اشتياق المصريين للعمرة يتحدى أحداث الحج وتوقعات بزيادة الإقبال

خبراء: اختلاف المناسك يقلل التكدس.. وموسم المولد النبوي الأعلى طلبا

باسل السيسي: أتخوف من استيعاب المطارات والخدمات لأعداد المعتمرين التي تستهدفها السعودية . 

الموسم الماضي سجل أكثر من مليون معتمر مصري ومتوقع ارتفاع العدد

 

يترقب المصريون موسم العمرة الجديد الذي يستوعب أحلامهم لزيارة بيت الله الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، نظرا لأن فريضة الحج تتسم بمحدودية الفرص وارتفاع الأسعار، ورغم ما شهده موسم الحج المنصرم من أحداث غير متوقعة، أبرزهم حادث تدافع المشاعر في "مِنى"، التي راح ضحيته الآلاف من الحجاج، سجل المصريون منهم 181 متوفى، و53 مفقودا إلى جانب المصابين، وفقا للإحصائيات الرسمية من السفارة المصرية بالسعودية، وقبلها سقوط رافعة الحرم ضمن مشروع التوسعات، إلا أن شركات السياحة أكدت عدم تأثير تلك الأحداث في إقبال المصريين على موسم العمرة المقبل، خاصة بدايته في المولد النبوي الشريف.

 

في هذا السياق، قال باسل السيسي رئيس لجنة السياحة الدينية وعضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة، لموقع "ترافل يالا" إن أحداث "منى"، وسقوط رافعة الحرم لها تأثير نفسي سلبي على المعتمرين والحجاج، ولكنها تزول سريعا، لأن الروحانيات والجانب الديني لدى المصريين تغطي على هذه الأحداث ويكون تأثيرها لحظياً، ولن تؤثر على حجوزات موسم العمرة.

وأضاف أنه يجب ألا نتغاضى عن الأخطاء ونعالجها في المواسم المقبلة، حيث أنه ليس حادثا عابرا، لتأثيره السلبي الملحوظ على المنظمين والحكومات، مشيرا إلى أن هناك سلبيات كثيرة في التنظيم، وجاء الأمر في صالح وزارة الحج لمراجعة بعض خطط العاملين بها، في التنقلات والتفويج، واثقاً بأن السلطات السعودية ستعيد النظر في ذلك.

وأشار السيسي إلى أنه رغم تراجع عدد الوكلاء السعوديين على مدار سنوات تدريجيا من 200 إلى 48 وكيلا، في ظل تزايد أعداد المعتمرين، إلا أنه لا يؤثر على جودة الخدمات أو يتوقف عليه نجاح الموسم، بل توقع زيادة عدد الوكلاء، في ظل القفزة المنتظرة خاصة بعد قرار المملكة العربية السعودية بزيادة عدد المعتمرين من 500 ألف معتمرا إلى مليون و250 ألف معتمرا شهريا، ولكن القلق من مدى استيعاب المطارات ووسائل النقل الداخلية لهذه الزيادة الضخمة المستهدفة.

وكشف السيسي أن عدد المعتمرين المصريين بلغ مليون و63 ألف معتمر خلال موسم العمرة العام الماضي 1436هـ، مقارنة بـ950 ألف معتمر في العام السابق له، ومصر من أعلى الدول إقبالا على العمرة، لافتا إلى أنه على الرغم من ارتفاع أعداد المصريين العام الماضي إلا أنه لم يفي طلب الراغبين لأداء العمرة، والنظام الجديد يتيح الفرصة لزيادة الأعداد، وتوسعة الحرم ستصبح جاهزة لاستقبال المعتمرين.

 

"المولد النبوي" يتفوق على "رمضان"

 

ويبدأ الموسم مع بداية عمرة المولد النبوي الأعلى إقبالا العام الماضي مقارنة بالمواسم الأخرى مسجلاً 704 ألف معتمر مصري، خلال الفترة من شهر ربيع الأول حتى 25 جمادى الآخرة، يليه موسم عمرة شهر رمضان الذي شهد 146 ألف معتمر مصري، وهذه الفترة تمثل أعلى كثافة تواجد للمعتمرين في توقيت محدد لذلك يطبق نظام الحصص في إصدار التأشيرات واشتراط اللالتزام بتنفيذ برنامج محدد المدة.

 

وأصبح موسم عمرة المولد النبوي مؤخرا أكثر ذروة وطلبا من قبل المصريين مقارنة بشهر رمضان، وهذا العام له طابع خاص لتزامنه مع أجازة منتصف العام الدراسي مما يشجع الإقبال على برامج العمرة خلال تلك الفترة، وهذا الموسم يبدأ من منتصف ديسمبر إلى منتصف فبراير.

 

وعلى جانب آخر، أوضح السيسي أنه على الرغم من استمرار مشروع توسعات الحرم المكي الذي أثر على مدار سنوات بتراجع الطاقة الفندقية المتاحة بمكة إلا أنه ليس هناك مشكلة لتوافر البديل للمزيد من الغرف في مكة، ولكن فقط ستكون بعيدة عن الحرم بالنسبة لبعض المعتمرين، أما فنادق المدينة كانت تبلغ طاقتها نحو 270 ألف سرير، وفي ظل عمليات هدم لبعض الفنادق، ستصبح نحو 250 ألف سرير، وجاري إيجاد حلول فنية لذلك، مثل زيادة مدة الإقامة في مكة وتقليلها في المدينة.

 

وفي سياق متصل، أكد أشرف شيحة رئيس مجموعة شركات "الطيار" للسياحة والسفر في مصر، على عدم تأثر موسم العمرة المقبل بالأحداث الطارئة التي شهدها موسم الحج المنقضي، مضيفا أن إعلان السلطات السعودية لنتائج التحقيقات الجارية عن أسباب الحادث ومدى وجود تقصير في التنظيم، يسهم في تفادي أي عقبات أو مشكلات قد تحدث، خاصة بعد قرار الزيادة الكبيرة في أعداد المعتمرين شهريا، لافتا إلى عدم تأثير الأحداث على تغيير أسعار الخدمات في التعاقدات للموسم الجديد مع الوكلاء السعوديين.

 

وأوضح شيحة أن طبيعة موسم العمرة تختلف عن الحج في عدة محاور أبرزها أن رحلاتها موزعة على مدار 8 شهور في العام، ولا يوجد تجمع بالملايين في وقت واحد وتعدد للمناسك مثل الحج، ولكنها فقط تشهد الذروة خلال شهر رمضان لاسيما العشر الأواخر، وتكون في حدود الحرم المكي.

 

واتفق معهم عادل شعبان عضو الجمعية العمومية لاتحاد الغرف السياحية، بعدم تأثر موسم العمرة بأحداث الحج، لأن العمرة موسم رئيسي لدى المصريين لا يستطيعون التوقف عن الإقبال عليه، لانخفاض تكلفته ومحدودية المناسك وختلافها يقلل التكدس الذي قد يشهد بعض الحوادث، فضلا عن تعدد فرص وفترات السفر، ولكن في المقابل يجب أن تعيد المملكة العربية السعودية النظر في خدماتها، خاصة مع الزيادة الضخمة التي تستهدفها شهريا في عدد المعتمرين التي تصل إلى 3 أمثال.

 

وقال شعبان أن توافق دول الخليج مع مصر في الأجازات مع بداية موسم عمرة المولد النبوي الذي يتزامن مع أجازة منتصف العام الدراسي، يمكن أن يؤدي إلى بعض المشكلات لكثافة الإقبال، في حالة عدم تقديم خدمة وتنظيم ذات مستوى عالي، وتفادي أخطاء التزاحم في موسم الحج الماضي، مشيرا إلى أن انتهاء توسعات الحرم مع حلول برامج العمرة في رجب وشعبان ورمضان يزيل أزمة التكدس.

 

وطالب شعبان وزارة السياحة بتطبيق نظام كوتة العمرة بالاشتراك مع الجانب السعودي، بحيث يتم تحديد حصة لكل وكيل سعودي، ليستطيع الالتزام بتطبيق مستوى عالي من الخدمة، بالإضافة إلى وضوح برنامج العمرة كاملا، ليكون من حق كل شركة سياحة مصرية تنفيذ 10% من حجم نشاطها في موسم العمرة منذ بدايته حتى شهر رجب، وهذا يتم تطبيقه في السعودية، ويجب أن يطبق في مصر، لغلق الباب أمام تجارة تأشيرات العمرة من قبل الوكلاء مما يؤدي لارتفاع أسعار البرامج.