هل ملتقى السياحة العربية والعمرة يؤدي دوره أم مجرد تواجد وتعارف؟

 
كتب- أكرم مدحت - صحفي بموقع ترافل يالا
 
 

شهد الملتقى الدولي الـ17 للسياحة العربية والعمرة والذي أقيم يومي 22 و23 أكتوبر الجاري، إقبالا كبيرا من المشاركين سواء من الوكلاء السعوديين والفنادق، أو الشركات المصرية، إلى جانب التوافد الجماهيري الكبير على مقر الملتقى، ولكن هل له جدوى حقيقية في تحديد مؤشرات موسم العمرة المقبل لعام 1437هـ؟، والذي يبدأ بعمرة المولد النبوي الشريف، مع العلم أنه لا يتطرق بأي حال إلى السياحة العربية البينية فعلياً، ويركز فقط على السياحة الدينية المقدسة "العمرة".

 

فقد أجمعت آراء الشركات المشاركة من الجانبين المصري والسعودي على أنه ملتقى للتعارف والاحتكاك بالعملاء، وتطرق البعض إلى عدم التنظيم لفعلياته بما يليق بالمستوى الدولي.

 

ورصدت عدسة موقع "ترافل يالا" عدد من السلبيات التي شهدها الملتقى هذا العام، أبرزها سوء التنظيم، حيث أن التوسع وزيادة مواقع الشركات العارضة جاء على حساب سهولة الحركة لضيق الممرات في ساحات العرض، حتى وصل الأمر أنه لا يسمح بالسير في اتجاهين، فضلا عن عدم تخصيص اليوم الأول كما أشارت الشركة المنظمة على دخول شركات السياحة فقط، فهل هذا العدد والإقبال الكبير لأصحاب شركات السياحة؟!، ولكن كل من كان يحمل دعوة يدخل أيا كانت مهنته، وهو ما يفتح المجال للسماسرة في عمل بيزنس مع الشركات المصرية أو والحصول على عروض من الوكلاء السعوديين، والمعتمر يكون الضحية.

 

دفتر حضور وغياب مسئولي السياحة

 

والأهم من ذلك هو عدم حضور وزير السياحة هشام زعزوع لسفره إلى مدينة أسوان ليشهد تعامد الشمس على وجه رمسيس في معبد أبو سمبل، وبالتالي لم ينعقد المؤتمر الصحفي المعهود سنويا للتحدث عن موسم العمرة الماضي وتوقعات المقبل، أو رصد تطور السياحة العربية الوافدة إلى مصر، وأناب عنه رئيس هيئة تنشيط السياحة سامي محمود لافتتاح الملتقى، وسط انعدام لتغطية الإعلام السياحي للحدث مقارنة بالسنوات الماضية، والسؤال ما علاقة رئيس الهيئة الموسم العمرة؟!، فمن باب أولى حضور رئيس قطاع شركات السياحة بالوزارة والذي يتولى ضمن مسئولياته الإشراف على ملف الحج والعمرة.

 

فضلا عن عدم حضور ممثلي لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة لعدم اعترافهم بجدوى الملتقى، وفقا لتصريحات باسل السيسي رئيس اللجنة لموقع "ترافل يالا" الذي أكد أن الملتقى لقاء ودي وتعارف فقط، ويفتح المجال للسماسرة للتواصل مع الشركات والوكلاء السعوديين في هذا التجمع الضخم.

 

ملتقى الود والتعارف والسماسرة

 

واتفق معه عادل شعبان عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، بأن الملتقى سوق للسماسرة التي تزاحم شركات السياحة المعتمدة في نشاطها، والذي يدفع الفاتورة في النهاية المعتمر المصري، كما أنه يجب أن يقتصر الدخول ودعوة أصحاب شركات السياحة المهنيين فقط في اليوم الأول، واليوم الثاني للجمهور، كما يحدث في المعارض الدولية حول العالم.

 

ولكن على الجانب الآخر، بعض العارضين نظرا لتحملهم تكاليف المشاركة في المعرض لا يجدون سوى الإشادة بالإقبال، حيث قال إيهاب عبدالعال رئيس شركة بلومون للسياحة، إن الملتقى جيد وهناك إضافة جديدة، وخاصة أن هذا العام قصر الدخول على أصحاب المهنة ممثلي شركات السياحة، ولم يسمح بدخول ما يقال عليهم المنشطين "السماسرة"، لأنه يحدث بلبلة، وهو ما يسهم في تقييم المعرض وقوته من خلال زيادة العاملين الفعليين في القطاع.

 

أما محمد الزايدي المدير التنفيذي لشركة حمد الزايدي السعودية لخدمات العمرة، والتي تشارك للعام السادس في المعرض، قال إن هناك جديد في الملتقى كل عام، وهو فكرة جيدة للوكلاء المصريين والشركات السعودية للمساهمة في تنظيم سوق العمرة.

 

وفي سياق متصل، اعتبر أشرف صالح المدير العام الإقليمي لشركة دار الإيمان السعودية في مصر الملتقى بأنه فرصة جيدة لتجديد العلاقات ومقابلة الشركات السياحية المصرية، والتعريف بالفنادق في مكة والمدينة المنورة، والاحتكاك بالعملاء.

 

ومن جانبه، أشار أسامة حسن مدير إدارة الفروع بشركة المحمود للسياحة إلى جدوى المعرض، بزيادة عدد الوكلاء السعوديين المشاركين، بما يفتح المجال للتواصل المباشر معهم والتعرف على إمكانياتهم.

 

التوسع على حساب التنظيم

وعلى الجانب الآخر، أوضح عاطف عبدالفتاح مدير عام شركة نيوسكاي ممثل شركة الفوزان السعودية لخدمات العمرة في مصر، أن مشكلة الملتقى هذا العام هي التنظيم، وعدم التزام الجمهور في الحركة رغم أن مواقع أجنحة الشركات أكبر ومواقعها أفضل، وهذا التوسع جاء على حساب السهولة المرورية للزائرين، مشيرا إلى عدم القدرة على قصر الدخول على الشركات فقط، وهو ما أدى إلى تزاحم شديد وحركة أصعب.