خبراء: السياحة الروسية يصعب تعويضها وخسائر توقفها تهدد منظمي الرحلات بالإفلاس

 

أنطاليا وقبرص بديل مؤقت عن شرم الشيخ والغردقة للروس.. ومعظمهم يستردون أموالهم من الشركات

الروس يبحثون عن طرق بديلة للسفر إلى مصر حتى عودة الطيران

إلغاء حجوزات الكريسماس ورأس السنة... و27 نوفمبر آخر روسي يغادر شرم الشيخ

ثلوج روسيا توجه مواطنيها إلى الشواطئ السياحية المصرية في موسم الشتاء


كتب- أكرم مدحت - صحفي بموقع ترافل يالا

أكد خبراء القطاع السياحي العاملون مع السوق الروسية أن تأثير أزمة تعليق رحلات الطيران الوافدة من روسيا إلى مصر والتي أدت لتوقف حركة السياحة الروسية تمثل كارثة أكبر يواجهها منظمو الرحلات الروس، والتي تكاد تأثيراتها أقوى من الأزمة الاقتصادية التي مرت ببلادهم من يوليو 2014 ومستمرة حتى الآن، حتى أن خسائر الشركات الروسية بلغت 10 ملايين دولار في 4 أيام فقط منذ تعليق الرحلات الروسية إلى مصر في 7 نوفمبر الجاري، بحسب تصريحات نائب رئيس رابطة شركات السفريات الروسية ديميتري جورين، خاصة مع عدم وجود بديل منافس حقيقي لمنتجعات شرم الشيخ والغردقة في موسم الشتاء.

في هذا السياق، قال الدكتور مصطفى خليل مدير شركة "رويال مانتا ترافيل" والعاملة مع السوق الروسية، إن المسيطر على السياحة الوافدة من روسيا منظمون رحلات من أصل تركي، ومصر وجهة رئيسية وشبه الوحيدة للسائح الروسي في موسم الشتاء، في حين أن تركيا الأكثر طلبا في موسم الصيف لدرجة تصل إلى "أوفر بوكينج" أي أن إشغالات الفنادق 100%، والحجوزات الزائدة تتجه إلى الاختيار الثاني وهو مصر، لأنها الأرخص بالنسبة إليهم، ومناخها معتدل حتى بداية موسم الصيف.

وأشار خليل إلى أن خسائر مصر ليست حركة سياحة أو أعداد بعد تعليق الطيران من روسيا، إنما عملة صعبة، إلى جانب توقف فتح المجال للمزيد من توفير فرص العمل.

وأوضح أن روسيا بداية من شهر نوفمبر إلى مايو لا يرى فيها الروس سوى الثلوج، لذلك هذه الفترة تكون الأكثر كثافة في الطلب للسفر إلى مصر، ويمثل نوفمبر موسم الذروة إلى جانب النصف الأول من شهر يناير، والتي شهدت إلغاءً لجميع الحجوزات، حتى إشعار آخر.

وتابع: "إن متوسط إنفاق السائح الروسي تراجع بشكل ملحوظ، حتى وصل إلى 20 دولاراً، على أقصى تقدير خارج الإقامة في الفندق، ومتوسط إنفاقه في مصر بعيدا عن الطيران لا يتعدى 50 دولاراً في الليلة شاملة الإقامة والانتقالات الداخلية، والروسي محب للسفر والتسوق ولكننا لم نستفد من هذا السوق حتى الآن الذي يصدر 50 مليون سائح سنويا للعالم".

وأضاف أن باكيدج الرحلة 70% منه للطيران والباقي إقامة شاملة في الفندق، لذلك لا ينفق شيئا خارج الفندق، وتتراوح إقامته بين أسبوع و15 يوما، ومتوسط سعر الرحلة 600 دولاراً، والروسي يتميز بأنه متكرر الزيارة ما بين مرتين وثلاثة سنويا، ويحجز الرحلة في اللحظة الأخيرة.

ولفت خليل إلى الضعف الشديد في الإقبال على الرحلات الاختيارية لزيارة المناطق الأثرية بالقاهرة وهي الأهرامات والمتحف المصري، بالإضافة إلى الأقصر لقربها من مدينة الغردقة، وتتراوح أسعارها بين 60 إلى 80 دولاراً.

وأكد أن تأثير الأزمة يعد أقوى لدى منظمي الرحلات الروس "لأنهم هيفلسوا لعدم وجود بدائل لمصر في موسم الشتاء"، لأن البعض إما يعيد قيمة الرحلة للسائح، أو يعوضه برحلة أخرى إلى أنطاليا بتركيا ولكن طقسها غير مناسب لأنه ثلجي أيضا، أو قبرص، أو إسرائيل التي تتسم بارتفاع أسعار رحلاتها إلى جانب عدم استيعابها لأعداد السائحين الروس الضخم، لافتا إلى توقف الطيران المنتظم أيضا من خلال الخطوط الجوية الروسية "آيرو فلوت" حتى 16 نوفمبر الجاري.

 

ومن جانبه، قال عبد الرحمن إبراهيم رئيس شركة "Alf Tours"العاملة مع السوق الروسية، إن موسم الذروة للروس من أول نوفمبر إلى 15 يناير، ولكن هناك هدوء في ديسمبر من الكريسماس حتى أعياد الميلاد، والحجوزات كلها اتلغت حتى نهاية تلك الفترة، ولا يوجد بديل لتعويضهم، وبمجرد إعلان الموقف الأمني رسميا لوضع المطارات سواء من قبل مصر أو لجان التفتيش الدولية ويكون إيجابي بما يقنع الحكومة الروسية بعودة الطيران، ستعود السياحة الروسية بقوة.

وأوضح أن مصر مقصد رخيص ومناسب للروس، ويأتون من كل الأعمار، حيث أن أغلى سعر لبرامج رحلاتهم 1000 دولار في الأسبوع، شاملة الطيران والإقامة الشاملة، وفي الفترة الأخيرة السائح الروسي الوافد إلى مصر أصبح فقيرا، أما رحلات اليوم الواحد الاختيارية للمزارات الأثرية فكانت إلى القاهرة بسعر 100 دولار، والأقصر 80 دولار.

وأشار إلى أن بدائل شرم الشيخ والغردقة هي أنطاليا بتركيا وقبرص وإسرائيل، وبدأ التليفزيون الروسي الترويج لرحلات شبه جزيرة القرم ولكن سعرها مرتفع جدا، ومعظم الروس يفضلون بعد إلغاء رحلاتهم إلى مصر استرداد أموالهم من منظمي الرحلات، لذلك يتحملون خسائر ضخمة تكاد تكون أكثر مما يحدث في مصر.

طرائف الروس لمحاولة السفر

وفي سياق متصل، أكد عادل زكي عضو لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات السياحة أن الروس يعارضون حكومتهم مؤكدين على عدم خوفهم من السفر إلى شرم الشيخ، وقالوا "أقاربنا لسة راجعين من هناك بعد الحادث والوضع آمن".

والملفت للنظر والطريف أن الروس بعد قرار تعليق الطيران إلى مصر، يبحثون عن طرق بديلة للسفر إلى مصر في اليوم التالي مباشرة، حتى أن محرك البحث الشهير في روسيا "يانديكس" رصد عبارة أكثر شيوعا وهي "كيف أصل إلى مصر بالقطار".

وأضاف زكي أن الأسبوع الأول من تعليق الطيران 11 ألف روسي سافروا بدلا من شرم الشيخ والغردقة إلى أنطاليا بتركيا، وخاصة في ظل دخولهم بدون تأشيرة لتحفيز المزيد من حركة السياحة الوافدة من هذا السوق الهام.

 

ومن ناحية أخرى، قال وليد بكر مدير المكاتب الأمامية لفندق دريمز بيتش شرم الشيخ إن آخر سائح روسي سوف يغادر شرم الشيخ 27 نوفمبر الجاري، وسرعة عودة الروس إلى مصر تعتمد على العلاقات السياسية الجيدة والوطيدة بين الرئيسين السيسي وبوتين.

وأشار بكر إلى إحدى المناقشات مع السائحين من الجنسيات التي يتم إجلاؤها، أبرزها رجل هولندي تعجب من قرار الإجلاء ورفضه، وقال "إن الاهتمام الأمني الحالي ووضع شرم الشيخ تحت الأنظار يجعلها أكثر أماناً مقارنة بأي وقت آخر، وطالما سأستخدم نفس المطار وعمل الخطوات والإجراءات المتبعة وركوب الطائرة فلماذا أسافر قبل موعد سفري".

 

ومن جانبه، أوضح محمد فايز صاحب شركة "ميدلاند" للسياحة سبب خضوع منظمي الرحلات الروس للقرارات السياسية رغم خسائرهم الكبرى، هو تجريم تشغيل رحلات طيران لحين صدور قرار رسمي بذلك من الجهات الأمنية الروسية المعنية، فضلا عن عدم المجازفة من قبل شركات السياحة الروسية بالحجز على طيران غير مباشر إلى مصر، لارتفاع قيمة التأمين على السائح بنسبة كبيرة تصل إلى 3 أمثال، ولا يستطيعون تحملها.