قطاع السياحة التركية ييستهدف تحطيم أرقام قياسية في 2023 بجذب 60 مليون سائح

يطمح قطاع السياحة في تركيا، إلى تحطيم أرقام قياسية جديدة بحلول نهاية العام الجاري (2023)، بعد أن نجح خلال 2022، في الوصول إلى المستوى الذي كان عليه قبل ظهور وباء كورونا عام 2019، وذلك وفقا لما جاء في وكالة الأنباء التركية (الأناضول)، اليوم الخميس.

 

وتملك تركيا، نموذجا في صناعة السياحة يتمثل في امتلاكها مجموعة من قوالب سياحية، أبرزها: الشاطئية، وسياحة المعارض والمؤتمرات، وسياحة المغامرات، والسياحة الرياضية.

 

يقول برهان شيلي، عضو المجلس الإداري لاتحاد مشغلي الفنادق في تركيا، إن المعارض السياحية المزمع عقدها في تركيا وحجوزات الفنادق، توحي بسيطرة المشهد الإيجابي على السياحة التركية، خلال العام الحالي.

 

شيلي، وهو رئيس جمعية مشغلي المنشآت السياحية في منطقة ألانيا، جنوبي تركيا، أضاف في حديثه لـ"الأناضول"، أنهم أمضوا الموسم السياحي الفائت في ظل آثار وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وأكد أن الموسم الحالي 2023، سيكون أفضل من العام الماضي "ما لم تظهر أزمات عالمية".

 

وتابع: "أفضل شيء قمنا به خلال فترة وباء كورونا، هو تنويع سوق السياحة التركية، حيث نجحنا في الانفتاح نحو الشرق، والشرق الأقصى وغيرها من الأسواق الأخرى، بعد أن كنا نركز بشكل أكبر على السوق الأوروبية".

 

وتذبذبت أرقام السياحة الروسية والأوكرانية وبدرجة أقل، الأوروبية، بسبب تبعات الحرب من جهة، والتضخم الذي ضرب دول الاتحاد الأوروبي بشكل كبير، من جهة أخرى.

 

وأوضح برهان شيلي، أن أحد أبرز الأسباب الرئيسية وراء تمكن قطاع السياحة التركي خلال 2022، من قرب الوصول إلى أرقام ما قبل وباء كورونا، هو تنويع الأسواق المستهدفة والرافدة للسياح. وتابع: "نعمل جاهدين لرفع قطاع السياحة التركي إلى مستوى أفضل".

 

وكأحد مؤشرات المشهد الإيجابي في السياحة التركية، قال شيلي إن أعداد الفنادق النشطة خلال موسم الشتاء الحالي، ازداد بشكل كبير بولاية أنطاليا عاصمة السياحة التركية، مستشهدا على ذلك بنشاط جميع المنشآت السياحية في منطقة "قوندو" بالولاية.

 

وحاليا، تنشط قرابة 10% من المنشآت السياحية في ولاية أنطاليا، وذلك بنسبة عالية من الحجوزات والنزلاء، وفقا لـ"شيلي". كما أن أحد أبرز أسباب سرعة تعافي قطاع السياحة في تركيا، هو برنامج السياحة الآمنة، يقول "شيلي"، الذي أوضح أيضا أن وجود هذا البرنامج زاد من الطلب على السياحة في البلاد.

 

وبموجب البرنامج الذي أطلقته الحكومة التركية صيف 2020، تمنح وزارات الصحة والخارجية والداخلية والسياحة ومؤسسات دولية متخصصة، الفنادق والمنتجعات السياحية التي تلتزم بمعايير الصحة والسلامة والتدابير الوقائية المشددة، "شهادة السياحة الآمنة" لاستقبال السياح.

 

من جهته، قال شكري جيمرين، عضو المجلس الإداري لوكالة ترويج وتطوير السياحة التركية، إنهم أمضوا موسم 2022 بنجاح وإيجابية. وأضاف أن السياحة التركية كانت في طريقها لتحطيم أرقام 2019 التاريخية، في عام 2020، إلا أن ظهور وباء كورونا أوقف نموها ومواصلتها مسيرتها الإيجابية، شأنها في ذلك شأن نظيراتها حول العالم.

 

وأكد أنهم دخلوا مرحلة التحسن خلال العام الماضي، موضحا أنهم يهدفون لاستقبال 60 مليون سائح في عموم تركيا، بحلول نهاية العام الجاري 2023. كما يتوقع أن تتجاوز أرقام السياحة في العام الحالي، ما كانت عليه قبل ظهور وباء كورونا عام 2019. ووصف العام الحالي بـ"عام الأرقام القياسية الجديدة" بالنسبة لقطاع السياحة في تركيا.

 

وفي سياق التأكيد على كلامه السابق، يستشهد "جيمرين" بمعدلات قدوم السياح إلى تركيا خلال الشهر الأول من 2023، موضحا أنها بلغت مستويات قياسية. وعلى صعيد أنطاليا وحدها، قال إنها استقبلت العام الفائت 13 مليون سائح، فيما تهدف لاستقبال 17 مليون زائر هذا العام، أي ما يعادل 25% من إجمالي سياح تركيا. واختتم حديثه بالتأكيد على عزمهم جعل تركيا وجهة مفضلة عالميا "لسياحة رائعة وبأسعار مناسبة".