وزير الطيران: نستهدف توسعة المطارات المصرية لتستوعب 75 مليون راكب في عام 2020

 

تكلفة تأمين الطيران.. تكدس الطرق الجوية.. القضايا البيئية أبرز تحديات صناعة النقل الجوي

كمال: 1.2% مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لمصر

افتتاح الدورة الـ25 للجمعية العامة للمنظمة الأفريقية للطيران المدني "الأفكاك"

 

كتب- أكرم مدحت - صحفي بموقع ترافل يالا

استعرض الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني ملامح الرؤية المستقبلية لقطاع الطيران في أفريقيا والتي لابد وأن تلتزم بتطبيق المعايير والمقاييس الدولية، فيما يتعلق بالسلامة والأمن والبيئة والملاحة الجوية.

جاء ذلك في كلمته الافتتاحية للدورة الخامسة والعشرين للجمعية العامة للمنظمة الأفريقية للطيران المدني "الأفكاك"، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والمنعقدة بالقاهرة في الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر الجاري، بحضور ممثلي منظمات الطيران الدولية، ووزراء النقل والطيران في الدول العربية والأفريقية، والتي بدأت بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية.

وقال كمال، إن أفريقيا من أعلى المناطق نمواً في حركة الركاب والبضائع، ولابد لنا أن نجهز البنية التحتية اللازمة لهذا النمو، وعلى سبيل المثال، نتوقع نمو الحركة الجوية بمصر، ولهذا بدأنا من الآن مشروعات لزيادة سعة المطارات المصرية الرئيسية من 54 مليون مسافر في الوقت الحالي، إلى 75.5 مليون عام 2020.

وأضاف أن ذلك يتبعه زيادة الأسطول المصري من الطائرات ومساعدة شركات القطاع الخاص على الدخول بقوة للسوق، وكذلك تنمية ومضاعفة قدرات الشحن عن طريق مشروع مدينة البضائع الجديدة على مساحة 150 ألف متر مربع، بطاقة استيعابية تصل إلى 350 ألف طن سنويا بحلول عام 2020، وتصل إلى 800 ألف طن بحلول عام 2025، مع تطبيق نظم الشحن الإلكتروني E-FRIEGHT.

وفيما يتعلق بالملاحة الجوية وبالنظر إلى النمو المتوقع في الحركة، ونظم المراقبة الجوية المعمول بها حالياً في القارة، أكد كمال على ضرورة تنفيذ سيناريو جديد على المدى المتوسط والبعيد لتحديد شبكة مسارات للحركة الجوية أكثر مرونة وكفاءة، تسمح بتخفيض المسافة والوقت لرحلات الطيران، واستخدام الملاحة بنظام R-NAV، بالإضافة إلى استخدام أكثر كفاءة للمجال الجوي من خلال التنسيق المدني العسكري في إدارة الفضاء الجوي خاصة مع زيادة مناطق الصراع حول العالم، ومن خلال تحسين التخطيط في المراحل الإستراتيجية والتكتيكية، واستخدام نظم وإدارة الملاحة الجوية المستقبلية "CNS/ATM"، واستخدام أكثر كثافة للمعلومات لتسهيل اتخاذ القرارات التشغيلية.

وتابع: "الاعتماد على نظام الملاحة القائم على الأداء أو ما يعرف بــالـــ PBNوالذي وضعته المنظمة الدولية للطيران المدنى "الإيكاو" فى الخطة العالمية للملاحة الجوية على رأس أولوياتها والتوجه إلى الاعتماد على أنظمة الأقمار الصناعية سواء العالمية أو الإقليمية بدلاً من الأنظمة الأرضية، لتكون اللاعب الأساسي فى إنشاء منظومة تنسيقية مدنىة عسكرية ناجحة يتم من خلالها إدارة مثلى للفضاء الجوي مع وجود الكثير من الطرق البديلة، وكذلك المضي قدما في تطبيق مبادرات الإيكاو في هذا الشأن".

وأوضح أن الارتقاء بالعنصر البشري بجميع قطاعات الطيران المدني من أولويات الوزارة، عن طريق تنميط وتدقيق عمليات الاختيار وتكثيف التدريب ورسم مسارات الترقي، وإعطاء الفرص للعناصر الواعدة للإبداع وإعداد الشباب إعداداً جيداً يؤهلهم لقيادة قطاع الطيران المدني في المستقبل، والاستفادة من خبرات الدول ذات التاريخ الطويل في هذا المجال.

وأضاف كمال أن استخدام التكنولوجيا والأنظمة الرقمية ومسايرة المبادرات الصادرة عن الإيكاو، والأياتا، فيما يتعلق بميكنة عمليات التشغيل والإجراءات، وتسهيل إجراءات السفر لتوفير الوقت والجهد وزيادة الفاعلية.

إن قطاع الطيران المدني هو محفز كبير للتنمية والاستثمار وخلق فرص العمل، وكل منا يستطيع أن يلمس الدور الذي يلعبه الطيران المدني في التنمية الاقتصادية والتواصل البشري والتجاري، ففي مصر علي سبيل المثال يشارك قطاع الطيران بما يربو على 2 مليار دولار، أي نحو 1.2% من إجمالي الناتج المحلى لجمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى توفير عدد 197 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

التحديات

وأشار وزير الطيران إلى أن صناعة النقل الجوي تواجه عدة تحديات وعلينا كحكومات في القارة الإفريقية أن نتفهم هذه التحديات، حتى لا تؤثر على قدرات هذا النشاط الحيوي في النمو والتطور، وإذا وضعنا ترتيباً لهذه التحديات في هذه المرحلة وخاصة مع تصاعد وتيرة الإرهاب على المستوي الدولي فسنجد أن أمن الطيران بات من التحديات الملحة التي تواجه صناعة النقل الجوي، حيث تنفق مطارات العالم على بند واحد من بنود أمن الطيران وهو أجهزة الكشف الأمني بالمطارات حوالي مليار دولار سنوياً.

وأضاف: نقدر تماماً أن تكلفة تأمين الطيران هي أقل بكثير من كلفة عدم التأمين وانتهز هذه المناسبة لأعلن عن ترحيب وزارة الطيران المدني بالتعاون التام وتبادل الخبرات مع كافة الدول الافريقية فى مجال سلامة وتأمين المطارات، من أجل رفع كفاءة أمن الطيران للوصول إلى أعلى معايير السلامة الجوية والتي تحرص المطارات المصرية على تطبيقها من خلال المراجعات الدورية على إجراءات التأمين من قبل سلطة الطيران المدني المصري، وهيئات التفتيش والمنظمات الدولية وعلى رأسها المنظمة الدولية للطيران المدنى "الإيكاو".

تحدي آخر يواجه صناعة النقل الجوي، وهو تكدس الطرق الجوية فوق العديد من مناطق العالم وهنا لابد أن نجد حلول فورية عن طريق إستخدام التكنولوجيا الحديثة وتغطية المسارات الملاحية بالأقمار الصناعية لضمان سلامة وأمان الطرق الجوية خاصة في قارتنا الإفريقية، وكذلك الطلب المتطرد على الحركة الجوية فى كثير من الأقاليم الجوية حول العالم و خاصا فى القارة الإفريقية وعدم وجود طرق مباشرة تربط بين القارة الإفريقية والعواصم الهامة حول العالم وأيضا تربط العواصم الأفريقية بعضها البعض، واستمرار الاعتماد على طرق جوية غير مباشرة مما يزيد من وقت الرحلات وبالتالي زيادة استهلاك الوقود ونسبة الانبعاثات الضارة وتكلفة التشغيل.

كما أن قضايا البيئة هي أحد تحديات قطاع الطيران، فعلى الرغم من أن قطاع الطيران المدني العالمي لا يسبب أكثر من 2% من إجمالي الانبعاثات الكربونية على كوكب الأرض، وعلى الرغم من جهود الشركات المصنعة للطائرات والمحركات لخفض هذه النسبة إلى النصف بحلول عام 2050، إلا أن شركات الطيران مطالبة بدفع تعويضات عن هذه النسبة الضئيلة للغاية، ومشروع الاتحاد الأوروبي لتجارة الانبعاثات يجسد هذا التحدى بشكل كبير.

وشدد على أن تكبيل قطاع الطيران بالمزيد من القيود والنفقات سيؤثر حتماً على مسار التنمية العالمي بشكل سلبي، ونحن في وزارة الطيران نقوم على المستوى العالمى بالمشاركة في مجموعة خبراء البيئة EAG، تحت مظلة الإيكاو للحد من ظاهرة الإنبعاثات الضارة في الطيران المدنى، وعلى الصعيد المحلي بدأنا بالفعل الأبحاث على استخدام الوقود الحيوي وتم تشغيل محرك نفاث بالوقود الحيوي في شهر يوليو الماضي، ونخطط للقيام برحلة تجارية بهذا الوقود خلال الأشهر القليلة القادمة، كما تشارك الوزارة في اللجنة الخاصة بوضع التشريعات المنظمة لإنتاج وتداول الوقود الحيوي، كما نبدأ في إنشاء أول مبنى صديق للبيئة بمطار برج العرب.