب جبال طويق، والمحميات الشمالية المتمثلة في حرة الحرة، والخنقة، والطبيق، التي تشتمل على الحمم البركانية.

وعلى الرغم من توفر المحميات باختلاف أشكالها إلا أنها لم تُهيأ تماماً للزيارة بشكل مباشر، ولكن هيئة السياحة والتراث توفر برامج زيارات للمدارس، وللزوار في بعض تلك المواقع.

سياحة التسوق

تعد سياحة التسوق من أهم المجالات السياحية في المملكة، وتشير الإحصائيات إلى أنها تستحوذ على 75% من إجمالي الإنفاق على الأنشطة الترفيهية في المملكة، وعادة ما تكون بغرض شراء منتجات بلد ما تسري عليها تخفيضات من أجل الجذب السياحي، وشهدت المملكة في صيف 2015 إقامة 57 مهرجانا في مختلف المدن.

ويتميز مهرجان مدينة الرياض للتسوق والترفيه الذي يقام من صيف كل عام، بأنه يجمع بين السياحية الثقافية والترفيهية والتسويقية، ويشكل حدثاً وطنياً يسعى إلى الرقي بالسياحة الداخلية من خلال فعاليات المهرجان المتنوعة.

كما يحتوي على المنتجات الشعبية من كافة مناطق المملكة، حيث يعمل على استقطاب الزائرين من مختلف تلك المناطق، بالإضافة إلى الزوار من خارج السعودية، وبلغ إنفاق السائحين المحليين على التسوق في الرياض وحدها في عام 2011 نحو 665 مليون ريال، متقدمة على حجم الإنفاق على الفنادق السياحية الذي بلغ 497 مليون ريال.

وهناك العديد من الخيارات في مجال التسوق حيث توجد الأسواق الشعبية، التي تتوفر بها منتجات الحرف اليدوية والأثاث والسجاد والعطور والبخور والذهب والمجوهرات بالإضافة إلى التحف والمشغولات الفنية والملابس وغيرها، وعادة ما تكون في جميع المدن وكذلك القرى الكبرى، إلى جانب محلات البقالة التقليدية، والمتاجر الكبرى، ومراكز التسوق التجارية الحديثة وتتوافر فيها العديد من المنتجات والماركات العالمية، كما أن معظم المدن الرئيسية تتميز بوجود هذه المراكز وبعضها تكون معالم معروفة لتلك المدن.

سياحة الأعمال

اهتمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بسياحة الأعمال في المملكة، من خلال التعاون مع وزارة التجارة والصناعة ومجالس الغرف التجارية والمناطق وغيرها، لتطوير ما يتطلبه هذا النوع من السياحة لتكون أكثر تنافسية، حيث أن هذه السياحة تعتمد في الغالب على حضور المعارض والمؤتمرات والاجتماعات أو الاشتراك بها.

وتمثل سياحة الأعمال عنصرا هاما في القطاع السياحي السعودي، حيث تمثل نحو 21% من إجمالي السياحة في المملكة، وتنظيم أكثر من 100 ألف فعالية سنوياً، يحضرها نحو 3.9 مليون سائح، كما توجد أكثر من 600 صالة معارض ومؤتمرات واجتماعات، وفي عام 2013 حققت سياحة الأعمال 14 مليار ريال، ومن المتوقع أن تصل في عام 2024 إلى 30 مليار ريال.

السياحة العلاجية

لا تزال السياحة العلاجية في السعودية ضعيفة، بالرغم من وجود عدد من المستشفيات المتخصصة وبعض المواقع الطبيعية الاستشفائية، المتمثلة بالعيون الحارة المنتشرة في المملكة.

وأبرز التخصصات في السياحة العلاجية بالمستشفيات، مجال الأورام، وزراعة النخاع العظمي، وكذلك الجراحات التجميلية ببرامجها الدقيقة، وبعض تلك المراكز والمستشفيات الطبية مجهزة من الناحية التقنية والفندقية والتأهيل الطبي، وتعد الرياض، وجدة، والخُبَر، من المدن التي يمكن أن تكون الوجهة المناسبة لمن يقصدها بغرض العلاج، باعتبارها الأكثر تأهيلاً وجاهزية مقارنة بباقي مدن المملكة.

أما بالنسبة للمواقع الطبيعية الاستشفائية فتتمثل بوجود العيون الحارة المنتشرة في مواقع مختلفة من المملكة، أبرزها في محافظة الدائر بني مالك، ومحافظة الحُرث (الخوبة) التابعتان لمنطقة جازان، وفي محافظة الليث التابعة لمنطقة مكة المكرمة، وفي محافظة الأحساء.

المهرجانات

تضم المملكة العديد من المهرجانات بمختلف أنواعها، وتكون عادة خلال أيام الأجازات والعطلات الرسمية، يكون بعضها في فصل الشتاء، ولكن يتركز معظمها في فصل الصيف حيث بلغ عددها أكثر من 45 مهرجاناً صيفياً تتوزع في جميع مدن المملكة، وفي صيف عام 2014 حققت المهرجانات الصيفية عائد اقتصادي تجاوز 10 مليارات ريال، وتستقطب أكثر من 10 ملايين زائر.

منطقة الرياض متنوعة سياحيا

تعد منطقة الرياض من أبرز الوجهات السياحية وتضم العاصمة السعودية الرياض وعدد من المحافظات الأخرى، حيث يوجد العديد من المواقع التاريخية في مدينة الرياض، أبرزها مدينة الدرعية التاريخية إحدى مواقع التراث العالمي، وقرية الغاط التراثية، ومنطقة قصر الحكم، كما أن هناك وادي حنيفة، ومنطقة الثمامة، ومنتزه السلام، وحديقة الحيوان، كما تشهد إقامة العديد من الأنشطة مثل سباق الخيول، والتزلج على الرمال، كما توجد مكتبة وحديقة الملك فهد، وشارع التحلية الذي تتوفر به مجموعة من المحلات والمطاعم المحلية والعالمية.

كما تنتشر في الرياض العديد من الفنادق يصل عددها إلى 241 فندقا، ومراكز التسوق والمتنزهات، ومن المزارات الشهيرة بها أيضا كهف برمة، والبجادية وصفاقة، بالإضافة إلى جبل البيضتين، كما أن من أهم آثار الأفلاج موقع العيون، كما أن بها آثار ومدافن وشبكات ري تعود لأوائل الفترة الهيلينية.