الأميرة الأردنية عالية بنت الحسين تتفقد منطقة الجذب السياحي بمحمية وادي الريان في الفيوم

اصطحبت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، الأميرة الأردنية عالية بنت الحسين بجولة تفقدية لمنطقة الجذب السياحي في محمية وادي الريان بمحافظة الفيوم، وذلك عقب استقبال محافظ الفيوم لوزيرة البيئة والأميرة عالية بأحد الفنادق في قرية تونس السياحية، في مستهل زيارتها للمحافظة لدعم الاستثمار البيئي وحماية التنوع البيولوجي.

 

جاء ذلك بحضور الدكتور علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، والدكتور أمير خليل ممثلا عن مؤسسة "four paws international"، والدكتور محمد سالم رئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، وميربك تريلا مدير عام محمية المأوى بدولة الأردن الشقيقة، والدكتور محمد التوني معاون المحافظ، وعدد من قيادات الوزارة والمحافظة، وذلك وفقا لبيان منشور على الصفحة الرسمية لوزارة البيئة بوقع "فيسبوك"، اليوم الخميس.

 

وفي مستهل الزيارة، أشادت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، بالعلاقات المصرية الأردنية لحماية التنوع البيولوجي والأنظمة البيئية، التي تعكس صورة للتعاون العربي لحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية لنا وللأجيال القادمة لتحقيق التنمية المستدامة القائمة على الاستثمار البيئي وتعزيز الموارد والنظم الطبيعية، وذلك تنفيذا لتكليفات رئيس الجمهورية  لدعم الاستثمار البيئي في المحميات الطبيعية، الذي تكلل بأول تعاون مصري أردني بمحميات الفيوم.

 

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أهمية محمية وادي الريان للسياحة البيئية، نظرا لقربها من محافظة القاهرة، بالإضافة إلى الطبيعة التراثية والثقافية الفريدة للمنطقة، التي تميزها ويحافظ عليها السكان المحليين بالمنطقة، وهم جزء أساسي لا غنى عنهم وعن دورهم في مسارات التنمية التي تنفذها الوزارة خلال خطة تطويرها للمحميات الطبيعية في مصر.

 

وأشادت الأميرة الأردنية بالمحمية والنظام المتبع، وبجهود القائمين عليها لتوفير تجربة سياحة بيئية فريدة تعكس روح مصر وتميزها بتنوع مواردها السياحية، وأبدت ترحيبها بالتعاون مع الجانب المصري والاستفادة من الخبرات بين الجانبين لدعم حماية الطبيعة وتعزيز النظم البيئية.

  

وأضافت وزيرة البيئة، أن منطقة الشلالات بمحمية وادي الريان تتميز بأنها فريدة من نوعها على مستوى الجمهورية، مما يضع محمية وادي الريان ضمن أهم المحميات الجاذبة للسياحة الداخلية والخارجية على حد سواء، لما شهدته من تطوير راعى الحفاظ على الموارد الطبيعية، مع توفير الراحة والاستمتاع للزوار لتعطي نموذجا حقيقيا للسياحة البيئية التي يراعى فيها كل الأبعاد البيئية والاجتماعية والتراثية والثقافية والاقتصادية، وكذلك دمج القطاع الخاص والمجتمع المحلي، مما انعكس على زيادة أعداد الزائرين محليا وعالميا.

 

وأوضحت أن مصر تشهد حاليا تحولا تنمويا سريعا في كل المجالات، ومنها حماية المحميات الطبيعية وتطويرها للحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي والثروات الطبيعية بها، من خلال تطويرها وإدارتها طبقا للنظم العالمية، التي تحقق الحفاظ على تلك الموارد مع تعظيم فرص الاستمتاع بها لتوفير تجربة سياحية بيئية فريدة تضاهي المستوى العالمي، مع دعم الاستثمار البيئي بها خارج مناطق الحساسية البيئية بمشاركة القطاع الخاص كشريك أساسي وداعم لعمليات حماية البيئة ومواردها.

 

وبدأت الجولة بتفقد وزيرة البيئة والأميرة الأردنية ومحافظ الفيوم، الموقع المقترح لإقامة الملاذ الآمن للحيوانات البرية بمحمية وادي الريان، والمزمع إقامته على مساحة 1000 فدان، واستمعوا لشرح تفصيلي من الدكتور أمير خليل ممثل الشركة المنفذة للمشروع، والدكتور محمد سالم، بشأن الموقع والمساحة الإجمالية، ومراحل الإنشاء، حيث سيكون الملاذ الآمن مشروعا متكاملا يخدم أهداف ورؤية الدولة والقيادة السياسية، لرعاية الحيوانات التي تتعرض للمخاطر.

 

كما شملت الجولة زيارة مناطق الجذب السياحي بالمحمية، التي شملت منطقة الشلالات ومركز الزوار والكافتريات، بالإضافة إلى ما تم مؤخرا من إنشاءات وممرات وكباري تتماشى مع طبيعة المنطقة، كما تم إضاءة منطقة الشلالات بكشافات من الطاقة الشمسية، فضلا عن زراعة بعض الأشجار، منها النخيل وتطوير الشواطئ بشكل متميز مع توفير مظلات لراحة الزائرين خلال الزيارة.

 

كما تضمنت الجولة شرحا مفصلا حول طبيعة عمل المحمية وخريطة التطوير المزمع إنشاءها التي تضم معرض للمنتجات اليدوية التي تشتهر بها المحافظة، فضلا عن الارتقاء بمستوى الخدمات بالكافتيريات، وكذا التوسع في نشاط التخييم داخل المحمية.

 

وتم شرح مشروع الملاذ الآمن للحيوانات البرية كأول تعاون مصري أردني، الذي يشتمل على مرفق متكامل لمعالجة الحيوانات، وتوفير التدريب الأساسي للأطباء البيطريين والطلاب الممارسين للعمل بالملاذ الآمن، على أن يشتمل التدريب على مجالات رعاية الحيوانات البرية وكيفية التعامل معها، بما يسهم في فتح مجالات جديدة للعمل محليا وإقليميا.

 

جدير بالذكر أن محمية وادي الريان تتميز ببيئتها الصحراوية المتكاملة وتنوعها البيولوجي الغني والفريد، حيث تحتوي على 16 نوعا من النباتات الصحراوية ونحو 15 نوعا من الحيوانات البرية، أهمها الغزال المصري والفنك وثعلب الرمال والثعلب الأحمر والذئب المصري، ونحو 16 نوعا من الزواحف، وما يزيد على 100 نوع من الطيور المقيمة والمهاجرة، وشهدت المحمية خلال الفترة الماضية تطوير مناطق الحطب السياحي بها ضمن خطة الوزارة للتطوير المستدام للمحميات الطبيعية للحفاظ عليها للأجيال القادمة، واستغلالها دون إهدار مواردها تحقيقا لمبدأ التنمية المستدامة، وذلك بالتعاون مع مشروع البرنامج البيئي للتعاون المصري الإيطالي.

 

كما أن شركة Four Paws بدأت في عام 2010، التعاون مع مؤسسة الأميرة علياء، ولديها خبرة واسعة في مجال رعاية الحيوانات البرية وإنقاذها، وقد أنقذت شركة Four Paws أسودا مريضة في حديقة حيوانات بالخرطوم، بعد غضب عالمي عقب تقارير عن حالة الحيوانات، وفي مارس 2022، تم إنقاذ 4 نمور من الأرجنتين للعثور على منزل جديد في جنوب إفريقيا، وكانت أول عملية إنقاذ للمنظمة في أمريكا الجنوبية.

 

كما يشتمل مشروع الملاذ الآمن، على توفير مساكن للحيوانات التي تعرضت للإيذاء وتم إنقاذها، وبرامج لتشجيع السياح المحليين والدوليين لزيارة الملاذ الآمن، ووضع برنامج تثقيفي للأطفال والكبار، فضلا عن إقامة مشروع لإعادة التدوير بمحمية وادي الريان، مع إمكانية اقتران المشروع مع البرامج التعليمية للمدارس المحلية، بما يرتقي بالبيئة ويخلق فرص عمل جديدة للسكان المحليين.

 

كما يتضمن الملاذ الآمن، تنفيذ مشروع لغرس أشجار الشعوب الأصلية بالمحمية، بالتعاون مع وزارة الزراعة والحدائق النباتية، وكذا إنشاء مدرسة للمتعلمين المعاقين عقليا وبدنيا بالتعاون مع الجامعات والمنظمات غير الحكومية، مع توفير التدريب اللازم للمعلمين بتلك المدرسة، بجانب إقامة 50 نزلا صديقة للبيئة للسياح الزائرين للمحمية.