انطلاق مؤتمر الاتحاد الفيدرالي الدولي للمراقبين الجويين لأفريقيا والشرق الأوسط بالقاهرة
تم النشر:الثلاثاء 22 أكتوبر 2024

كتب: أكرم مدحت
تم النشر:الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
وزير الطيران: نعزز تبادل الرؤى والخبرات حول أحدث الأنظمة التكنولوجية لزيادة الكفاءة وتحسين أداء أنظمة المراقبة الجوية
افتتح أمس الدكتور طيار سامح الحفني وزير الطيران المدني، وفيستوس كييامو وزير الطيران وتطوير الفضاء الجوي بجمهورية نيجيريا الفيدرالية، أعمال المؤتمر الإقليمي للاتحاد الفيدرالي الدولي للمراقبين الجويين في دورته الـ35، والذي تستمر فعالياته حتى 23 أكتوبر الجاري، وذلك بحضور الطيار منتصر مناع نائب وزير الطيران المدني، وأكثر من 120 مشاركا من 32 دولة من إفريقيا والشرق الأوسط، وعدد من ممثلي جمعيات اتحادات المراقبة الجوية من 47 دولة على مستوى القارة الأفريقية، فضلا عن العديد من المنظمات الدولية والمحلية المتخصصة.
ويأتي انعقاد المؤتمر في دورته الحالية بالقاهرة، انطلاقا من الدور المحوري الذي تحظى به مصر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في مجال الطيران المدني وبخاصة مجال الملاحة الجوية.
ومن المقرر أن يتم مناقشة العديد من الموضوعات الهامة خلال جلسات المؤتمر؛ من بينها: سُبل تحسين الملاحة الجوية، والاعتماد على أحدث التقنيات المستخدمة في مجال المراقبة الجوية، واستعراض التحديات التي تواجه صناعة الطيران المدني، فضلًا عن تعزيز أوجه التعاون الدولي في مجال المراقبة الجوية، كما سيساهم المؤتمر في رفع مستوى السلامة من خلال تبادل الرؤى والخبرات حول أحدث الأنظمة التكنولوجية واستخدام أفضل الممارسات، لزيادة الكفاءة وتحسين أداء أنظمة المراقبة الجوية، بالاضافة إلى تطوير المهارات عن طريق توفير فرص التدريب والتطوير الدائم لمراقبي الحركة الجوية.
وفي كلمته، قال وزير الطيران المدني المصري إن استضافة مصر للمؤتمر في دورته الحالية جاءت بعد ما يقرب من 43 عاما حيث تم استضافته آخر مرة بمصر في عام 1981، مؤكدا أن المؤتمر يأتي في ضوء حرص الدولة المصرية على دعم جهود التعاون الوثيق مع جميع دول القارة، وانطلاقا من أهمية الوحدة الإقليمية في مواجهة التحديات العالمية لهذا المرفق الحيوي.
وأكد على التزام وزارة الطيران المدني المصري بدوره المحوري في دعم وتطوير جميع القضايا المتعلقة بمجالات النظم والسلامة الجوية والاطلاع على كل الدراسات والأبحاث الحديثة والتقنيات المتطورة، بما يحقق الاندماج والتكامل الإقليمي ويلبي تطلعات شعوب القارة السمراء نحو تحقيق أهداف التنمية الشاملة ولبناء مستقبل أكثر أمنا وسلامة لصناعة الطيران المدني، مضيفا أن هذا المؤتمر يعد فرصة واعدة لتبادل الخبرات ومناقشة التحديات المرتبطة بالسلامة الجوية، وتعظيم الاستفادة من إمكانيات وقدرات الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة الحركة الجوية، هذا إلى جانب تسليطه الضوء على دور قطاع الطيران المدني المصري لدعم وتمكين المرأة المصرية في مختلف القطاعات مما يسهم في توفير بيئة عمل متكافئة وأكثر فعالية.






وفى ختام كلمته، أعرب الحفني عن تمنياته بنجاح المؤتمر وأن يحقق جميع المشاركين الاستفادة المرجوة والخروج بتوصيات فعالة ومثمرة تُسهم في تحقيق مستقبل أفضل وأكثر أمانًا في مجال النقل الجوي، متمنيًا للمشاركين قضاء أوقات طيبة بالقاهرة والاستمتاع بمعالمها الأثرية وعراقة حضارتها الفرعونية القديمة.
حضر الجلسة الافتتاحية كل من الطيار عمرو الشرقاوي رئيس سلطة الطيران المدني، والمهندس أيمن عرب رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية والمهندس يحيى زكريا رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، والطيار عزت متولي رئيس الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران، والكابتن إيهاب محي الدين رئيس الشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية، وعدد من قيادات وزارة الطيران المدني وشركاتها التابعة.

ومن جانبه، أعرب فيستوس كييامو وزير الطيران وتطوير الفضاء الجوي بجمهورية نيجيريا الفيدرالية، عن سعادته بالتواجد في مدينة القاهرة التاريخية لحضور فعاليات المؤتمر، والذي أفتتحت أولى جلساته بعنوان "الاستثمار في العنصر البشري.. بناء قدرات السلامة للمستقبل"، مشيرا إلى أن مستقبل سلامة الطيران يعتمد بشكل أساسي على قوة رأس المال البشري لدى جميع دول القارة، وتظل سلامة الطيران لها أولوية قصوى، ففي كل عام، يضع أكثر من 4.5 مليار مسافر حول العالم ثقتهم في صناعة الطيران. وهنا في أفريقيا، تدعم صناعة الطيران ما يقرب من 7.7 مليون وظيفة وتساهم بنحو 63 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي.

ولفت إلى أهمية التقنيات المتقدمة في هذا المجال؛ لاسيما الملاحة عبر الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى أن القائمين الحقيقيين على السلامة هم الاشخاص الذين يقفون وراء الأنظمة لخبرتهم وكفاءاتهم في اتخاذ قرارات سريعة، فضلا عن قدرتهم على التكيف بما يحافظ على سلامة وأمن المجالات الجوية.
وأضاف أنه من الضروري أن نزود العاملين في مجال إدارة الحركة الجوية بالمهارات والأدوات اللازمة لإدارة المتطلبات المتسارعة لهذا القطاع الهام، مما يجعلنا نلتزم بالاستثمار في الأشخاص بشكل مستمر، والتركيز على ثلاثة مجالات رئيسية يكون الاستثمار فيهم مطلبًا استراتيجيا وهي، التدريب وبناء القدرات، تعزيز الابتكار والتعاون، والتنوع والشمولية مما يحقق سلامة الطيران بشكل كبير ويدعم التعاون بين أصحاب المصلحة، على المستويين الإقليمي أو العالمي.
وفي سياق متصل، أشاد المهندس أيمن عرب رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، بالجهود المبذولة من جانب الاتحاد الدولي لرابطة مراقبي الحركة الجوية (IFATCA) لتنظيم هذا الحدث الهام، موضحا أهمية التطوير المستمر لأنظمة الاتصال الصوتي (VCCS)، وأنظمة الاتصالات اللاسلكية (VHF)، وأنظمة تسجيل الصوت (VRS) في مراكز الملاحة، بالإضافة إلى تحديث أجهزة الإرسال والاستقبال في المطارات المصرية.
كما أشار عرب إلى أهمية العنصر البشري في منظومة الملاحة الجوية كونهم الثروة الحقيقية، وحجر الأساس داخل منظومة العمل، خاصة مراقبو الحركة الجوية والتي تتطلب طبيعة عملهم الدقة والمهارة العالية، وهو ما أثبتوه من كفاءة وحرفية عالية خلال تعاملهم في إدارة الحركة الجوية بالمجال الجوي المصري، لاسيما في ظل الظروف الاستثنائية التي شهدتها المنطقة من كثافة عالية في التشغيل خلال الفترة الماضية، حيث كان لهم دور فعال في ضمان سلامة حركة الطيران في الأجواء.
ومن جانبه، أوضح أحمد أبا، رئيس الاتحاد الدولي الفيدرالى للمراقبين الجويين أن المؤتمر يعد منصة فعالة للتعاون وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات التي تؤثر على المراقبين الجويين، وأنظمة إدارة الحركة الجوية (ATM) في المنطقة، مشيرا إلى الدور الحيوي الذي يلعبه الاتحاد، بوصفه منظمة تلتزم بتعزيز مجال مراقبة الحركة الجوية وحمايتها، لاسيما في ظل التغيرات السريعة في مجال التكنولوجيا والأنظمة المتطورة، وهو ما تعكسه جلسات المؤتمر نحو التزامها وحرص الاتحاد نحو تنمية الكفاءات البشرية لمواجهة التحديات المستقبلية في قطاع الطيران ولضمان سلامة الأجواء.
كما أشار الكابتن محمد عبد المنعم رئيس مجلس إدارة نادي ضباط المراقبة الجوية المصري عن تقديره لتنظيم ورعاية نادي ضباط المراقبة الجوية لهذا الحدث الإقليمي الهام، مؤكدا على أهمية العمل المشترك لتعزيز قدرات الأفراد وبناء قدرات السلامة المستقبلية، والسعي الدائم لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لإدارة المجال الجوي؛ موجها الشكر والتقدير لوزيري الطيران المدني المصرى والنيجيري على دعمهم الكامل للحدث وحضورهم المشرف في افتتاح جلسات المؤتمر، والذي يعد فرصة هامة لخلق منصة تحاورية تتبادل فيها الرؤى ويتم من خلالها تشجيع التعاون البناء بين جميع الدول الأعضاء بالاتحاد، كما أثنى على دعم الرعاة والشركاء والمساهمين والمتحدثين الرئيسيين وأعضاء اللجان الحوارية على مساهماتهم القيمة.
وعقب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، قام كل من وزير الطيران المدني المصري ونظيره النيجيري بجولة تفقدية للمعرض المقام على هامش فعاليات المؤتمر للوقوف على الخدمات والأنشطة التي تقدمها الشركات المشاركة والراعية للمؤتمر.

