منتجع بيئي في منغوليا يوفر للسائحين تجربة الحياة البدوية والبرية المنعزلة.. بالصور والتفاصيل

يقدم منتجع Three Camel Lodge البيئي في بولجان بمنطقة غوبي بمنغوليا (أي الصحراء)، التي تعتبر واحدة من أكثر الأماكن النائية على وجه الأرض، تجربة الحياة البرية المنعزلة، وذلك وفقا لما جاء في موقع (CNN) بالعربية.

 

وبعيدا عن الحضارة، يسعى النزل لمنح الزوار نظرة أصيلة حول نمط الحياة البدوية التقليدية في منغوليا، حيث يعيش مجتمع من الأشخاص على هضبة آسيا الوسطى، ويعتمدون في عيشهم على الماشية الأليفة.

 

ورغم انتفاء الكثير من الثقافات البدوية في العالم، إلا أنها لا تزال تمثل جزءا أساسيا من الحياة المنغولية، حيث يشكل البدو حوالي ربع سكان البلاد البالغ عددهم أكثر من 3 ملايين نسمة.

 

ويتألف النزل من 24 غرفة، عبارة عن مساكن مستديرة شبيهة بالخيام، ومصنوعة من الخشب، واللباد، والحبال، وهي مواد مرنة بدرجة كافية يمكن حملها، وسهلة التجميع، وقوية بما يكفي لتحمل هبوب رياح الصحراء القوية.

 

والتصميم بسيط في الداخل، ويتكون من قطع أثاث خشبية وقطع تزيينية أخرى. لكن كل واحدة منها تحتوي على كماليات لا نجدها في منازل البدو عادة، مثل الحمام الخاص المزود بالمياه الجارية، والكهرباء التي تعمل بالطاقة الشمسية. ويحتوي The Three Camel Lodge أيضا على مطعم في الموقع وحانة (مع مجموعة واسعة جدا من الويسكي)، إضافة إلى منتجع صحي فاخر.

 

كيف ولدت فكرة نزل الجمال الثلاثة؟

 

The Three Camel Lodge فكرة رجل الأعمال المنغولي الأمريكي، جالسا أوروبشوروف، البالغ من العمر 68 عاما اليوم، الذي ترعرع منذ طفولته في الولايات المتحدة في ستينيات القرن العشرين، وكان يحلم بالمناظر الطبيعية المثيرة في منغوليا. وبفضل قصص والده الملونة والمشوقة، تغلغلت ثقافة البلاد في وجدانه.

 

وفي مقابلة مع CNN، قال أوروبشوروف الذي ولد والده في كالميكيا، وهي حاليا منطقة تقع في جنوب روسيا: "يمتلك المنغوليون نظاما دقيقا جدا للتتبع الجيني.. يمكنك إلى حد كبير تحديد المنطقة الجغرافية التي نشأت فيها قبيلتك وأسلافك ضمن نطاق 100 ميل". ولفت إلى أن "والدي روى لي ذلك وأنا أكبر في وسط نيوجيرسي".

 

وفي مطلع تسعينيات القرن الماضي، عندما فتحت منغوليا حدودها أمام السياح الدوليين، تمكن أوروبشوروف من زيارتها للمرة الأولى. وأشار إلى أنه شارك في "العديد من حفلات الزفاف المنغولية في نيوجيرسي، لكن كان هذا هو الحد الأقصى. في حين أن الزيارة أثارت الكثير من الصور المختلفة". وتابع: "تمكنت من الخروج إلى الريف وألتقي بأحد الرعاة، والإقامة في بعض مخيمات الجير.. لقد كانت تجربة مذهلة".

 

وبعد فترة وجيزة، كلفه رئيس وزراء منغوليا بجلب المزيد من السياح من الغرب. وفي عام 1992، أسس شركة لخدمات السفر، Nomadic Expeditions، التي وفرت الجولات في منغوليا وبلدان أخرى.

 

يتذكر أن الأمر "استغرق عامين كي أتمكن من إحضار أي شخص للزيارة". وفي عام 2002، قرر أوروبشوروف بناء شيء أكثر استدامة في منطقة غوبي، ومن هنا نشأ نزُل Three Camel Lodge.

 

أرض الديناصورات والمنحدرات المشتعلة

 

تعرف منطقة غوبي بأنها أرض الديناصورات، وهي جزء لا يتجزأ من الثقافة المنغولية. ويبعد The Three Camel Lodge نصف ساعة فقط بالسيارة عن بايانزاغ، أحد أهم مواقع حفريات الديناصورات في العالم.

 

ففي بايانزاغ، أعلن عن أول اكتشاف معترف به علميا لبيض الديناصورات قبل قرن مضى. وأطلق عالم الحفريات روي أندروز اسم "المنحدرات المشتعلة" على الموقع، أثناء العثور على الأعشاش مع فريقه من المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في عشرينيات القرن الماضي، وذلك تيمنا بالحجارة الرملية الحمراء التي يبدو أنها تنبض بالحياة عند غروب الشمس، فتحول الموقع إلى منطقة ملتهبة تكتسي باللون الأحمر. وما زالت أعمال الحفر بحثا عن الديناصورات مستمرة حتى اليوم.

 

وقال بوياندلجر جانباتار المدير المحلي لـNomadic Expeditions والمرشد السياحي الرئيسي، لـCNN، إن "هذا المكان غامض حقا.. إنه ينطوي على نوع من السرية والعزلة. إنه حقا مكان خاص بالنسبة لي".

 

وعند الحديث عن الكثبان الرملية، هناك منطقة جذب شهيرة أخرى يمكن الوصول إليها من النزل وهي Moltsog Els التي تبعد 15 دقيقة فقط بالسيارة. ورغم كونها في الصحراء، فهي واحدة من المناطق القليلة في منطقة غوبي المنغولية المغطاة بأكوام الرمال.

 

هنا، يمكن للضيوف استكشاف الكثبان الرملية سيرا على الأقدام، أو استئجار جمل من إحدى عائلات الرعي المحلية في جميع أنحاء المنطقة. بالإضافة إلى الكثبان الرملية والمنحدرات الحجرية الحمراء، تشتهر منطقة غوبي أيضا بمساحاتها الخضراء. فوادي يول يبعد ساعة بالسيارة عن النزل، وأنشئ أساسا للحفاظ على حياة الطيور، وبينها نسر "يول"، أو النسر الملتحي.

 

يمكن للضيوف أيضا القيام برحلة إلى منتزه Gobi Gurvan Sakihan الوطني المحمي، والغني بالتنوع البيولوجي، من الغزلان البيضاء، إلى الفهود، والنسور الذهبية. ويمكن استكشاف الوادي سيرا على الأقدام أو على ظهور الخيل، وفي الصيف، يمر جدول صغير عبر المضيق العميق والضيق.

 

رائدة الاستدامة

 

ومع هذه الطبيعة البكر في كل مكان، اعتبر مبدأ الحفاظ عليها أمرا بالغ الأهمية. ونظرا لوجود النزل في منطقة نائية جدا، كان مهما بالنسبة لأوروبشوروف وفريقه إنشاء البنية التحتية المناسبة. ولأنه يعتبر رائدا في مجال السياحة المستدامة، يتبع Three Camel Lodge اليوم 3 ركائز رئيسية: الإدارة المستدامة، والحفظ، وتمكين المجتمع.

 

بدأ النزل بالتخلص من الزجاجات البلاستيكية الفردية مستعيضا عنها بتوزيع أكواب معدنية على ضيوفه، قابلة لإعادة الاستخدام. كما قاموا ببناء نظام لإدارة النفايات من الصفر، وتحويل النفايات من مكب النفايات عبر إنشاء دفيئة لتحويلها إلى سماد.

 

وتعمل الألواح الشمسية على تشغيل جميع إضاءة النزل تقريبا. ويتم الحصول على مواد البناء، والأثاث، والديكور من مصادر محلية قدر الإمكان، تبعد 50 ميلا من النزل. وكان جوهريا بالنسبة لأوروبشوروف الاستثمار في السكان المحليين. ويعمل قرابة 30 موظفا منغوليا بدوام كامل في Three Camel Lodge.