الأماكن التي يمكن زيارتها في ساحل كرواتيا.. مزارات تاريخية وثقافية ومناظر طبيعية

ما أن تذكر دالماسيا، حتى يتبادر إلى الذهن سبليت ودوبرونيك. لكن التوجه شمالا من المنطقة الكرواتية الساحلية يضمن لك الوصول إلى أماكن أقل ازدحاما. ويحتوي ساحل كرواتيا، بدءا من زادار ووصولا إلى تروجير على مزارات مذهلة من التاريخ والثقافة، فضلا عن مناظر طبيعية خلابة، تجتمع في أقل من 90 ميلا (حوالي 144 كيلومترا).

 

وبعيدا عن البر الرئيسي، لابد من الإشارة إلى عشرات الجزر المنتشرة على طول الساحل أيضا. كثير منها غير مأهولة، والبعض الآخر يقصده الأشخاص عندما ينشدون العزلة، وذلك وفقا لما جاء في موقع (CNN) بالعربية.

 

ويمتد منتزه كورنتي الوطني، أحد أكثر المساحات الطبيعية جذبا في كرواتيا، على مساحة 89 جزيرة، وتعيد مدينة زادار الأشخاص إلى العصر الروماني، بينما تأخذهم مدينة شيبينيك إلى زمن حكام كرواتيا في العصور الوسطى.

 

وتعتبر مدينة تروجير التي تحتل بلدتها القديمة جزيرتها الصغيرة، مكانا سحريا محميا من قبل منظمة اليونسكو للتراث العالمي. وبين هذه المدن تنتشر قرى ساحلية ساحرة، وشواطئ منعزلة، ومنطقة داخلية لصناعة النبيذ.

 

زادار ومحيطها

 

وعندما تصل إلى الوسط التاريخي لأقدم مدينة في كرواتيا التي أسستها قبيلة ليبورنيان القديمة واستعمرها الرومان في القرن الأول قبل الميلاد، ستدرك ما يجعل تاريخ هذه البلاد رائعا. وفي ساحة واحدة فقط داخل البلدة القديمة المسورة، ستنغمس في قرون من التاريخ.

 

وتقوم ساحة أوباتيس زيكا (تورجو باتيتشيه تشيكيه،Trg Opatice Čike) على بقايا المنتدى الروماني القديم، حيث استخدمت العديد من أحجاره لبناء كنيسة سانت دونات التي تعود إلى القرن الـ9 بجوارها. وبمحاذاة الكنيسة شيدت كاتدرائية سانت أناستازيا ذات الطراز الروماني.

 

وفي الجهة المقابلة، يقع برج الجرس الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الـ11 بجوار كنيسة القديسة ماري، وهو دير بندكتيني بني في عصر النهضة (ولكن بداخله أجزاء من العصور الرومانية والوسطى). وتم تدمير كل من سانت ماري ومعمودية القديسة أناستازيا أثناء قصف الحلفاء في عام 1943، وكان لابد من القيام بعملية إعادة البناء.

 

لكن التنزه على طول الواجهة البحرية في زادار سيعيدك إلى القرن الـ21، حين تصادف منشأتين فنيتين من تصميم نيكولا باشيتش، وقد أصبحتا من عوامل الجذب الرئيسية. ويمكنك الجلوس على الدرجات الرخامية اللامعة على حافة المياه والاستماع إلى الأصوات المسكونة لـsea Organ، وهي مجموعة من الأنابيب الممتدة تحت المياه التي تعمل بواسطة الأمواج. وبجانبها مباشرة، تقع على العمل الفني المرافق لها، "Greeting to the Sun"، المضاء بألواح زجاجية زرقاء تتوهج ليلا.

 

وبعد زيارتك لسوق الطعام الممتاز في زادار الذي يبعد 5 دقائق سيرا على الأقدام في شارع هرفويا فوكتيتشا هيرفاتينيتشا (ulica Hrvoja Vukčića Hrvatinića)، يكون قد حان الوقت للتوجه إلى الشاطئ.

 

ويمكن اتباع الساحل شمال الوسط مباشرة للوصول إلى شاطئي برويك (Borik) و(Diklo) الملائمين للعائلات، فيما تقع شواطئ المدينة أسفل البلدة القديمة مباشرة، حيث شاطئ كولوفاري الرائع الذي يغص بحانات الشاطئ المفعمة بالحيوية.

 

وإذا كنت تبحث عن تجربة شاطئية كاملة، فتوجه جنوبا وصولا إلى قرية بيبيني، التي تنتهي شواطئها التي يبلغ طولها 3 أميال تقريبا عند أكبر مرسى في كرواتيا. وقبل مغادرة البر الرئيسي، قم بجولة سريعة على بعد حوالي 10 أميال (16 كيلومترا) شمال زادار، في بلدة نين الصغيرة الجذابة.

 

أرخبيل زادار

 

وتثير الجزر العديدة المتناثرة قبالة ساحل زادار الكثير من الاسترخاء في كرواتيا، ويمكن الوصول إلى العديد منها بواسطة العبارة. أما أقرب جزيرتين فهما Ugljan وPašman اللتين تبعدان 25 دقيقة فقط بالقارب، وتصنفان تقريبا ضمن ضواحي زادار. وتمتلئ الضواحي ببساتين الزيتون، وتتخللها خلجان حصوية، وتتقاطع مع مسارات المشي وركوب الدراجات.

 

وتبعد جزيرة Silba نحو 3 ساعات بالعبارة من زادار، وهي واحدة من أبعد الأماكن. وتعد مكانا هادئأ حيث يحظر استخدام السيارات وحتى الدراجات خلال أشهر الصيف. وتقع جارتها الأصغر، أوليب، على خط العبارة ذاته لكن أبعد.

 

ويمكن الاتجاه لحوالي ساعتين غرب زادار بالعبارة السريعة، للوصول إلى جزيرة لوجي أوتوك (Dugi Otok) المتعرجة، وترجمتها "جزيرة طويلة"، ومن ثم القيادة على طول ساحلها للعثور على قرى الصيد الصغيرة، ومخابئ يوغوسلافية عسكرية قديمة للقوارب، وفيلي رات، وهي أعلى منارة في البحر الأدرياتيكي، على ارتفاع 135 قدما. واتبع الدرب المؤدي إلى بحيرة المياه المالحة الداخلية مير، أو "السلام".

 

حديقة كورنتي الوطنية

 

ولطالما استمتع البحارة بالتنقل عبر منتزه كورنتي الوطني، وهو أرخبيل يتألف من 89 جزيرة قاحلة بشكل مخيف، لكنها جميلة بشكل صارخ، وتقع جنوب لوغي أوتوك.

 

وإذا كنت تريد الخروج من الشبكة، فهذا هو المكان المناسب للقيام بذلك. ولا وجود لامدادات مياه رئيسية أو كهرباء في أي مكان على الجزر، فقط مياه الأمطار، والغاز، والطاقة الشمسية. وفي الواقع، لا يقطنها السكان على نحو دائم، باستثناء قطيع الأغنام.

 

وما أن يبدأ الموسم تعود الحياة إلى بعض الجزر، ضمنا Kornati وPriškera وLevrnaka. وتفتح المطاعم والمنازل الريفية للإيجار أمام حشد القوارب، ويوجد أيضا مرسى مجهز جيدا في بريسكيرا.

 

شيبينيك

 

ويغفل غالبية السياح عن واحدة من أعظم مدن كرواتيا، أي شيبينيك. وشيدت في القرن الـ11 من قبل الكرواتيين، وليس الرومان أو اليونانيين، مثل المدن الدلماسية الأخرى. وهي موطن لكاتدرائية القديس ياكوف الرائعة المدرجة ضمن قائمة اليونسكو، وهي أعجوبة من عصر النهضة القوطية، مع إفريز من 71 صورة منحوتة حولها.

 

وحكمها البنادقة بين عامي 1412 و1797، ومن السهل أن يضيع الأشخاص بمتاهة الممرات الرخامية في الوسط التاريخي. أما أسرع مكان يمكن الوصول إليه فهو قلعة القديس مايكل، التي تبعد أقل من 10 دقائق سيرا على الأقدام من الواجهة البحرية، وتنظم حفلات البوب الصيفية في المكان مع إطلالات رائعة على البحر الأدرياتيكي.

 

وعلى بعد حوالي 5 دقائق جنوب القلعة، يمكن إيجاد حديقة البحر الأبيض المتوسط العطرة في دير القديسة لورانس، حيث تنتشر رائحة الخزامى، وإكليل الجبل، والأعشاب البرية خلال الاسترخاء على مقاعد الحديقة.

 

وغالبا ما تستخدم شيبينيك كنقطة انطلاق للزيارات الداخلية إلى حديقة كركا الوطنية، التي تعد شلالاتها مثيرة للإعجاب، مثل تلك الموجودة في متنزه بليتفيتش ليكس الوطني الأكثر شهرة.

 

أما من جهة الشمال فتقع مدينة سكرادين الواقعة على ضفاف النهر على بعد 12 ميلا، وتقع شرقا على طول نهر كركا مرورا بـ7 شلالات هائلة، وأشهرها سكرادينسكي بوك، حيث يتداخل 17 شلالا.

 

كما يمكنك النزول واتباع ممر المشاة لإلقاء نظرة فاحصة قبل الغوص في المساحات الخضراء المورقة التي تحيط بالنهر. ويتوقف القارب عند نقاط مختلفة، ضمنا شلال Roški Slap الهادر ودير جزيرة Visovac.

 

بريموشتن

 

ويجب على عشاق النبيذ الإقامة في مدينة بريموشتن الساحرة، التي تبعد حوالي 18 ميلا (28 كيلومترا) جنوب شيبينيك. ويمكنهم زيارة مصانع النبيذ القريبة المتخصصة في عنب بابيتش الأصلي الذي ينتج نبيذا أحمر ناعما بطعم الفاكهة، وسط مناظر طبيعية ساحرة للتلال المتدحرجة وبساتين الزيتون. ويمكنهم أيضا زيارة ماتوشين أو برْجين.

 

وتقع بلدة بريمشتن القديمة على جزيرتها الصغيرة المتصلة بالمدينة الأحدث بواسطة جسر. وتؤدي أزقتها المتدرجة إلى كنيسة القديس جورج التي تعود للقرن الـ15، ومناظر رائعة الجمال مطلة على البحر الأدرياتيكي. ويمكن البحث عن نتوء صغير يقع شمال البلدة القديمة مباشرة، حيث ترى الشواطئ المرصوفة بالحصى المدعومة بأشجار الصنوبر.

 

تروجير

 

وتقع تيني تروجير القديمة المسورة على جزيرتها الصغيرة، بين البر الرئيسي حيث شيد الجزء الأحدث من المدينة وجزيرة تيوفو (Čiovo) المترامية الأطراف، التي تصطف سواحلها الشمالية والغربية حول المنتجعات الشاطئية. وتربط جسور البر بالجزيرتين وفيما بينهما.

 

ويمكن الوقوف في الساحة المركزية بجوار كاتدرائية سانت لورانس ذات الطابع الروماني، لإدراك سبب إدراج المدينة القديمة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو. ويعتبر المزيج مبهجا من قصور العصور الوسطى والممرات المرصوفة بالحصى، مع ساحات حيث تتوزع في حدائقها الصغيرة، المطاعم، والبارات. ويمكن التجول على طول واجهة ريفا البحرية للوصول إلى قلعة كامرلينجو التي تعود إلى القرن الـ15، حيث تنظم عروض الصيف للحفلات الموسيقية الكلاسيكية والبوب.