وزارة السياحة والآثار تحتفل بالعيد الـ16 للآثاريين المصريين بدار الأوبرا المصرية

عيسى يعرب عن سعادته بحضور الحفل قائلا: ستأذنكم أن أطلق على نفسي أثري

مضاعفة الإنفاق على تطوير المتاحف والمواقع الأثرية في مصر خلال العام المالي المقبل

أمين عام المجلس الأعلى للآثار: المجلس يضم 28,700 موظف في مختلف تخصصات العمل الأثري..و50 بعثة مصرية تعمل حاليا بالمواقع الأثرية

 

 

شهد المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، مساء اليوم، الاحتفالية التي أقامتها وزارة السياحة والآثار، بمناسبة العيد السادس عشر للآثاريين المصريين، والذي شارك فيه أحمد عيسى وزير السياحة والآثار.

 

وحضر الحفل كل من غادة شلبي نائب الوزير لشئون السياحة، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ومساعدي الوزير لشئون مكتب الوزير والشئون الفنية والمشروعات، ورئيس الإدارة المركزية للشركات السياحية، ورئيس الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والانشطة السياحية بالوزارة، ورئيس الإدارة المركزية لمركز تسجيل الآثار المصرية، ومعاوني الوزير للموارد البشرية، والتحول الرقمي، ومستشاري الوزير لشئون التدريب وللسياحة المستدامة، وعدد من قيادات الوزارة والمجلس الأعلى للآثار.

كما شارك في الحضور عدد من سفراء دول العالم بالقاهرة من بينهم سفراء دول أسبانيا، وإيطاليا، وبلجيكا، وبولندا، واليونان، وكازاخستان، ونائب سفير المكسيك، ومدير المكتب الإقليمي لليونسكو، ومجموعة من مديري معاهد الآثار الأجنبية بالقاهرة.

 

واستهل أحمد عيسى كلمته بالإعراب عن فخره وسعادته بتواجده اليوم مع هذا الجمع من الآثاريين والمرممين المصريين للاحتفال بعيد الآثاريين المصريين هذا العام، مشيدا بما يبذلونه من جهد كبير وما تحقق من إنجازات ودورهم المشرف للحفاظ على تاريخ وآثار وتراث مصر والذي يعتبر إرث الإنسانية كلها وليس إرث مصر وحدها، قائلا: "ستأذنكم أن أطلق على نفسي أثري".

 

وأشار إلى الاكتشافات والافتتاحات الأثرية العديدة التي يقومون بها، مما يساهم في الترويج السياحي لمصر وجذب أنظار العالم إليها، مؤكدا على أن الآثار المصرية الثرية والمتنوعة هي خير سفير لمصر بالخارج، وهي ميزة تتفرد بها مصر عن غيرها من المقاصد السياحية على مستوى العالم، وتمثل عنصر جذب كبير  إليها.

 

وأوضح أن كثير من السائحين حول العالم لديهم شغف كبير بالحضارة المصرية القديمة، وهو ما أكدته نتائج إحدى الدراسات التسويقية التي تم إجراؤها خلال الفترة الماضية، حيث جاءت شريحة السائحين الذين يبحثون عن استكشاف الثقافة والآثار من أكثر الشرائح التي لديها طلب كبير على زيارة المقصد السياحي المصري.

 

وتوجه الوزير بالشكر للسفراء على حضورهم اليوم وعلى تعاونهم مع الوزارة لجذب مزيد من الحركة السياحية الوافدة من دولهم، للاستمتاع بما تزخر به مصر من مقومات سياحية وأثرية، معربا عن التطلع لمزيد من هذه الحركة.

 

وكشف وزير السياحة والآثار، أنه سيتم مضاعفة الإنفاق على تطوير المتاحف والمواقع الأثرية في مصر خلال العام المالي المقبل الذي يبدأ في يوليو 2023، بما يساهم في تقديم تجربة سياحية متميزة للمصريين والسائحين بها، وأشار إلى أنه سيتم العمل مع مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار لزيادة أوجه الإنفاق بأساليب مبتكرة سواء بالنسبة لفرق عمل أو على المواقع الأثرية والمتاحف، مؤكدا أنه من المستهدف أن يكون ذلك بالتمويل الذاتي من موارد المجلس، لافتا إلى أن ما تم إنفاقه على المشروعات الأثرية والمتاحف التابعة للمجلس الأعلى للآثار خلال العام المالي الماضي 2021-2022 بلغ 3.2 مليار جنيه، هو ضعيف جدا ولا يصل إلى ما تم إنفاقه على متحف المتروبوليتان فقط بالولايات المتحدة الأمريكية.

 

كما تحدث الوزير بإيجاز عن أبرز الإنجازات التي تمت بقطاع الآثار في مصر خلال عام 2022، موجها الشكر والتقدير للدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار السابق على ما قام به من جهد كبير، خلال فترة توليه حقيبة وزارة الآثار، ثم حقيبة السياحة والآثار بعد دمجهما في وزارة واحدة، ومؤكدا على أنه استمرار العمل والبناء عما تحقق من إنجازات من خلال تضافر جهود الجميع.

 

وأشار وزير السياحة والآثار إلى أن 2022 كان عاما استثنائيا ومميزا، حيث شهد مرور 200 عاما على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات، وكذلك مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، كما أنه شهد 26 كشفا أثريا، وأعمال تطوير ورفع كفاءة خدمات الزائرين في المناطق الأثرية والمتاحف، والتي جذبت أنظار العالم لمصر، وكانت محل اهتمام وسائل الإعلام الدولية.

 

المشروعات الأثرية

وأضاف الوزير أنه تم خلال عام 2022 أيضا، افتتاح مجموعة من مشروعات الآثار مثل افتتاح مشروع ترميم شجرة السيدة العذراء مريم بالمطرية ورفع كفاءة الخدمات بها وتطوير المنطقة المحيطة، في إطار مشروع تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة، هذا بالإضافة إلى افتتاح زاوية حسن الرومي بمنطقة الخليفة بعد ترميمها، وكذلك افتتاح مرحلة جديدة من تطوير منطقة الخدمات بمنطقة أهرامات الجيزة، وبدء التشغيل التجريبي لمنظومة الطاقة النظيفة والحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة، ومركز الزوار، ومطعم "خوفو".

 

وأضاف أنه تم أيضا خلال العام الانتهاء من مشروع هام وهو خفض منسوب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا الأثرية بمحافظة الإسكندرية، وذلك بعد 21 عاما من وضعه على قائمة التراث العالمي باليونسكو المهدد بالخطر، لافتا إلى الوزارة قد انتهت في ديسمبر الماضي من تركيب اللوحات الإرشادية والمعلوماتية بهذه المنطقة، في إطار مشروع تطوير خدمات الزائرين بها والذي يتم تنفيذه بالتعاون مع المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة.

 

وأشار الوزير إلى استمرار سير العمل بجميع مشروعات الآثار التي على وشك الانتهاء منها، مثل المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، والمتحف الآتوني بالمنيا، ومشروع المتحف المصري الكبير، هذا الصرح العظيم الذي ينتظر العالم كله افتتاحه بكل شغف، مؤكدا على أن تجربة الزائرين به ستكون من أهم التجارب المتحفية في العالم.

 

وأوضح أن هناك عدد من المشروعات جاهزة للافتتاح، مثل متحف عواصم مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، وقصر محمد على بشبرا.

 

التحول الرقمي في المواقع الأثرية

ومن ناحية أخرى، قال أحمد عيسى إن عام 2022 شهد تطورا كبيرا في ملف التحول الرقمي، الذي يعد أحد المكونات الرئيسية لاستراتيجية الوزارة، ومن أبرز ما تم إنجازه هو التوسع في إصدار تذاكر زيارة المواقع الأثرية والمتاحف إلكترونيا، وإتاحة شرائها باستخدام بطاقات الائتمان، وتركيب البوابات الإلكترونية في عدد من المناطق، وتنفيذ مشروع لتوصيل الإنترنت لجميع المواقع الأثرية والمتاحف.

 

الآثار المستردة

وفيما يتعلق بملف الآثار المستردة، أكد وزير السياحة والآثار على أن الهدف من الحفاظ على الآثار المصرية العريقة لا ينحصر فقط في الحفاظ على الموجودة بالداخل، وإنما هناك مساعي حثيثة بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية بالدولة لاسترداد الآثار المهربة من الخارج، وأضاف أنه تم ضبط أكثر من 3400 قطعة أثرية بالمنافذ المصرية قبل خروجها من البلاد بطرق غير شرعية.

 

العنصر البشري سر النجاح

وأوضح أن العنصر البشري بالوزارة هو حجر الزاوية في جميع النجاحات التي تحققت والتي سوف تتحقق، مؤكدا أن الوزارة تسعى دائما لدعم أبنائها وتحسين أوضاعهم الوظيفية والمالية، فالعنصر البشري على رأس أولويات الوزارة.

 

وأوضح أنه خلال عام 2022، تم ترقية نحو 11,500 من موظفي المجلس الأعلى للآثار للمستويات الوظيفية الأعلى مباشرة، وتم تثبيت أكثر من 3800 من المتعاقدين على الباب الأول.

 

وأضاف أن في إطار سعي الوزارة لتحسين أوضاع العاملين بها، فقد تم الموافقة على زيادة قيمة الأجر اليومي لعدد 210 من المتعاقدين بالمجلس الأعلى للآثار (بند أجر نظير عمل).

 

كما أشار إلى الاستثمار في أبناء الوزارة لرفع كفاءتهم من خلال برامج التدريب، حيث تم تدريب أكثر من 2760 من موظفي المجلس على البرامج التدريبية المتخصصة في علوم الآثار والحفائر والترميم والمتاحف.

 

وفي كلمته التي ألقاها بالاحتفالية، أعرب الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار عن فخره لكونه واحدا من الآثاريين المصريين، مؤكدا على أن السنوات الماضية استطعنا أن نجذب أنظار العالم نحو الحضارة المصرية العريقة من خلال الاكتشافات الأثرية الأخيرة والتي تمت بأيادي مصرية خالصة.

 

وقال إن عيد الآثاريين يمثل إحياء ذكرى عودة إدارة ملف الآثار للمصريين بتولى الدكتور مصطفى عامر في 14 يناير 1953م منصب أول رئيسا مصريا لمصلحة الآثار المصرية، بعد أن كان حكرا على الأجانب، لذلك اليوم نحتفل بـ70 عاما على إنشاء هذا الكيان.

 

وأشار إلى توجيهات الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار السابق بالعمل على زيادة البعثات الأثرية المصرية العاملة بالمواقع الأثرية حتى بلغت نحو 50 بعثة أثرية مصرية، لافتا إلى أن المجلس الأعلى للآثار يضم 28,700 موظف في مختلف تخصصات العمل الأثري.

 

وخلال فعاليات الحفل تم تكريم عدد من العاملين بالمجلس الأعلى للآثار من قيادات ومديري المتاحف والمناطق الأثرية والترميم والعاملين بالمواقع الأثرية، فضلا عن الفائزين بجائزة الدكتور زاهي حواس.

 

وتم هذا العام تكريم من المجلس الأعلى للآثار كل من:

- الدكتورة نادية محمد خضر رئيس الإدارة المركزية للوجه البحرى السابق والتي تجاوزت السن القانوني.

- صباح عبد الرازق مدير عام المتحف المصرى بالتحرير.

- نيفين محمد التوني مدير عام إدارة تطوير المواقع الأثرية بالقاهرة والجيزة.

- جمال أبو بكر السمسطاوي مدير عام آثار مصر الوسطي.

- مصطفى رزق إبراهيم العطار مدير عام آثار المنوفية.

- الدكتور عيسى زيدان عبد البديع المدير العام التنفيذي للترميم ونقل الآثار بهيئة المتحف المصرى الكبير.

- الدكتور حسين محمد كمال سليمان مدير عام شئون الترميم بهيئة المتحف المصري الكبير.

- أماني محمد توفيق قنديل مدير عام مناطق آثار القلعة.

- رمضان محمد سالم مدير عام ترميم الآثار المصرية بمصر العليا.

- عبد الرزاق محمد على مفتش آثار بمنطقة آثار القرنة بمحافظة الأقصر.

- فتحي عوض رياض أبو العلاء مدير مناطق آثار المنيا الجنوبية بملوى.

- فريق عمل بعثة جبانة الحيوانات المقدسة بالبوباسطين بسقارة والتي تسلمها الدكتور محمد الصعيدي رئيس البعثة.

 

كما تم تكريم عدد من عمال الآثار ومراقبي الأمن وهم:

-  أحمد عزت محمود عبد الوهاب مراقب أمن بمنطقة آثار هرم ميدوم.

- محمود حسن طايع شيخ الخفراء بمنطقة آثار القرنة بمحافظة الأقصر.

 

أما الفائزون بجائزة الدكتور زاهي حواس هم:

- فريق عمل مشروع حفائر إنقاذ موقع تبة مطوح  بغرب الإسكندرية.

- فريق عمل التوثيق الأثرى بمنطقة آثار تل مرقولة بمنطقة آثار الداخلة والفرافرة بمحافظة الوادى الجديد.

- فريق عمل مشروع ترميم وإعادة تأهيل مخطوط مزامير داوود النبي بالمتحف القبطي بالقاهرة.