جيل جديد من أجنحة الدرجة الأولى الفاخرة على متن الطائرات.. تعرف عليها (صور)

وسط سعي شركات الطيران للإفادة من المساحة الأرضية لأجنحة الدرجة الأولى قدر الإمكان، يبدو أن أحدث التطورات الهادفة لجعل هذه التجارب فائقة الرفاهية، وأكثر فخامة، غير متصلة بإضافة مزيد من العرض أو الطول على الأجنحة، وذلك وفقا لما جاء في (CNN) بالعربية.

 

ويمتد جيل جديد من الأجنحة ذات الجدران العالية التي تصل حتى السقف في أحدث الطائرات ذات الهيكل العريض، لتتفوق على الأجنحة السابقة. وظهر الجيل الأول من أجنحة الدرجة الأولى المغلقة بأبواب منذ نحو 15 عاما على متن طائرة إيرباص A380.

 

وبالتزامن مع أكبر طائرة تجارية بنيت على الإطلاق، جاءت أكبر مقاعد لمقصورة الدرجة الأولى، وسرعان ما انتشرت هذه المقاعد داخل الطائرات الأخرى مثل بوينج 777. منذ ذلك الحين، أصبح لمعظم مقاعد الدرجة الأولى أبوابا.

 

وتتمثل الوظيفة الرئيسية للأبواب بتوفير الخصوصية، ما يتيح لركاب الدرجة الأولى بعضا من أفضل وسائل الرفاهية، من خلال إنشاء مساحة خاصة بهم للعمل، أو الاسترخاء مع إمكانية مشاهدة فيلم على شاشة كبيرة، أو الاستمتاع بتناول الطعام الخاص مع احتساء الشمبانيا والتمتع بطعم الكافيار.

 

ومع ذلك، إلى وقت قريب، لم تمتد أبواب أجنحة الدرجة الأولى حتى السقف، وكان حدها الأعلى يصل إلى مستوى الصدر تقريبًا لمعظم الركاب، ما يعني أن طاقم الرحلة والركاب الآخرين المارين يمكنهم النظر داخل الجناح.

 

وكان ذلك بحسب التصميم، إذ تنص متطلبات السلامة على أن أعضاء الطاقم بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على رؤية داخل الجناح. لكن شركات الطيران ذات الأجنحة عالية الجدران تمكنت من تلبية هذه المتطلبات أيضا.

 

الامتداد إلى أعلى

 

كانت أجنحة الدرجة الأولى، الخاصة بالاتحاد للطيران، على متن طائرة A380، أبوابها عالية لكن ليس بارتفاع السقف، رغم أن جناح The Residence يضم غرفة نوم مغلقة منفصلة عن المقاعد التي كان على الركاب استخدامها للإقلاع والهبوط.

 

وكانت طيران الإمارات أول شركة طيران تقدم فئة الأجنحة الفائقة ذات الجدار العالي بأحدث أجنحة الدرجة الأولى على متن بوينج 777، وهي مغلقة بالكامل وتسمح للركاب بتخصيص تجربتهم بالكامل. وتستخدم طيران الإمارات كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة، التي يمكن الوصول إليها مباشرة وفقط من قبل طاقم الطائرة، لتفقّد متطلبات رؤية المقصورة.

 

وتعد لوفتهانزا الألمانية أحدث شركة طيران تدخل عالم أجنحة الدرجة الأولى الفائقة عالية الجدران. وتعمل لوفتهانزا مع شركة تصنيع المقاعد Collins Aerospace، وشركة التصميم PriestmanGoode، لإنشاء جناح الدرجة الأولى Allegris، الذي يعد بتجربة طيران مختلفة.

 

وكما هي الحال مع أي مقعد في شركة طيران، تتقلب الأسعار ولكن هذه التجارب قد تكلف عشرات الآلاف من الدولارات.

 

تحدثت CNN مع دانيال ماسينس، مدير شركة PriestmanGoode، لمعرفة المزيد حول كيفية تصميم هذه الأجنحة الجديدة، ولماذا تختارها شركات الطيران، وكيف تتلاءم مع الطائرة وكيف يجب تصميمها للحصول على موافقة؟

 

معادلة معقدة

 

يقول "ماسينس"، إن السؤال المهم يتمثل في "كيف لا تفقد جودة المنتج مع كل الشهادات، وكل هذه التفاصيل؟ لذلك كان تحديا كبيرا، لكنه مثير، تجاوز الشهادة، وتجاوز وكالة سلامة الطيران الأوروبية، وكل هذه الأمور".

 

وتعتبر وكالة سلامة الطيران الأوروبية، إلى جانب إدارة الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة، واحدة من المنظمتين الرئيسيتين لسلامة الطيران في العالم.

 

ويشير "ماسينس" إلى أن إنشاء الجناح الجديد الفائق لشركة الطيران لوفتهانزا "كان تحديا مثيرا للغاية"، إذ لم يسبق لأحد فعل ذلك من قبل على طائرة A350.

 

وعند إنشاء أي تجربة جلوس جديدة، وعلى وجه الخصوص عند دفع حدود المقصورة المتميزة، هناك الكثير من التفاعل بين صانع الطائرة، وصانع المقاعد، وشركة الطيران وشريكهم في التصميم.

 

وقد طور المقعد الجديد الخاص بشركة الطيران لوفتهانزا على مدار 5 أعوام، ويعد تعاونا بين خبرة منتجات الشركة وفرق العلامات التجارية، وإيرباص، PriestmanGoode، وCollins.

 

إضافة الراحة

 

أثناء عملية التصميم، كان على الفريق إجراء مجموعة متنوعة من التعديلات، مثل إزالة الخزائن العلوية وإضافة خزانة ملابس إلى دعامة الباب. وهذا يعني أنه يمكن للمسافرين تغيير ملابسهم داخل مساحة الجناح، من دون الحاجة إلى التوجه للحمام، لارتداء البيجامات الفاخرة التي توفرها شركة الطيران، وتعليق ملابسهم داخل الخزانة.

 

وهذا يوفر رحلة أكثر راحة واسترخاء في ملابس نوم مصنوعة من أقمشة تسمح بمرور الهواء، من دون أحزمة خصر ضيقة، ويعني أيضا أن ملابسك تبقى غير مجعدة وجاهزة للارتداء لدى وصولك إلى وجهتك النهائية.

 

كما عمل الفريق على التأكد من تدفق الهواء في المقصورة، المصمم بعناية من قبل الشركة المصنعة للطائرة لتحسين درجة الحرارة والهواء النقي للمقصورة، بالإضافة إلى معرفة مدى ارتفاع الجدران قبل أن يلزم إعادة تصميم نظام تكييف الهواء ليكون جناحًا مغلقًا بالكامل.

 

ويوضح "ماسينس" أن الجزء المهم من التصميم يتمثل في "أنه يجعلك تشعر وكأنها مساحتك الخاصة، بدلا من جعلها مقصورة مفتوحة. لقد أرادوا هذا النوع من الخصوصية، ولديك مساحة كافية لا تحتاج حقا إلى الشعور وكأنك منغلق نوعا ما.

 

ويضيف: "إنها ليست مثل أجنحة درجة الأعمال المغلقة، لديك مساحة كبيرة داخلها. لذا، حتى لو جلست هناك والباب مغلق، تشعر بكبر المساحة، ولا تشعر أنك محاصر". ويبدو أن مستقبل الدرجة الأولى هو إلى حد كبير مستقبل عالي الجدران.