"إيرباص" تجري تعديلا في مقصورة الطائرة يوفر للمسافرين مساحة أكبر للأمتعة.. تفاصيل

يقلق الكثير من المسافرين حول إذا كانت أمتعتهم ستصل معهم إلى الوجهة التي يقصدونها أم سيفقدون الحقائب، ونتيجة ذلك، يختار عدد أكبر من المسافرين وضع أمتعتهم في حقائب محمولة على الطائرة، كثير منها ضخمة الحجم وذات عجلات. لكن ماذا تقدم شركة صناعة الطائرات الفرنسية "إيرباص" وشركتها الجديدة "Airspace L Bins" حلا لهذه المعضلة؟

 

كشفت الشركة للمرة الأولى عن مقصورات علوية مصممة خصيصا لهذا الهدف، في شهر مايو، ما يوفر مساحة أكبر للأمتعة في المقصورة بنسبة 60% مقارنة بالأنظمة التقليدية. كيف؟ ببساطة من خلال السماح للمسافرين بتحميل حقائبهم المحمولة عموديا عوض الاضطرار إلى وضعها بشكل مسطح.

 

وصممت الصناديق التي تستوعب حقائب يبلغ حجمها 61 سم (ارتفاع) × 38 سم (عرض) × 25 سم (عمق)، كي تكون قابلة للتحديث والتعديل خلال 3 إلى 5 أيام، وذلك وفقا لما جاء في (CNN) بالعربية.

 

وتقول "إيرباص" إن هذا التعديل، المصنوع من منتجات مركبة خفيفة الوزن للغاية، يعيد استخدام أجزاء كثيرة من الصندوق الأصلي ضمنا الجدار الجانبي والسقف والإضاءة للحد من إنتاج النفايات.

 

ويرجح أن يوافق مضيفو الطيران على المقصورات الجديدة أيضا، لاسيما أنهم سيستكملون إجراءات الصعود إلى الطائرة، مع سماع عدد أقل بكثير من الشكاوى من المسافرين حول عدم وجود مكان لديهم لوضع حقائبهم.

 

وقامت إحدى شركات الطيران بتسجيل طلب تعديل صناديقها. واعتبارا من مطلع عام 2025، تخطط شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" للبدء في تحديث 38 طائرة من طراز A320 باستخدام Airspace L Bins الجديدة التي تنتجها شركة (Elbe Flugzeugwerke GmbH (EFW التي تأخذ من ألمانيا مقرا لها، وهي شركة تابعة لشركة ST Engineering وAirbus.

 

وقال شربل يوزكاتلي، رئيس الخدمات التجارية لدى إيرباص في أوروبا: "نعلم، من خلال التحدث مع عملاء شركات الطيران، أن الصناديق الكبيرة هي حاجة واضحة لتعزيز تجربة الركاب".

 

عالم الأمتعة المعقد

 

ولطالما شكلت الأمتعة قضية مثيرة للجدل ومعقدة في عالم الطيران، سواء كانت الصناديق أكبر أم لا، ولا يبدو أن هذا الأمر سيتغير. فلا يحضر الجميع حقائب صغيرة محمولة على الطائرة بهدف تفادي رسوم الأمتعة المسجلة الإضافية فقط، إذ تفرض العديد من شركات الطيران رسوما إضافية إذا كنت تريد أخذ حقيبة سفر على متن الطائرة أيضا. كما ذكرنا سابقا، يحب بعض المسافرين الراحة التي توفرها لعدم اضطرارهم إلى انتظار حقيبتهم عند العربة لدى الوصول.

 

وربما الأمر يشكل قضية سياسية أيضا. ففي هذا الأسبوع فقط، أفادت التقارير بأن المشرعين في الاتحاد الأوروبي صوتوا لصالح قرار يدعو شركات الطيران إلى التوقف عن فرض رسوم على الركاب مقابل الأمتعة المحمولة ذات الحجم المعقول.

 

لكن ما هو أكيد أن رسوم الأمتعة تشكل مصدر دخل ضخم لشركات الطيران. فبحسب مكتب إحصاءات النقل، حققت شركات الطيران الأمريكية أكثر من 6.7 مليار دولار من إيرادات رسوم الأمتعة، عام 2022.

 

وتبرر بعض شركات الطيران هذه الرسوم بالإشارة إلى الأثر البيئي، فالطائرات الأخف وزنا أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، لذا فإن ردع الناس من جلب الكثير من الوزن الإضافي معهم أمر جيد.

 

ويقول مؤيدو "تفكيك" الأسعار إن الأمر برمته ينجح، فمن يريدون الدفع مقابل أمور إضافية مثل الحقائب المسجلة يمكنهم ذلك، ويمكن لركاب آخرين الإفادة من أسعار أرخص. لكن في نهاية المطاف، وبغض النظر عن تفضيلات المسافر، يتفق معظمهم على أنه إذا كانت الصناديق المصممة بشكل أفضل يمكنها تسريع الوقت الذي نقضيه في الصعود إلى الطائرة والنزول منها، فإننا جميعا نؤيدها.

 

اقرأ أيضا:

الاتحاد الأوروبي يحث شركات الطيران على ضمان إحضار المسافرين أمتعة داخل المقصورة مجانا