رحلات الأقصر وأسوان الوجهة الأولى للمصريين في الشتاء المقبل

 

تقدر بـ1500 جنيه تقضي 5 أيام في رحلة نيلية 5 نجوم إقامة شاملة بالمزارات

 

اهتمام كبير من الفنادق والشركات بعروض السياحة الداخلية لتعويض الركود

رحلات الجنوب إلى أغنى مدن العالم بالآثار وهما مدينتي الأقصر وأسوان، لم تعد مجرد رحلات ثانوية ولكنها أصبحت برامج أساسية للمصريين خلال الشتاء، لاسيما الموسم المقبل التي تتركز في الفترة من أول ديسمبر وحتى منتصف فبراير، خاصة خلال أجازة منتصف العام الدراسي.

 

وهذا التطور الملحوظ في حجوزاتوإقبال المصريين على تلك الرحلات سببه اهتمام الشركات السياحة بتنظيم برامج للسياحة الداخلية تستهدفهم، وفي ظل معاناة السياحة الثقافية من تراجع السائحين الأجانب منذ ثورة يناير 2011، جعل الفنادق العائمة والثابتة تقدم أسعارا خاصة تنافسية وجاذبة تناسب الوضع الاقتصادي للمواطن المصري، حتى أنها تصل إلى 1500 جنيها في الفنادق العائمة فئة 5 نجوم إقامة شاملة لمدة 5 أيام، وعلى الجانب الحكومي بدأت وزارة السياحة ممثلة في هيئة تنشيط السياحة بإطلاق مبادرات وتقديم الدعم المادي لها لتنشيط السياحة الداخلية إلى تلك المدن، منذ نهاية عام 2014.

 

في هذا السياق، قال معتز صدقي مدير عام شركة "ترافكو هوليدايز" للسياحة، إن السياحة الداخلية موسمية ومرتبطة بأجازات الجامعات والمدارس والعطلات الرسمية، وهو ما يرفع الإقبال بشكل ملحوظ على عدد من المدن وفقا لمناخ كل منطقة.

 

وأكد لموقع "ترافل يالا"، أن هناك إقبال قوي على رحلات مدينتي الأقصر وأسوان خلال الموسم السياحي الشتوي المقبل من قبل المصريين، لدرجة أن الموسم تحول من مجرد عروض لتعويض الخسائر وتحريك الركود، إلى أن أصبح يخضع لآليات السوق "العرض والطلب"، إذ تقسم الفنادق أسعار الإقامة وفقا لتوقيت الحجز، حيث يختلف "الويك إند" أيام الخميس والجمعة والسبت، الأعلى سعرا، عن وسط الأسبوع ذات الأسعار العادية.

 

وتوقع صدقي أن المشكلة التي ستواجهها الشركات السياحية في كثافة الإقبال، هي عدم توافر عدد كافي من الفنادق العائمة لتنظيم رحلات نيلية بين المدينتين، لتوقف عدد كبير منها في ظل ضعف الحركة السياحية الوافدة، منذ ثورة يناير 2011.

 

وأشار إلى أن حجوزات المصريين على الرحلات تكون قبل موعدها بأسبوعين أو 10 أيام، لتوافر العروض ومنافسة الشركات والفنادق لاستقطاب المصريين، لافتا إلى الإقبال الشديد من قبل العائلات، مؤكدا أن "المصري ممكن تكسب منه كتير".

 

وأوضح أن حجوزات الإنترنت المباشرة مع الفنادق، دون وجود شركة سياحة لا تختلف كثيرا عن عروض الشركات، ولكن الأخيرة تتميز بعمل "باكيدج" يشمل الإقامة والسفر ورحلات ترفيهية وبحرية، وبأسعار أفضل بكثير من التحرك بشكل فردي.

 

ومن جانبه، قال الخبير السياحي ثروت عجمي الرئيس السابق غرفة شركات السياحة بالأقصر، إن الفنادق العائمة تستعد حاليا لحجوزات المصريين خلال موسم الشتاء المقبل، والتي بدأت أن تشهد إقبالا كبيرا من الآن، إذ تم إبرام حجوزات فعلية لرحلات تبدأ من أول ديسمبر إلى منتصف فبراير، على نحو 40 مركبا يقومون برحلات نيلية بين المدينتين "نايل كروز".

 

وأرجع السبب إلى اهتمام شركات السياحة والفنادق العائمة بالسياحة الداخلية للمصريين، وتقديم أسعار جاذبة ومناسبة لهم، والتي لن تزيد بالقدر الملحوظ مقارنة بالعام الماضي، حيث يبلغ متوسط أسعار فئة 5 نجوم 250 جنيها لليلة الواحدة إقامة كاملة شاملة المزارات وتصل إلى 300 جنيها، أما فئة 4 نجوم تتراوح بين 200 إلى 250 جنيها.

 

وأشار إلى إقبال المصريين على الفنادق فئة 5 نجوم، خاصة العائمة تليها الثابتة، لافتا إلى أن تخفيض الأسعار يؤثر بالتأكيد على جودة الخدمة، ولكن اقتصاد المصريين لا يسمح بالأسعار السياحية المرتفعة، حيث يبلغ متوسط تكلفة إجمالي الرحلة "نايل كروز" 5 أيام/ 4 ليالي نحو 1500 جنيها.

 

"مصر في قلبونا" تحتاج التعديل

ومن ناحية أخرى، قال مدير عام شركة "ترافكو هوليدايز"، إن نجاح أو استمرار فشل مبادرة "مصر في قلوبنا" التي تطلقها هيئة تنشيط السياحة يتوقف على مدى الاستمرار في أسلوب إدارتها التقليدي والاحتكاري في حصل تعامل الشركات مع شركتي مصر للطيران للسياحة "الكرنك"، ومصر للسياحة، فضلا عن اختيار المدن وفقا للموسم وليس بشكل عشوائي، كما حدث وفشلت في الأقصر وأسوان لاستمرارها في المرحلة السابقة حتى نهاية سبتمبر "في عز الحر"، فضلا عن عدم مشاركة الشركات أو الفنادق في الحملة الإعلانية التقليدية لها.

 

واتفق معه، ثروت عجمي في فشل تلك المبادرة، وعدم مشاركة الفنادق بها لأن توقيتها كان غير مناسب، لارتفاع درجة الحرارة في الجنوب بما لا يتحمله أحد خاصة في أجواء رحلة ترفيهية، متوقعا أن يكون حظ المبادرة في المرحلة المقبلة خلال موسم الشتاء أفضل كثيرا، فضلا عن تفادي خطأ الاحتكار بعد إعلان هيئة تنشيط السياحة وفقا لما نشره موقع "ترافل يالا" في تقرير سابق، عن فتح المجال لمشاركة شركات السياحة وعدم حصر الحجوزات في إطار المبادرة على شركتي "الكرنك" و"مصر للسياحة".