وزيرا السياحة الآثار والتعليم العالي يفتتحان متحف قصر الزعفران بجامعة عين شمس

افتتح، صباح اليوم الثلاثاء، أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس، متحف قصر الزعفران الأثري بجامعة عين شمس، وذلك في إطار بروتوكول التعاون الموقع بين المجلس الأعلى للآثار والجامعة منذ أسابيع قليلة، لإبراز ملامح الحضارة المصرية العريقة ونشر الوعي السياحي والأثري بين شباب المصريين.

 

وقال أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، إن زيارة هذا المتحف لن تقتصر فقط على طلاب جامعة عين شمس، بل سيتم السماح أيضا للباحثين والدارسين من مختلف الجامعات المصرية بزيارته للتعرف على القطع الأثرية المعروضة به، حيث سيقدم لهم تجربة متميزة تروي وتعكس ثراء تاريخ مصر العظيم وحضارتها العريقة، من خلال عرض 167 قطعة أثرية من مختلف الحقب التاريخية منذ العصور المصرية القديمة وحتى العصر الحديث، بالإضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية من نتاج أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية للجامعة والعاملة بمنطقة عرب الحصن، والتي تروي جانبا من تاريخ منطقة عين الشمس الأثرية منذ نشأتها وحتى يومنا هذا.

 

كما أشار إلى مشروع ترميم قصر الزعفران القائم حاليا والجاري الانتهاء منه تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار، وأهمية الدور الذي يقوم به المجلس الأعلى للآثار تجاه المواقع الأثرية والمتاحف في مصر، باعتباره مالك ومشغل ومؤسسة علمية ودوره للحفاظ على الآثار المصرية العظيمة، وكذلك تقديم منتج سياحي يليق بعظمة الحضارة المصرية العريقة.

 

وتحدث عن عدد المواقع الأثرية ومتاحف الآثار التي توجد بمصر، مشيرا إلى أن هذه المواقع والمتاحف تواجه بعض التحديات منها الخاصة بالصعوبات المادية التي تشهدها موازنة الإنفاق العام للمجلس الأعلى للآثار، وانطلاقا من ذلك، تستهدف الوزارة إعادة توجيه وزيادة ورفع كفاءة برامج الإنقاق العام، ولاسيما الخاصة بتطوير المتاحف والمواقع الأثرية بمصر، بما يساهم في زيادة ما تتلقاه وما تستحقه من إنفاق من ناحية، وكذلك تلقى الزائر والسائح ما يستحقه من تجربة سياحية متميزة بما يليق بمكانة مصر وبالإمكانيات السياحية والأثرية بها من ناحية أخرى.

 

فيما قال الدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس، إن الجامعة ستقوم خلال الفترة القادمة بالتواصل مع وزارة السياحة والآثار لبحث مدى إمكانية فتح المتحف خلال إجازات نهاية العام ونصف العام لكل طوائف الشعب المصري بمختلف فئاته العمرية.

 

وأكد حرص الجامعة على إحياء دور قصر الزعفران التاريخي العريق والتنويه بعظمة وتاريخ هذا القصر الذي شهد عددا من الأحداث التاريخية الهامة، منها توقيع معاهدة 1936م ميثاق جامعة الدول العربية، كما أديرت منه جامعتي القاهرة وعين شمس لفترة وجيزة، موضحا أن فكرة المتحف جاءت مواكبة لعملية ترميم القصر بهدف تقديمه بشكل جديد كوجهة ثقافية وأثرية تليق بتاريخه الذى يعود لعهد الخديو إسماعيل في عام 1901م، وكذا إصدار كتاب عن القصر، مشيرا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد إقامة متحف مفتوح يضم الدور الأول إلى الطابق السفلي من قصر الزعفران.

 

أهم مقتنيات المتحف وتاريخ القصر الأثري

 

يضم المتحف 167 قطعة أثرية ترصد التاريخ المصري القديم بمختلف حقبه التاريخية منذ العصور المصرية القديمة وحتى العصر الحديث، والتي تم اختيارها بعناية من مخازن المواقع الأثرية والمتاحف المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، منها متاحف كل من المصري بالتحرير وكفر الشيخ والفن الإسلامي وقصر المنيل والمركبات الملكية، فضلا عن مجموعة من القطع الأثرية من نتاج أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية لجامعة عين شمس والعاملة بمنطقة عرب الحصن، وبعض من مقتنيات الجامعة، ممثلة في مجموعة من ورق البردي والعملة من العصور اليونانية والرومانية والإسلامية، وكذلك مخطوطات تراثية من مقتنيات مكتبة الجامعة.

 

وأنشأه الخديو إسماعيل على أنقاض قصر الحصوة في العباسية، والذي أنشاه محمد علي باشا، وقد استخدم القصر في بداية إنشاءه لقضاء عطلات نهاية الأسبوع وركوب الخيل، ثم استخدم كمقر للملك فؤاد الأول (1868-1936م)، والملكة نازلي، كما ولد به الملك فاروق الأول (1920-1965م).

 

وفي عهد الملك فؤاد الأول، اتخذت مدرسة فؤاد الأول الثانوية من القصر مقرا لها، وعندما تقرر نقل الجامعة المصرية إلى قصر الزعفران أوائل عام 1925م نقلت هذه المدرسة إلى العباسية محل المدرسة الحسينية. وفي عام 1925م، نقل مقر الجامعة المصرية إلى قصر الزعفران، وفي عام 1930م، تم نقل مقر الجامعة من قصر الزعفران، بعد ذلك اشترته وزارة الخارجية، وتم ترميمه بالكامل وتأثيثه بأثاث فاخر حتى تصبح دار رسمية للضيافة، وأصبح مقرا لإقامة كبار الزوار في الفترة من 1930- 1947م، حيث أقام فيه عدد من الملوك، منهم عبدالعزيز آل سعود ملك السعودية، وألبرت ملك بلجيكا.

 

وتم تسجيل القصر في عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، بناء على قرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية في جلستها بتاريخ 29/12/1985م، الموافقة على اتخاذ الإجراءات الخاصة بتسجيله.

 

أما عن تخطيط القصر، فهو يتكون من طابقين أول وثاني وبدروم وسطح، ويوجد به مجموعة من الكتل البنائية. وللقصر مدخلين، أحدهما رئيسي وهو بالواجهة الشمالية، وآخر بالواجهة الجنوبية له.

 

الطابق الأول: يتكون من بهو المدخل يفتح عليه عدد من الحجرات. والطابق الثاني: يتكون من ردهة كبيرة يفتح عليها عدد من الحجرات، وتتكون العمارة الخارجية لهذا القصر من 4 جهات حجرية تتوجها زخارف بارزة بطرازي الباروك والركوكو، وهي الواجهة الرئيسية: في الناحية الشمالية الشرقية، ويتوسط هذه الواجهة المدخل الرئيسي للقصر ويتوسطها شرفة يوصل إليها طريق ذو مطلعين من الجهتين الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية. وقد فرشت الأرضية بالبازلت الأسود، وواجهة البدروم عبارة عن 3 دخلات أكبرها الوسطى.