وفد من "سياحة الشيوخ" يتفقد مدينة رشيد بالبحيرة لبحث سبل الجذب السياحي لها

استقبلت الدكتورة نهال بلبع نائب محافظ البحيرة، اليوم الثلاثاء، من أمام مسجد أبو مندور الأثري بمركز ومدينة رشيد، وفد لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، برئاسة الدكتور محمود مسلم رئيس اللجنة، والأعضاء أبو سريع إمام، محمد حميدة البنا، سهير عبدالسلام حنفي، وائل زكريا محمد، هيام فاروق فؤاد، نادية مبروك عبدالعزيز، وذلك بحضور كامل غطاس السكرتير العام المساعد للمحافظة، واللواء ياسر الدميني رئيس مركز ومدينة رشيد، وأمين الصيرفي عضو مجلس الشيوخ، وهشام الجاهل عضو مجلس النواب.

 

أشارت نائب محافظ البحيرة إلى أن مدينة رشيد، زهرة النيل الخالد، تلقى اهتماما ودعما كبيرا من الرئيس عبدالفتاح السيسي، فهي مدينة ذات تاريخ عريق، وشهدت مختلف الحضارات، كما أنها تضم 58 موقعا أثريا، منها 22 بيتا أثريا، و12 مسجدا وضريحا وحماما أثريا، و9 طوابي.

 

وأكدت أنه تم وضع خطة متكاملة للنهوض بمدينة رشيد على جميع الأصعدة، كمشروع قومي تدعمه الدولة المصرية والقيادة السياسية لوضعها على الخريطة السياحية والأثرية، بما يتناسب مع مكانتها التاريخية والسياحية، وذلك وفقا لبيان منشور على الصفحة الرسمية لمحافظة البحيرة بموقع "فيسبوك"، اليوم الثلاثاء.

 

كما لفتت إلى أن مدينة رشيد تمتلك العديد من المقومات والإمكانيات التي تؤهلها لأن تكون واجهة لمصر على الخريطة السياحية اللائقة بها، كما أن لديها العديد من الصناعات التي تشتهر بها، كصناعة اليخوت ومراكب الصيد، وما تمتاز به من عدد كبير من المنازل الأثرية، بالإضافة إلى ثروة المدينة من النخيل والمناطق الأثرية كالقلعة والمساجد الأثرية والمنازل التراثية.

 

وأشار محمود مسلم رئيس اللجنة، إلى أن زيارة الوفد تأتي في إطار التعاون والتكامل المؤسسي الذي أصلته الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتحقيق التنمية الشاملة، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وتكثيف عوامل الجذب السياحي للمحافظة، واستعراض احتياجات المدينة لتتبوأ موقعها التي تستحقه ضمن المدن السياحية العالمية، والعمل على تلبيتها بشكل عاجل دعما للسياحة وتنمية لموارد المحافظة.

 

كما تم الاستماع إلى شرح تفصيلي عن تاريخ مدينة رشيد الخالدة وآثارها العريقة، قدمه سعيد رخا مدير متحف رشيد، والدكتور محمد تهامي مدير آثار رشيد، كما تفقدوا مسجد أبو مندور، الذي يعد من أشهر مساجد رشيد، ويقع على شبه جزيرة "تل أبو مندور"، وهي ربوة على نهر النيل، وسمى المسجد بهذا الاسم نسبة إلى العارف بالله "محمد أبو مندور"، الذي اشتهر بـ"أبو النضر" لقوة بصره، ويعد المسجد تحفة معمارية، حيث إن مئذنة المسجد هي المئذنة الوحيدة في المدينة التي أخذت الطابع العثماني، ويشمل المسجد على ضريح وبئر ماء عذب.

 

وتفقد عدد من المعالم السياحية والأثرية في رشيد

 

وواصلت نائب محافظ البحيرة، ووفد لجنة مجلس الشيوخ، جولتهم الميدانية بمدينة رشيد، لتفقد عدد من المعالم السياحية والأثرية بها، لبحث سبل الجذب السياحي لها على الصعيدين الداخلي والخارجي، وذلك وفقا لبيان منشور على الصفحة الرسمية لمحافظة البحيرة بموقع "فيسبوك"، اليوم الثلاثاء.

 

وقاموا بمتابعة عرض فلكلور لفرقة البحيرة للفنون الشعبية بمنطقة مرسى الحرية، تم خلاله تقديم عدد من الأغاني والاستعراضات الفنية والتراثية الخاصة برشيد، كما قاموا بزيارة الحديقة المتحفية، التي تقع ضمن حرم متحف رشيد القومي الأثري، ومقامة على مساحة 3000م2، وتعد الحديقة مزارا سياحيا يتبع متحف رشيد القومي، ومتنفسا للأهالي والزائرين، وتتضمن (قاعة ندوات كبار الزوار - GIV مكتب شرطة سياحة - مكاتب إدارية)، ويقام بها العديد من القوافل الثقافية والمهرجانات التعليمية.

 

وتفقدوا معارض الصناعات اليدوية (السجاد - الجريد - الخزف - قرن الجاموس - الكليم - مجموعة من اللوحات الفنية - معرض لمنتجات ذوي الهمم - المشغولات النحاسية والمعدنية)، وكذا معرض الحرف التراثية بالحديقة المتحفية، وشاهدوا استعراضا غنائيا نفذه مجموعة من طلاب مدارس التربية والتعليم برشيد.

 

وخلال الجولة، تم زيارة منزل الأمصیلي وطاحونة أبو شاهين، واستمعوا لشرح تفصيلي من مدير متحف رشيد، الذي استعرض مكونات المنزل ومشتملات كل طابق والظروف التاريخية التي عاصرت إنشاءه، حيث يضم دورا أرضيا، وكان مخصصا للأعمال الخدمية والتجارية، والدور الثاني كان يستخدم كمضيفة لزوار المنزل "السلاملك"، ودور آخر لإقامة السيدات كان يسمى "الحرملك"، وطاحونة أبو شاهين التي تعد من أقدم الطواحين بمصر، التي أنشأها عثمان أغا الطوبجي، وقد خصصت لطحن الغلال، وكانت تدار بواسطة الدواب، وهي طاحونة مزدوجة لها تروس خشبية وما زالت باقية حتى الأن، كما تم استعراض جهود ترميم المسجد المحلي ودفع العمل به بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية فى وزارتي السياحة والآثار والثقافة.

 

وشملت الزيارة أيضا تفقد قلعة قايتباي ومعرض خاص بحجر رشيد مفتاح الحضارة، واستمعوا لشرح مفصل عن القلعة وتاريخها ومكوناتها من السور الخارجي والمسجد والدخلات المخصصة لرماة الأسهم والبنادق وأماكن فتحات المدافع والبرج الرئيسي والمخصص لإقامة القائد وتخزين الأمتعة العسكرية، وتقع القلعة على الشاطئ الغربي للنيل، وأنشأها السلطان قايتباي سنة 901 هـ، وهي تشبه الحصن في بنائها المربع وأبراجها الـ4 المستديرة، ويحيط بهذه الأبراج خنادق مازالت آثارها موجودة حتى الآن، وعثر بها على حجر رشيد الذي اكتشفه أحد ضباط الحملة الفرنسية (بوشار) عام 1799م، وتم فك رموز الحجر على يد العالم شامبليون.

 

وأعرب رئيس وأعضاء اللجنة عن سعادتهم وإعجابهم الشديد بالمعالم السياحية والأثرية التي قاموا بزيارتها بمدينة رشيد، مؤكدين عراقة تاريخها وتنوع ثقافتها ومستقبلها الكبير على خارطة السياحة المحلية والعالمية لما تملكه من مقومات تاريخية وقدرات مطورة فى بنيتها التحتية، لافتين إلى أنهم سيقومون بتقديم كل أوجه الدعم لدفع العمل بالمناطق السياحية والأثرية، نظرا لما تملكه رشيد من مقومات سياحية عريقة وفريدة وواعدة.

 

وفي نهاية الجولة، قدمت نائب محافظ البحيرة، درع المحافظة لرئيس اللجنة، تقديرا لدور اللجنة في العمل على دعم المناطق السياحية والأثرية، ودفع العمل بها لتتبوء مكانتها التاريخية، وبدوره قدم رئيس اللجنة محمود مسلم، بتقديم درع لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ للدكتورة نهال بلبع، تقديرا لجهودها التنموية الكبيرة في كل القطاعات بالمحافظة وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين.