مبنى تاريخي في لندن يتحول إلى فندق فخم.. أسعار الغرف الفاخرة تبدأ من 1100 جنيه إسترليني

بقي هذا المبنى مخفيا عن أعين الناس لأكثر من 100 عام، ولكن في غضون أسابيع قليلة، سيفتح مكتب الحرب القديم في العاصمة البريطانية لندن أبوابه أخيرا، بعد عملية تحويل بلغت كلفتها عدة ملايين من الدولارات، وذلك وفقا لما جاء في موقع (CNN) بالعربية.

 

سابقا، كان هذا المبنى مقرا لعمليات القادة العسكريين مثل رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل، وقد أعيد تصميمه ليصبح أول فندق من علامة "رافلز" في المملكة المتحدة، حيث تبدأ أسعار الغرف الفاخرة من 1100 جنيه إسترليني (حوالي 1392 دولارا) في الليلة.

 

ويضم فندق "Raffles London at The OWO" (رافلز لندن آت ذي أو دبليو أو)، 120 غرفة وجناحا، وقاعة احتفالات تتسع لـ600 شخص، وأول منتجع صحي على الإطلاق في لندن يحمل علامة "Guerlain" التجارية.

 

ويعد الفندق، وهو ثمرة تعاون مع المهندس المعماري الفرنسي الراحل تييري ديسبونت، أحد أكثر الفنادق المنتظرة هذا العام. ويصادف أن يكون المبنى أيضا هو الموقع الذي استلهم فيه الكاتب البريطاني، إيان فليمنج، فكرة روايات الجاسوسية لـ"جيمس بوند" أثناء عمله كضابط استخبارات بحرية بريطانية.

 

وقد يتعرف محبو شخصية العميل "007" على بعض المناطق داخل المنشأة، إذ استخدمت كمواقع تصوير للعديد من سلسلة أفلام جيمس بوند مثل "Spectre" (طيف)، بالإضافة إلى الأفلام القديمة مثل "Octopussy" (الأخطبوطي) و"Licence to Kill" (رخصة للقتل).

 

أما العلامة التجارية الفندقية "رافلز"، فقد أنشأها في عام 1887 الإخوة ساركيس من أصول أرمنية، وكانا قد أسسا سلسلة من الفنادق الفاخرة، وسميت نسبة للسير ستامفورد رافلز، الذي يعتبر مؤسس سنغافورة الحديثة.

 

ولكن، لماذا استغرق الأمر وقتا طويلا لوصول العلامة التجارية الفندقية "رافلز" إلى المملكة المتحدة؟. من جانبه، أوضح فيليب ليبوف، المدير الإداري للفندق: "كنا بحاجة إلى المكان الصحيح. وشعرنا أن هذا هو المبنى المناسب له".

 

واكتمل هذا المبنى التاريخي في الأصل خلال عام 1906، وقد خضع لعملية تجديد مدتها 8 سنوات شهدت تجنيد مئات الحرفيين لاستعادة عناصره التاريخية، بما في ذلك ألواح خشب البلوط وأرضيات الفسيفساء المصنوعة يدويا.

 

وبحسب ما ذكره جيل أوهير، مدير المبيعات والتسويق في فندق "رافلز لندن"، فقد كان هناك قدر كبير من الترميم خلال العملية الواسعة لتحويل المبنى التاريخي إلى فندق فخم.

 

ويعد الدرج الرخامي الكبير المبطن بالسجادة الحمراء مع الشعار الأصلي من مكتب الحرب القديم من بين الميزات الإدواردية الأصلية داخل مكان الإقامة، وهو بلا شك أحد أكثر ميزاته اللافتة للنظر والبارزة لالتقاط الصور.

 

وتتدلى فوقه مباشرة ثريا ضخمة مصنوعة خصيصا، بينما توجد ساعة فرنسية ذهبية مذهلة معلقة على الحائط. وأزيلت الحجارة الأصلية بعناية فائقة، ورممت، ثم أعيدت إلى الفناء الداخلي، الذي يفصل الفندق عن المساكن الـ85 التي تشكل جزءا من المبنى.

 

وفي الوقت ذاته، أصبح مدخل الجواسيس الذي كان يستخدم لمرة واحدة، واستخدمه العملاء السريين سابقا، نقطة الدخول الرئيسية لسكان المنازل الفاخرة التي تحمل علامة "رافلز التجارية"، حيث تبدأ أسعار المسكن المكون من غرفتي نوم من حوالي 11.48 مليون دولار.

 

ويضم المبنى ذاته 3 حانات وتسعة مطاعم، بما في ذلك مطاعم مميزة للطاهي الأرجنتيني ماورو كولاجريكو المقيم في الفندق. ومن المقرر افتتاح مطعم على سطح الفندق للطاهي الياباني، إندو كازوتوشي، بمكان الإقامة في وقت لاحق من هذا العام.

 

وفي الوقت ذاته، يضم منتجع "Guerlain" الصحي الفاخر، الذي يمتد عبر 4 طوابق من الفندق المكون من 14 طابقا (7 فوق الأرض و7 تحتها)، 9 غرف علاج بما في ذلك صالون، ومساحات لعلاجات التجميل، وأجنحة مخصصة للأزواج، ومسبح بطول 20 مترا، وحمام سباحة للحيوية، وغرف بخار، وغرف ساونا.

 

وتشهد قاعة الاحتفالات المذهلة بالفندق، والتي يمكن حجزها لإقامة الحفلات وحفلات الزفاف وفعاليات الشركات، ارتفاعا في الطلب. وبينما أن فندق "رافلز لندن" يعد من الفنادق الجديدة التي سيتم إطلاقها في لندن هذا العام، فإن ليبوف يشعر أن موقع المبنى وتاريخه يجعلانه مميزا بشكل خاص.

 

ورغم أن حي وايتهول، الذي يمتد من ميدان ترفلغار إلى بيوت البرلمان، معروف بالمباني الحكومية وليس بالفنادق الفاخرة، إلا أن افتتاح فندق "كورينثيا لندن" من فئة الخمس نجوم في قصر "وايت هول" بعام 2011، أدى إلى تغيير هذه الصورة.

 

وقال ليبوف: "قبل عشر سنوات، كانت منطقة مباني حكومية نموذجية وهادئة بعض الشيء، لكنني أعتقد أنها تتطور بطريقة إيجابية للغاية". وأضاف أنه "ليس مجرد فندق. إنها وجهة كاملة. في أي مكان آخر يمكنك البقاء فيه حيث عمل إيان فليمنج، وكان مصدر إلهام لجيمس بوند؟".