أوراسكوم بيراميدز: مشروع تطوير منطقة الأهرامات الأثرية جاهز خلال 3 شهور.. ونستهدف 5 ملايين زائر سنويا.. تفاصيل

كشف المهندس عمرو جزارين رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم بيراميدز للمشروعات، أنه خلال 3 شهور سيكون مشروع تطوير مدخل طريق الفيوم لمنطقة الأهرامات الأثرية والخدمات المقدمة للزائرين جاهزة، ولكن الافتتاح الرسمي تحدده الدولة، وفقا لمخطط افتتاح المنطقة وارتباطه بالمتحف المصري الكبير، أو يتم فتحه قبل المتحف. موضحا أن حجم استثمارات الشركة في مشروع تطوير خدمات الزائرين بمنطقة الأهرامات تتخطى المليار جنيه.

وقال جزارين إن منطقة الأهرامات الأثرية كانت مهملة لسنوات طويلة رغم أنها أهم أثرا في العالم، وأثر فيه عادم السيارات، قائلا: "مصر تعني الهرم"، والمشروع الذي تنفذه الشركة في المنطقة حاليا يدل على ذكاء القيادة السياسية، حيث إنه جاء الوقت لحدوث نقلة في خدمات الهرم، والتجربة يجب أن تكون ممتعة لأي سائح يزور الأهرامات.

وأوضح جزارين في تصريحات صحفية، أن القيادة السياسية لديها رؤية لتطور السياحة ودعم القطاع الخاص، وتم التواصل وتلاقي الفكر في دخول القطاع الخاص في تطوير الأهرامات ومناطق سياحية أخرى، ولكن الهرم هو المشروع الأول.

وتابع أن هذا تطور في الفكر أن يتم قبول شراكة مع القطاع الخاص في أهم بقعة أثرية في العالم، وتعاقدت أوراسكوم بيراميدز مع المجلس الأعلى للآثار لتطوير منطقة الهرم، وتم الاستعانة بشركات عملاقة تدرس المشروع وتنفذ تصميم للمنطقة، وأيضا شركة أخرى عملاقة هي التي نظمت كأس العالم في قطر وهي شركة متخصصة في اللوجيستيات والتي تخدم على أعداد كبيرة من الزائرين وخدماتهم ونكتسب الخبرات من هذه الشركات لاقتراب الافتتاح.

وأضاف أننا نسير تدريجيا في خطة التطوير الشاملة، والهدف أن زائر الهرم، من المصريين والأجانب، يحظى بتجربة جيدة سواء جاء من خلال شركة سياحية أو منفردا، عند قراره زيارة الهرم يجد حمام نظيف ومطعم ومياه وطريق ويقضي يوم ممتع ويسمع معلومات سليمة عن تاريخ الهرم وليست عشوائية. لافتا إلى أن هناك عوائق كثيرة نعمل عليها مع المجلس الأعلى للآثار، مؤكدا أن الشكل النهائي للمنطقة الأثرية سيختلف.

مشيرا إلى أن مدخل "مينا هاوس" سيكون مستمر في التشغيل، ويمكن تقسيم عملية دخول الزائرين، بتخصيص مدخل طريق الفيوم لشركات السياحة لدخول جميع المجموعات السياحية، والسيارات الملاكي والأفراد من مينا هاوس.

وأكد أن إيرادات تذاكر الأهرامات بنسبة 100% للدولة، والشراكة في الإيرادات من خلال استثمارات الشركة، والتي من المقرر أن تتخطى مليار جنيه، والتوجه أن تكون تجربة السائح جاذبة له لتكرار الزيارة بهدف الوصول إلى 30 مليون سائح سنويا وفقا لخطة الدولة، وهدفنا رد الاستثمارات بأقل هامش ربح ويمكن ألا يكون هناك أرباح ويكفينا ربط اسم الشركة بالأهرامات.

وصرح بأن الشركة تستهدف زيادة أعداد الزائرين إلى منطقة الأهرامات إلى 5 ملايين زائر سنويا خلال عامين أو 3 أعوام مقبلة، وذلك كمرحلة أولى، مقارنة بنحو 2.5 مليون زائر سنويا حاليا.

وأشار إلى أن هناك شركة إنجليزية لديها خبرات في تنظيم الفعاليات التي تحظى بإقبال آلاف الزائرين في نفس الوقت، وتمنحنا التجربة في تنظيم الفعاليات الكبيرة وفقا لإحصائيات زيارة الأهرامات في السنوات الماضية.

وأوضح أن عقد الشراكة بين شركة أوراسكوم بيراميدز والمجلس الأعلى للآثار الذي تم توقيعه في عام 2018 لمدة 15 عاما قابل للتجديد بموافقة الطرفين، اعتبارا من بداية التشغيل الرسمي الذي نأمل أن يكون العام الجاري 2023.

تجدر الإشارة إلى أن شركة أوراسكوم بيراميدز للمشروعات الترفيهية، هي إحدى شركات أوراسكوم للاستثمار القابضة ويتمثل نشاطها في تطوير وإدارة المشروعات وتشغيلها، وتقوم حاليا بتطوير وتشغيل وتقديم الخدمات السياحية داخل منطقة الزيارة بهضبة أهرامات الجيزة بموجب عقد انتفاع مع المجلس الأعلى للآثار لمدة 15 عاما، على أن يتولى المجلس إدارة المنطقة بالكامل.

تفاصيل التطوير

واستعرض رئيس شركة "أوراسكوم بيراميدز" تفاصيل مشروع تطوير منطقة الهرم الأثرية، والتي ستشهد خلال شهور قليلة افتتاح طريق الفيوم، من خلال مدخل حضاري مختلف تماما ينظم دخول الزائرين، ويتضمن ساحة انتظار تسع نحو 1000 سيارة و150 أتوبيسا في نفس الوقت، ليبدأ دور الحافلات التي تعمل بالكهرباء للحفاظ على البيئة والآثار من العوادم، ليتنقل عبرها الزائر في أرجاء المنطقة الأثرية من خلال خط سير ومحطات محددة.

وأشار إلى أن عدد الحافلات الكهربائية حاليا تبلغ 10 أتوبيسات صديقة للبيئة، وستكون جميع المركبات صديقة للبيئة بين أتوبيسات كبيرة، وسيارات جولف كبيرة، وكوستر، وسيارات كهربائية ملاكي، لتلبية جميع الاحتياجات والظروف، مضيفا أنه من المستهدف الوصول إلى 30 حافلة، وكلما يحتاج المشروع مستعدون لذلك.

وسيتم خوض التجربة وسوف تزيد عدد الحافلات تدريجيا لسد الاحتياجات وفقا للطلب والإقبال، ويمكن استمرار الأتوبيسات السياحية لفترة بالتوازي مع التوسع في استخدام الحافلات الكهربائية لحين سد الفجوة على الطلب.

وأوضح جزارين أن مدخل طريق الفيوم هو المرحلة الأهم وبالتالي بوابات الدخول ستختلف، حيث يتوجه الزائرون لمركز الزوار لشراء التذاكر والتي يمكن حجزها أونلاين أيضا، وخلال ذلك سوف يشاهد على الحوائط رسومات تحكي قصة الأهرامات، كما وافق المجلس الأعلى للآثار على عرض بعض القطع الأصلية التي استخدمت في بناء الأهرامات في مركز الزوار.

وتابع أن هناك سينما لعرض فيلم وثائقي عن الأهرامات بمركز الزوار، ثم يخرج  الزائر لركوب الحافلة ويتنقل بالمنطقة مرورا بـ 7 محطات يمكنه النزول في أي محطة أو الركوب منها، لأن الخدمة مستمرة طوال فترة الزيارة، وتشمل جولة في المنطقة الأثرية بالكامل، وفي كل محطة سيجد خدمات مجهزة من دورات مياه، ومطاعم، وعناية طبية، وبعد انتهاء زيارته يعود مرة أخرى لساحة انتظار السيارات.

الخيول والجمال

وعن الخيول والجمال، أكد جزارين أنها جزء أصيل من منطقة الأهرامات، ونسعى لتحسين تجربة الزائر فيما يتعلق بهذا الأمر خاصة، وأهم ملامحها هي خروج الخيول والجمال من على الأسفلت بسبب المخلفات، ليكون الطريق مخصص للأتوبيسات الكهربائية في المخطط.

ويتم تنظيم هذا النشاط بعمل مكان مناسب لهم تحت مظلات، ومكان للخيول وعناية بيطرية، وجاري عمل دورات تدريب وتوعية لهم، وسيكون لهم مسار منظم مع التأكيد على جودة الدابة التي يستقلها السائح.

ولفت إلى أنه جاري دراسة استغلال روث الخيول والجمال في استخدامها في توليد الكهرباء بالمنطقة، وتم الاستعانة بشركة متخصصة في ذلك، والسماد يتم بيعه وإيراده يستخدم في تدعيم الشق البيطري لهم.

وأكد على أنه ستكون هناك تذكرة محددة بقيمة معلنة لركوب الخيول والجمال، وتطبيق لائحة لذلك، مع فرض غرامات على المخالفين من قبل الجهات المعنية.

مد مواعيد الزيارة وتطوير عروض الصوت والضوء

أشار جزارين إلى أن مد ساعات زيارة منطقة الأهرامات الأثرية تتيح الفرصة لجذب شريحة جديدة من الزائرين مثل رجال الأعمال، كما أن ساعة الغروب جاذبة للسائحين لالتقاط الصور مع الأهرامات في هذا التوقيت، كما أن التكدس على البوابات سيكون أقل، وبيع التذاكر يزيد مما يصب في إيرادات الدولة، فضلا عن زيادة إيرادات الخدمات مثل المطاعم وغيرها، وبالتالي يصب في صالح استثمارات الشركة والدولة، وجاري التنظيم مع وزارة الداخلية بشأن التأمين ليلا حيث إنه مختلف مختلف، لتكون مواعيد الزيارة حتى الساعة 7 مساء، ولا يمنع أن تصل إلى 9 و10 مساء.

وأضاف أن عروض الصوت والضوء يمكن أن تستفيد من هذا القرار، مشيرا إلى أنها تخضع أيضا للتطوير ضمن الخطة، لتكون أساليب العرض أكثر جذبا، ويتحرك السائح في ممرات معينة ويشاهد الصور على الجدران ويسمع القصة، وليس مجرد أن يجلس على مقعد لمشاهدة العرض، واصفا التجربة بالثرية والمكلفة.

وصرح بأنه سيتم غلق الصوت والضوء نهائيا لمدة شهرين أو 3 شهور، بداية من شهر أكتوبر المقبل، وجاري استيراد الأجهزة من خلال شركة ألمانية عالمية متخصصة في ذلك لتطبيق هذه التجربة.

من جانبه، قال المهندس هشام جاد الله العضو المنتدب لشركة أوراسكوم بيراميدز للمشروعات، إن خدمات الزائرين سوف تتضمن تقديم الطعام والمشروبات، وتشجيع الحرف والصناعات المصرية من خلال متاجر بيع منتجات أصيلة طبقا للمعايير العالمية المتبعة داخل المتاحف والأماكن الأثرية عالميا، على أن يتم الانتهاء من هذه المرحلة خلال الربع الثاني من 2023.

وأشار إلى أنه تم الانتهاء من أعمال تطوير صالة الرحلات الخاصة بالزائرين من المصريين والأجانب، وهي رحلات مسبقة الحجز، والتي تحتوي على برامج متنوعة لتناسب جميع الفئات من وفود سياحية، وشركات، وسفارات، ووفود رسمية وهيئات حكومية، بالإضافة إلى برنامج مخصص للمدارس والجامعات، مشيرا إلى أنه تم بالفعل استضافة مجموعة من الشركات والمدارس والوفود السياحية ضمن برنامج التشغيل التجريبي، على أن يتم الانتهاء من هذه المرحلة.

تجدر الإشارة إلى أنه تم الانتهاء من أعمال تطوير مجمع مطاعم الملك خوفو الذي يضم مطعم خوفو، وهو ثاني مطعم تم إنشاؤه بعد الـ"ناين بيراميدز لاونج" الذي يطل على الأهرامات التسعة، وتعد مطاعم الملك خوفو مجمع ضيافة مصرية وعالمية وملتقى للتجارب الثقافية.

أضاف جاد الله أن أوراسكوم بيراميدز للمشروعات، تعمل علي الانتهاء من إنشاء وإعداد أماكن مختلفة لاستيعاب أنواع مختلفة من الفاعليات داخل المنطقة: فاعليات رياضية، ثقافية وفنية حيث أدت التطويرات التي قامت بها الشركة في البنية التحتية إلى زيادة الإقبال من الشركات لإقامة الفاعليات والحفلات داخل منطقة الأهرامات، حيث شهدت المنطقة مؤخرا الكثير من الفاعليات العالمية المبهرة التي كانت محل إعجاب وتقدير من العالم، وهو ما دفع الشركة للعمل على زيادة المواقع المخصصة والمجهزة للفاعليات خلال الربع الأخير من العام الجاري 2023.