جزيرة "ألفونس" في سيشل ملاذ نموذجي للسائحين.. والليلة بـ1000 دولار

قد تبدو جزيرة "ألفونس" في سيشل بمثابة ملاذ نموذجي في جزيرة صحراوية تحتضن شواطئ رملية بيضاء، وأشجار النخيل المتمايلة، والشعاب المرجانية، ومسطحات رملية تعج بالحياة البحرية، وذلك وفقا لما جاء في موقع (CNN) بالعربية.

 

وتشمل الجزيرة فندقا فخما به أكواخ شاطئية مذهلة يصل سعرها إلى ما يزيد عن 1000 دولار في الليلة الواحدة. وتعد "ألفونس"، الواقعة في الجزر الخارجية لسيشل، موطنا لمشروع استدامة رائد وواسع النطاق.

 

ويعتبر كيث روز-إينيس، مسئولا عن الاستدامة في الجزيرة. وأشرف كمدير على التحول الذي وضع الممارسات الصديقة للبيئة في جوهرها. ويشهد هذا المشروع تزويد المطاعم الخاصة بالجزيرة بالفواكه، والخضروات المزروعة عضويا، إضافة إلى عقارات Blue Safaris الأخرى في الجزر المرجانية "Astove"، و"Cosmoledo"، و"Farquhar"، و"Poivre". وأوضح "روز-إينيس" أن الهدف من ذلك هو خفض الأميال الغذائية وانبعاثات الكربون في هذه العملية.

 

تغيير هائل في قواعد اللعبة

 

ووفقا للبنك الدولي، استوردت سيشل في عام 2021، جميع الخضروات من الهند، والإمارات العربية المتحدة، والبرتغال، وتونس، وتركيا. لذلك، ركز "روز-إينيس" على تنمية منشآتهم الخاصة. ويقول إن مزرعتهم (The Farm) تعمل وفقا لتقويم موسمي، حيث تزرع كل شيء بدءا من الموز، والتين، والليمون، إلى الشمندر، والخيار، والقرع، والملفوف الصيني.

 

ومع وجود الملح في التربة على عمق 30 سنتيمترا فقط، اضطر "روز-إينيس" مع المزارعين إلى عمل خطط لازدهار المحاصيل. وتنتج المزرعة الموجودة في جزيرة "ألفونس "حاليا 27.6 طن من الفواكه، والخضروات، والأعشاب سنويا، بمتوسط إنتاج شهري يبلغ 2.3 طن.

 

الارتقاء بالاستدامة إلى أبعد من ذلك

 

وقد أدت هذه المبادرة إلى وصول جزيرة "ألفونس "إلى التصفيات النهائية في حفل توزيع جوائز Star Sustainability Initiative Awards لعام 2023. ومع ذلك، كان "روز-إينيس" يتطلع إلى الذهاب لأبعد من ذلك في موضوع الاستدامة.

 

ويتبع بدوره قاعدة صارمة بشأن عدم استيراد المياه المعدنية والزجاجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد إلى الجزيرة. وتتم تحلية المياه العذبة أو ضخها من الأسطح بعد هطول الأمطار، ونقلها إلى مضخة مركزية لسقي المزرعة. ويوجد أكثر من 2000 لوح شمسي يوفر 80% من طاقة الجزيرة. ويؤمن "روز-إينيس" بأهمية الصيد بشكل مستدام، بعيدا عن الشعاب المرجانية ومناطق الغوص، حيث يبحث الفريق عن أنواع الأسماك الموجودة بكثرة.

 

ويوجد بالجزيرة فريق من العلماء والمدافعين عن البيئة الذين يكرسون جهودهم للحفاظ على المياه والمسطحات الرملية الهشة التي تجعل البيئة رائعة للغاية. ويساعد هؤلاء العلماء، من جمعية الحفاظ على الجزيرة، على توجيه الطريق أمام "روز-إينيس" وموظفيه لاتخاذ أفضل القرارات للمنطقة.