طريق الكباش بالأقصر.. تاريخه والقصة الكاملة لاكتشافه في الذكرى الأولى لافتتاحه.. بالصور

طريق المواكب الكبرى أو المعروف بـ "طريق الكباش" بالأقصر، هو أحد أهم المشروعات الأثرية الضخمة التي تهتم بها الدولة بشكل كبير وعلى مدار سنوات طويلة، ويعد ومن أهم العناصر الأثرية لمدينة طيبة القديمة.

 

هو عبارة عن طريق إجمالي أطواله 2700 متر، يربط بين معابد الكرنك والأقصر، على جانبي الطريق 1057 تمثالا على 3 هيئات مختلفة، الأولى هيئة الكبش الكامل، والثانية جسم أسد ورأس كبش، والثالثة جسم أسد ورأس آدمي.

وفي الذكرى الأولى للافتتاح "طريق الكباش" الذي شهد احتفالية ضخمة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، يوم 25 نوفمبر 2021، يروي الدكتور مصطفى الصغير مدير معابد الكرنك بالأقصر في لقاء خاص لـ"ترافل يلا نيوز" القصة الكاملة التاريخية لطريق المواكب الملكية الكبرى، ومراحل اكتشافه.

 

تاريخ بناء الطريق في العصور القديمة

قال الدكتور مصطفى الصغير، إن هناك إشارات وجدناها بأن الملكة "حتشبسوت" أقدم ملكة قامت ببناء طريق بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر، إلا أن أقدم اسم موجود على أرض الواقع يرجع إلى عصر الملك توت عنخ آمون في الأسرة الـ18، وبالتالي حصل تغييرات خلال تلك الفترة، وبالتالي يعتبر أقدم أثر ملموس يرجع إلى عصر الملك توت عنخ آمون.

 

وأضاف أن هناك إشارات على المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت تفيد بأنها أنشأت 6 مقاصير على طول الطريق بين المعبدين لاستراحات الزوارق المقدسة، والتي تشير إلى أن هناك مواكب تعبر، مما يشير إلى أن هناك طريق ولكن لا نعرف ملامحه حتى الآن، وغالبا أنه ليس الطريق الحالي، والذي كان في الأسرة الـ30، وفي فترة حكم الأسرة الـ18 في عهد الملكة حتشبسوت كان جزء من النيل، والذي تغير مجراه عبر العصور واتجه ناحية الغرب، وبالتالي يمكن أن يكون هناك طريق آخر للملكة حتشبسوت لم يتم الكشف عنه بعد.

 

توالى الملوك للعمل في الطريق مثل الملك "آي"، وحور محب، ورمسيس الثالث، وسيتي الثاني، وكبير الكهنة "حيري حور" قام بأعمال ترميم في الطريق.

 

والملك نخنتبو الأول من الأسرة الـ30 هو الذي قام ببناء الجزء الأعظم من الطريق، ويبدأ من معبد "موت" بجوار معبد الكرنك حتى معبد الأقصر بإجمالي أطوال 2200 متر، واستغل في ذلك المساحة التي تركها نهر النيل بعد تغير مساره قبل أن يأتي بنحو 300 عام، وكانت مساحة منبسطة بدون أي إشغالات أثرية، واستفاد بها ببناء الطريق بالشكل الموجود حاليا.

 

قصة اكتشاف الطريق وأهميته الأثرية

وثم تحدث الدكتور مصطفى الصغير عن أهمية الطريق الأثرية، حيث إنه ليست مجرد رصيف حجري وتماثيل على طول الطريق، وإنما هو عبارة عن موقع حفائر كبير ومازال وسيظل لعشرات السنين.

 

وقال إن الحفائر استمرت أكثر من 72 عاما، حيث إن بداية الكشف عن الطريق كانت في 18 مارس عام 1949، من خلال الأثري زكريا غنيم الذي بدأ الحفائر عند معبد الأقصر واكتشف أول جزء من الطريق، واستمرت الأعمال حتى عام 1951، وتم الكشف عن 8 تماثيل.

 

وبعد ذلك منذ عام 1958 حتى 1961، استكمل الأثري الدكتور محمد عبد القادر الاكتشافات للوصول إلى 18 تمثالا وأجزاء من الرصيف الحجري، وكل هذا كان مردوما حتى بلغت ارتفاعات الرديم فوق منسوب الطريق من 6 إلى 10 أمتار وفقا للصور القديمة.

 

وفي الفترة من عام 1961 حتى 1964، كشف الدكتور محمود عبد الرازق عن أجزاء كبيرة لنحو 55 تمثالا من ناحية معبد الأقصر، حتى توقفت الحفائر لفترة استمرت 20 عاما.

 

إلى أن قام الدكتور محمد الصغير بعمل حفائر في الطريق منذ عام 1984 حتى 2000، وقام بالعمل على الطريق في أماكن متفرقة، ويعد أول أثري يحدد المسار الفعلي للطريق، واهتم بالكشف عن الطريق من بدايته عند معبد الكرنك.

 

ومنذ عام 2005 وحتى عام 2011، عمل الدكتور منصور بريك في الحفائر بتعاون ودعم من محافظة الأقصر، وتم إخلاء مساحات كبيرة من الطريق، والكشف عن أجزاء كثيرة منه، وكان من المفترض الكشف عن الطريق والافتتاح في مارس 2011، ومع قيام ثورة يناير توقف المشروع، ولكن لن يكون شكل الطريق مثلما تم الكشف عنه مؤخرا، حيث إن هناك أجزاء كانت مغطاة عند كنيسة العذراء، والسنترال.

 

بداية من 2017 أصدر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار قرارا بتولي الدكتور مصطفى الصغير مهمة الإشراف على مشروع "طريق الكباش"، وبالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تم إجراء الحفائر بالمناطق المتبقية، ولأول مرة تم الكشف عن الطريق بالكامل كما كان أيام المصري القديم منذ أكثر من 2000 عام، حتى تم الافتتاح في 25 نوفمبر 2021، وكانت لحظة تاريخية، وتم تنظيم احتفال كبير وحضور ومتابعة عالمية.

 

عوامل أثرت على الطريق على مر العصور

أوضح الدكتور مصطفى الصغير أن بداية الكشف عن "طريق الكباش" كانت من ناحية معبد الأقصر تحت طبقات الطمي التي كان يجرفها النيل كل فترة، رغم أن الأجزاء الأولى العليا من الطريق عند معبد الكرنك كانت مكشوفة وتعرضت للتآكل.

 

وتابع: "طريق الكباش عند معبد خونصو وجدنا التماثيل غير مكتملة ولم نجد ولا رأس كبش، وتم عمل ترميم لتكميلها، ووجدنا 9 منها في الحفائر، وأجزاء مكتشفة قديما في المخازن منذ السيتينات والسبعينات وتم ترميمها وتركيبها".

 

وأشار الدكتور مصطفى الصغير إلى أن أفضل جزء تم الحفاظ عليه في الطريق وقت الحفائر هو الجزء الموجود عند معبد الأقصر، بسبب أن المصري القديم اهتم بعمل التماثيل بتفاصيل كاملة، وفي العصر الروماني تحول إلى حامية رومانية داخل أسوار الحصن الروماني، ولم يمد لها التدمير عبر العصور، وفي أواخر العصر الروماني أهالي طيبة بياخدوا التماثيل يكسروها ويبنوا بأحجارها مباني أخرى.

 

ورغم تأثير العوامل الطبيعة أثرت بشكل سلبي على الطريق، إلا أن العوامل البشرية كان لها التأثير الأكبر، حيث كان جزء الطريق عند معبد الكرنك كان مقام عليه مباني نجع أبو عصبة، وصدر القرار الجمهوري رقم 201 لعام 2018 بإخلاء المسارات المتعارضة مع طريق الكباش، حيث كانت بقايا المباني فوق التماثيل نفسها، والسكان تعاونوا في ذلك، أن الصرف الصحي أثر على التماثيل بشكل سلبي والحفر الخلسة من خلال السراديب التي أثرت سلبا على الأثر.

 

"الكرنك" قبل وبعد الطريق

أثر انتشار فيروس كورونا على توافد السائحين، وكانت المعابد مغلقة، وبعد افتتاح طريق الكباش بدأت تشهد انتعاشة تدريجية، حيث كانت تصل أعداد الزائرين إلى 5 آلاف زائر يوميا في معبد الكرنك، قبل شهر فبراير 2020، ونسبة الأجانب كانت تصل إلى 80%، واتخذت مصر إجراءات احترازية لفتح المعابد للزيارة مما قلل من التأثير السلبي للجائحة، وشجع السائحين على زيارة مصر، مع إقبال المصريين خلال الأجازات.

 

وقال مدير عام معابد الكرنك: "قبل الافتتاح كان هناك مؤشرات انتعاش جيد لأن الناس فاض بيها الكيل من فترة الإغلاق في بلادهم والتي حرمتهم من السفر، وعدد الزيارات تراوح بين 3000 و3500 زائر يوميا، أغلبها من شرق أوروبا رومانيا وبلجيكا وصربيا وأوكرانيا وبيلاروسيا، وروسيا من خلال رحلات اليوم الواحد قبل الأزمة الأخيرة".

 

ومع افتتاح طريق الكباش، أكد الصغير أن نسبة الإشغالات في الأقصر سجلت 100%، وكان للاحتفالية أكثر من مردود منهم فوري بإصرار السائحين المتواجدين في الأقصر أن يكون الطريق ضمن برنامج زيارتهم رغم أنه لم يكن موجود بالخطة، ولم نتوقع ذلك نظرا لطول المسافة والتي تبلغ 2700 متر، مضيفا أن المردود فيما بعد هو تعديل شركات السياحة لبرامج الزيارة في تعاقداتها مع منظمي الرحلات لتضم طريق الكباش، لترتفع الزيارات في الكرنك والأقصر بسبب طريق الكباش في حدود 15% عما قبل.

 

وتستحوذ رحلات اليوم الواحد من الغردقة تستحوذ على النصيب الأكبر من حركة السائحين الوافدين إلى الأقصر، وتكون ذروة موسم الشتاء بدءا من شهر أكتوبر وحتى مارس.

 

الممشى.. مشقة ممتعة وسط حياة المصري القديم

وعلى جانب آخر من المشقة الممزوجة بالمتعة، أوضح الدكتور مصطفى الصغير أن مساحة مجموعة معابد الكرنك داخل الأسوار فقط أكثر من 100 فدان، والزائر يدخل من المدخل الرئيسي وعندما يصل إلى طريق الكباش يكون بعد جولة كبيرة داخل المعبد، ولكنه يعيش المتعة في جولته وسط عظمة ودقة وروعة البناء التي تجسد حضارة المصري القديم، أما معبد الأقصر يتميز بصغر مساحته وبالتالي قريب من الطريق جدا، وبالتالي رحلته بين المعبدين على طول الطريق تكفي لقضاء يوم كامل بالمنطقة الأثرية.

 

كما أن السائح يشاهد على طول طريق الكباش أعمال حفائر كبيرة، الأثر يخرج من الأرض أمامه، ويشاهد معاصر للنبيذ ومقياس للنيل ومناطق لصناعة الفخار والحلي والتمائم، وأفران حياة يومية وبقايا منازل لمدينة طيبة، قائلا: "هتشوف الحياة عند المصري القديم كيف كانت".

 

وأكد الصغير أنه لو تم استثمار "طريق الكباش" على المستوى الترويجي سيكون مسار جذب قوي، بإقامة مهرجانات سنوية به، وعروض أزياء عالمية، ومؤتمرات دولية، وذلك على هامش الاحتفالات الكبرى سنويا.

 

أسعار تذاكر زيارة معابد الكرنك والأقصر وطريق الكباش

معابد الكرنك

- السائح الأجنبي: 200 جنيه

- الطالب الأجنبي: 100 جنيه

- الزائر المصري: 30 جنيها

- الطالب المصري: 10 جنيهات

- تشكل التذكرة معابد الكرنك كاملة والمسافة حتى منتصف طريق الكباش لمشاركته مع معبد الأقصر.

 

معبد الأقصر

- السائح الأجنبي: 160 جنيه

- الطالب الأجنبي: 80 جنيه

- الزائر المصري: 30 جنيها

- الطالب المصري: 10 جنيهات

- تشكل التذكرة معبد الأقصر والمسافة حتى منتصف طريق الكباش لمشاركته مع معبد الكرنك.

 

Luxor Pass

تم إطلاق التذاكر المجمعة "Luxor Pass" نهاية عام 2016، وتتيح للسائح زيارة جميع المناطق الأثرية المفتوحة في الأقصر على مدار 5 أيام، بدوت تحديد لعدد الزيارات، ويكون التصريح شخصي وبصورة الزائر، ويتميز بالإقبال، ويعد ذكرى مهمة للسائح لزيارة مصر، ويوجد منه فئتين:

 

- فئة تشمل مقبرتي سيتي ونفرتاري وسعرها 200 دولار للسائح الأجنبي، وللطالب الأجنبي 100 دولار، أو ما يعادله.

- فئة لا تشمل مقبرتي سيتي ونفرتاري وسعرها 100 دولار للسائح الأجنبي، وللطالب الأجنبي 50 دولارا، أو ما يعادله.

 

اقرأ أيضا:

الرئيس السيسي يفتتح طريق الكباش بالأقصر.. ويقوم بجولة في معبد الأقصر (صور)