قصة إنقاذ معابد أبو سمبل.. احتفالا بظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني 22 فبراير

بالتزامن مع الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل فجر غد الأربعاء الموافق 22 فبراير، تعرف على قصة إنقاذ معبدي أبو سمبل في ستينات القرن الماضي.

 

يعد معبد أبو سمبل الكبير والخاص بالملك رمسيس الثاني بمحافظة أسوان واحدا من أشهر المعابد الأثرية الموجودة في مصر، حيث يشهد المعبد ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بالمعبد مرتين كل عام إحداهما يوم 22 من شهري فبراير أكتوبر والأخرى 22 فبراير.

 

بدأت الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة في عام 1959، بعد أن كانت تحت التهديد بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل، بعد عملية بناء السد العالي في أسوان، لذلك أسرعت حكومة جمهورية مصر العربية، متمثلة في وزير الثقافة الأسبق الدكتور ثروت عكاشة، في مخاطبة اليونيسكو لاتخاذ خطوات جادة وتوجيه نداء دولي لكل دول العالم للمشاركة في مشروع إنقاذ آثار النوبة.

 

وأوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه في عام 1964 بدأ فريق عمل متعدد الجنسيات من علماء الآثار والمهندسين ومشغلي المعدات الثقيلة الماهرة في العمل معا لإنقاذ معبدي أبو سمبل (معبد أبو سمبل الكبير والصغير).

 

استغرق العمل لنقل المعبدين قرابة 6 سنوات، حيث تم البدء فيتقطيع المعبدين بعناية فائقة إلى كتل كبيرة، تصل الواحدة منها إلى 30 طن، بمتوسط 20 طنا، وتم نفلها وأعيد تركيبها مرة أخرى في موقع جديد على ارتفاع 65 مترا، وعلى بعد 200 متر عن مياه بحيرة ناصر، في واحدة من أعظم تحديات الهندسة الأثرية في التاريخ ليتم بعد ذلك الحفاظ على هذه المعابد لتبقى حية حتى يومنا الحاضر شاهدة على عظمة البناء في مصر في الماضي والحاضر.

 

وأضاف الدكتور هشام الليثي رئيس الإدارة المركزية لتسجيل الآثار المصرية أنه قبل البدء في عملية نقل المعبدين وبالتحديد في عام 1956، تم إنشاء مركز تسجيل الآثار المصرية لتسجل وتوثيق المعابد، حيث لعب دورا هاما في عملية الإنقاذ باعتباره الجهة العلمية المنوطة بتوثيق وتسجيل الآثار المصرية، حيث قام المركز بتوثيق وتسجيل المعبدين بالكامل قبل وأثناء وبعد عملية الإنقاذ عن طريق الرفع المعماري، والتصوير الفوتوغرافي، والرسم الخطي (الفاكسميلي)، لجميع المناظر والنقوش الموجودة على جدران المعبدين من الخارج والداخل، وهي محفوظة الآن في أرشيف المركز.

 

جدير بالذكر أنه بدأ بناء هذين المعبدين في حوالي عام 1264 قبل الميلاد، واستغرق البناء حوالي عشرين عاماً حتى عام 1244 قبل الميلاد، وقد كرس معبد أبو سمبل الكبير( معبد رمسيس الثاني) لعبادة رع حور آختي وبتاح وآمون رع، أكبر ثلاثة آلهة في الدولة المصرية في ذلك الوقت، تتكون واجهة المعبد الكبير من أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني، الواحد منها بارتفاع 22 م.

 

وقد تم تصميم المعبد لتشرق الشمس على وجه تمثال رمسيس الموجود في قدس الأقداس. ويقع إلى الشمال من معبد رمسيس الثاني، المعبد الصغير لزوجته نفرتاري ولا يفصلهما إلا وادٍ صغير. وقد كرس لعبادة الإلهة حتحور.

 

يعد معبدي أبو سمبل جزءا من مواقع التراث العالمي لليونسكو المعروف باسم "آثار النوبة"، والتي تمتد من أبو سمبل إلى فيلة (قرب أسوان). نحتت المعابد كنصب دائم للملك رمسيس الثاني وللملكة نفرتاري، احتفالاً بانتصاره في معركة قادش.