ماذا يحدث لجسمك عند السفر على متن رحلات طيران طويلة المدى؟ وكيف تتجنب التأثير؟

إن اعتبرنا المطارات المزدحمة مؤشرا، فيبدو أن المسافرين تواقون للعودة إلى السماء. وإذا كنت من الذين يسافرون رحلات طيران طويلة المدى، فقد يتوفر خيار رحلات أطول في غضون سنوات قليلة.

 

أعلنت خطوط كانتاس الجوية، أنه اعتبارا من أواخر عام 2025، ستنقل المسافرين على متن رحلات من دون توقف من الساحل الشرقي لأستراليا إلى مدينة لندن، ما يعني قضاء أكثر من 19 ساعة في الجو، وذلك وفقا لما جاء في موقع (CNN) بالعربية.

 

إذاً ماذا سيحدث لجسدك خلال إحدى هذه الرحلات الأطول في العالم؟ هل سيختلف الأمر عما يحدث عندما نسافر على متن رحلات طويلة المدى الآن؟

 

1- الإصابة بالجفاف

 

تعد الإصابة بالجفاف أمرا شائعا خلال الرحلات الطويلة، ما قد يفسر الشعور بجفاف الحلق، والأنف، والجلد على متن الطائرة. وكلما طالت مدة الرحلة، زاد خطر الإصابة بالجفاف.

 

ويرجع ذلك إلى انخفاض مستويات الرطوبة في المقصورة مقارنة بما تتوقعه على الأرض. ذلك أن الكثير من الهواء المنتشر في المقصورة يسحب من الخارج، حيث لا يوجد الكثير من الرطوبة في الهواء على ارتفاعات عالية.

 

ويعرض المسافرون أنفسهم لخطر الجفاف جراء عدم شربهم كمية كافية من المياه، أو شرب الكثير من الكحول.

 

2- البقاء داخل المقصورة قد يضر بأذنيك وجيوبك الأنفية وأمعائك ونومك

 

مع تغير ضغط المقصورة، يتفاعل الغاز في أجسامنا وفقا لذلك. يتمدد مع ارتفاع الطائرة وانخفاض الضغط، والعكس يحدث أثناء الهبوط.

 

يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل شائعة مثل:

 

- آلام الأذن: عندما يكون ضغط الهواء على جانبي طبلة الأذن مختلفا، يؤدي ذلك إلى الضغط على طبلة الأذن

- الصداع: يمكن أن يحدث بسبب تمدد الهواء المحبوس في الجيوب الأنفية

- مشاكل القناة الهضمية: يمكنك أيضا الشعور بالنعاس أكثر من المعتاد، وهذا بسبب عدم قدرة الجسم على امتصاص قدر كاف من الأكسجين من هواء المقصورة على ارتفاع عال مقارنة مع الأرض، فيكون التباطؤ وسيلة الجسم لحماية نفسه، فتشعر بالنعاس.

 

والخبر السار هو أن معظم هذه المشاكل لن تكون بالضرورة أكثر وضوحا خلال رحلات الطيران الطويلة، إذ أنها مشكلة رئيسية أثناء صعود وهبوط الطائرة.

 

3- إمكانية الإصابة بجلطات دموية

 

عادة ما تكون جلطات الدم، المرتبطة بعدم القدرة على الحركة لفترات طويلة، مصدر قلق كبير لدى المسافرين. وتشمل هذه الجلطات التي تتشكل في الساق (تجلط الأوردة العميقة)، التي يمكن أن تنتقل إلى الرئة (الانسداد الرئوي).

 

إذا لم تغادر مقعدك على متن الطائرة بين فترة وأخرى، تزداد عوامل الخطر التالية لديك، وفرصة إصابتك بجلطات الدم:

 

- العمر.

- البدانة.

- تاريخ سابق أو تاريخ عائلي للجلطات.

- أنواع معينة من اضطرابات التخثر.

- السرطان.

- الشلل أو الجراحة الحديثة.

- الحمل أو الولادة حديثا.

- العلاج بالهرمونات البديلة أو حبوب منع الحمل الفموية.

 

وفقا لمراجعة أجريت عام 2022، بدمج بيانات مستقاة من 18 دراسة، تبين أنه كلما طالت مدة سفرك، زاد خطر الإصابة بجلطات الدم. وقدر مؤلفو المراجعة أن هناك خطرا أعلى بنسبة 26% لكل ساعتين إضافيتين من السفر الجوي، بعد مرور 4 ساعات في الجو.

 

إذن ماذا عن خطر حدوث جلطات خلال رحلات الطيران الأطول؟ لن نعرف على وجه اليقين حتى دراسة حال المسافرين على متنها.

 

وحتى يأتي هذا الدليل، فإن النصيحة الحالية لا تزال سارية. استمر في الحركة، وحافظ على رطوبة جسمك وقلل من استهلاك المشروبات الكحولية.

 

هناك أيضا دليل على أهمية ارتداء الجوارب الضاغطة لمنع تجلط الدم، ويقال إن هذه الجوارب تعزز تدفق الدم في الساقين وتساعد الدم على العودة إلى القلب.

 

4- إمكانية الإصابة باضطراب الرحلات الجوية الطويلة والإشعاع وكورونا

 

تعني الرحلات الطويلة أنك أكثر عرضة (ولكن ليس دوما) لعبور مناطق زمنية أكثر. عادة ما يصبح اضطراب الرحلات الجوية الطويلة أكثر صعوبة عند عبور 3 مناطق زمنية أو أكثر، لا سيما إذا كنت مسافرا شرقا.

 

وإذا كنت تقوم برحلات طويلة المدى في كثير من الأحيان، فمن المعقول أن نفترض أنه كلما طالت مدة بقائك في الجو، زاد تعرّضك للإشعاع الكوني

 

كما يوحي اسمه، إنه إشعاع يأتي من الفضاء، ما قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان ومشاكل الإنجاب. ومن غير المعروف ما هو مستوى التعرض الآمن لهذا الإشعاع. ومع ذلك، ما لم تسافر كثيرا، فمن غير المحتمل أن يشكل ذلك مشكلة.

 

ويجب عدم تناسي مخاطر الإصابة بكورونا، لذا قم باتخاذ الاحتياطات المعتادة، مثل غسل اليدين بانتظام، وارتداء كمامة.

 

ولا تزال الأبحاث حول كيفية تفاعل الجسم مع رحلات الطيران الأطول من دون توقف التي ستتم بين أستراليا وأوروبا في مراحلها الأولى.