معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" الأثري بأستراليا يحقق بيع 100 ألف تذكرة قبل انطلاقه في نوفمبر

وزيري: متوقع أن يجذب المعرض نحو مليون زائر خلال فترة انعقاده بمدينة سيدني الأسترالية

القيمة التأمينية للمعرض تبلغ مليار دولار وإيراداته تكون مناصفة مع المتاحف التي يقام بها

 

أعلن الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن الافتتاح الرسمي للمعرض الأثري المؤقت "رمسيس وذهب الفراعنة" بمحطته الرابعة بمدينة سيدني بأستراليا سيكون في 17 نوفمبر المقبل، وسوف يستمر لمدة 6 شهور، ومن المقرر أن تكون محطته الخامسة هي ألمانيا.

 

جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر صحفي اليوم، بحضور الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، والدكتور ميسرة عبد الله نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف للشئون الأثرية، وعالم الآثار الدكتور زاهي حواس، وجون نورمان رئيس الشركة المنظمة للمعرض، والسفير دومنيك جوه سفير سنغافورة بالقاهرة، ورون تان الرئيس التنفيذي لشركة Neon Global Group المنفذة للمعرض.

 

وفي كلمته، استعرض الدكتور أحمد غنيم تاريخ الملك رمسيس الثاني ونقوشه وقصة الكشف عن تابوت الملك رمسيس الثاني في خبيئة الدير البحري، وتم عرض فيلم قصير عن الملك رمسيس الثاني، معربا عن سعادته باستضافة المتحف لهذا المؤتمر وبمشاركته في هذا المعرض الناجح بإعارة أحد أهم القطع الأثرية المعروضة بالمتحف وهي تابوت الملك رمسيس الثاني، مما يعد إضافة كبيرة لقيمة المعرض لما لهذا الملك من شهرة عظيمة، وما تركه من نقوش وتماثيل ومباني أثرية عريقة بمعابد الأقصر، والكرنك، وأبو سمبل، والرامسيوم وغيرها.

 

وأكد على أن تابوت الملك رمسيس الثاني يعد من القطع الأثرية الفريدة بالمتحف والتى لها عظيم الأثر بين زائري المتحف من المصريين والأجانب، وإن سفر هذا التابوت للمشاركة في المعرض يعتبر خير سفير لمصر القديمة وحضارتها الخالدة.

 

وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي، استعرض الدكتور مصطفى وزيري رحلة معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" منذ افتتاحه بمحطته الأولى خارج مصر بمتحف هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية والتي استغرقت 6 أشهر، شهد خلالها توافد بضع مئات من الزائرين، ثم انتقاله إلى مدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأميركية أيضا والتي شهدت زيادة طفيفة في أعداد الزيارة، إلى أن جاءت محطته الثالثة بقاعة لافييت بالعاصمة الفرنسية باريس والتي شهدت توافد 817 ألف زائر خلال 5 أشهر، محققا نجاحا كبيرا على غرار معرض الملك توت عنخ آمون والذي تم إقامته في عام 2019 بنفس القاعة بباريس وجذب أكثر من 1.4 مليون زائر.

 

ولفت وزيري إلى الاهتمام البالغ الذي يوليه المتحف الأسترالي لاستضافة هذا المعرض والدعاية التي قام بها للترويج للحدث بمدينة سيدني، والذي يشير إلى نجاح المعرض على غرار النجاح الكبير الذي حققه خلال فترة عرضه بقاعة لافيليت بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث يبلغ عدد سكان مدينة سيدني نحو 5 ملايين مواطن، كاشفا أنه من المتوقع أن يصل عدد الزائرين خلال فترة إقامة المعرض إلى مليون زائر، وصرح بأن القيمة التأمينية للمعرض تبلغ مليار دولار، مشيرا إلى أن إيرادات المعرض تكون مناصفة مع المتاحف التي يقام بها.

 

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أنه من المتوقع أن يكون للمعرض مردود كبير وبالغ الأثر في الحركة السياحية الوافدة لمصر من أستراليا، وهو ما شهدته مصر من توافد كبير من السياحة الفرنسية بعد نجاح المعرض هناك.

 

وأوضح أن المعرض يضم بين 181 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف المصري بالتحرير تعود لعصر الملك "رمسيس الثاني"، بالإضافة إلى بعض القطع الأثرية من مكتشفات البعثة المصرية بمنطقة البوباسطيون بسقارة، فضلا عن تابوت الملك الذي يعد من مقتنيات المتحف القومي للحضارة.

 

ومن جانبه، أكد جون نورمان رئيس الشركة المنظمة للمعرض أن هذا المعرض سيحقق نجاحا كبيرا، حيث تم بيع نحو 100 ألف تذكرة حتى الآن قبل افتتاح المعرض بسيدني بحوالي شهر، مثمنا على التعاون المثمر بين وزارة السياحة والآثار والشركة المنظمة للمعرض والذي نشأ منذ عام 2005 منذ تنظيم معرض توت عنخ آمون، آملا في استمرار هذا التعاون وتحقيق المزيد من النجاحات.

 

ووصف عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، في كلمته خلال المؤتمر، الملك رمسيس الثاني بملك كل الملوك، وتعتبر فترة حكمه التي استمرت 66 عاما هي أمجد وأعظم وأقوى عصور مصر، كما أنه عرف باسم "سيد البنائين"، حيث قام بتشييد العديد من الآثار والمعابد والتماثيل والمسلات أكثر من أي ملك آخر في مصر القديمة.

 

كما استعرض أعمال التنقيب الأثري التي يقوم بها منذ عام 2021، على رأس بعثة أثرية داخل مقبرة الملك رمسيس الثاني بمنطقة وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، والتي تعرضت خلال القرون الماضية لعدد من السرقات، والسيول والأمطار الغزيرة التي تسببت في تدمير النقوش وتجمع الأوساخ التي سدت ممرات وغرف المقبرة الداخلية بالكامل.

 

وبعد القيام بأعمال التنظيف للممرات والغرف، استطاعت البعثة المصرية بالكشف عن أسرار هذه المقبرة وطريقة بنائها وتصميمها ونقوشها، من بينها تلك التي صورت عليها فصول من كتاب البوابات وكتاب الإيمي ديوات، مؤكداً على أن مقبرة الملك رمسيس الثاني هي المقبرة الملكية الوحيدة المكتملة بالنقوش والزخارف والهندسة المعمارية في وادي الملوك.

 

وأضاف الدكتور زاهي حواس أنه تم العثور على البئر الخاص بالمقبرة والذي وصل عمقه إلى أكثر من 9 أمتار تحت سطح الأرض، مشيراً إلى أنه يعتبر من أغرب الآبار الخاصة بالمقابر الملكية حيث إنه يعتبر الوحيد الذي يوجد بكل ركن من أركانه 3 نقوش وفصول من كتب العالم الآخر، الأمر الذي يرجح أن للبئر وظيفة دينية. كما تمكنت البعثة المصرية من وضع تصور لحجم الكنوز التي كانت موجودة بالمقبرة باستخدام نظام قياس لحجم الغرف الداخلية بها.

 

وفي نهاية حديثه، أعرب الدكتور زاهي حواس عن تمنياته بافتتاح مقبرة رمسيس الثاني للزائرين بعد استكمال أعمال البعثة الأثرية المصرية بها والتي لازال العمل بها يستغرق الكثير وخاصة داخل حجرة الدفن، آملا في نجاح البعثة في العثور على النفق الذي يربط بين مقبرة ورمسيس الثاني ووالده الملك سيتي الأول.

 

وأشار كيم ماكاي المدير والرئيس التنفيذي للمتحف الاسترالي إلى أن تابوت رمسيس الثاني سيكون أيقونة المعرض، مضيفا أن عرض هذا التابوت الرائع الجمال الذي يعتبر عملا ذو قيمة لا تقدر بثمن، ورمزا قويا لأحد أعظم قادة العالم القديم، هو نجاح كبير للمتحف حيث تعد سيدني هي المدينة الثانية فقط في العالم، بعد باريس، التي سيتم عرض التابوت بها، مؤكدا علـى أنها فرصة رائعة للجمهور الأسترالي لرؤيته في الواقع مع باقي القطع الأثرية المتميزة.

 

تجدر الإشارة إلى أن المعرض يضم 181 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف المصري بالتحرير من عصر الملك "رمسيس الثاني"، وبعض القطع الأثرية الأخرى من مكتشفات البعثة المصرية بمنطقة البوباسطيون بسقارة، بالإضافة إلى مقتنيات عدد من المتاحف المصرية تُبرز بعض الخصائص المميزة للحضارة المصرية القديمة من عصر الدولة الوسطى وحتى العصر المتأخر، من خلال مجموعة من التماثيل، والحلي، وأدوات التجميل، واللوحات، والكتل الحجرية المزينة بالنقوش، بالإضافة إلى بعض التوابيت الخشبية الملونة.

 

وقد بدأ المعرض رحلته في أولى محطاته في نوفمبر 2021 بمدينة هيوستن، ثم محطته الثانية في أغسطس 2022 بمدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم محطته الثالثة في إبريل 2023 بالعاصمة الفرنسية باريس.