احتفال مصر بـ100 عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون.. والأقصر تجذب أنظار العالم

شهدت ساحة معبد الأقصر الاحتفال بمرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون والتي نظمتها، وزارة السياحة والآثار ممثلة في هيئة تنشيط السياحة، بالتعاون مع مركز البحوث الأمريكي، والتي تضمنت أمسية فنية بساحة المعبد، وذلك بحضور أحمد عيسى وزير السياحة والآثار.

 

وألقى أحمد عيسى كلمة بالفعالية أعرب خلالها عن سعادته للتواجد في محافظة الأقصر للاحتفال بذكرى مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون أشهر ملوك مصر، وسعادته بأن يكون بين هذا الجمع من علماء الآثار وعلماء المصريات المشهورين من جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن هذا الاكتشاف الأثري الفريد وضع مصر في مقدمة الحضارة والتاريخ في العالم وعلم الآثار والثقافة، لافتا إلى أن الحضارة المصرية العريقة قد فتنت العالم أجمع ولا زالت تبهره.

 

وأشار وزير السياحة والآثار إلى أن كنوز الملك توت عنخ آمون التي استحوذت منذ عام 1922 على خيال العالم، أثرت على عقول وقلوب الكثيرين في جميع أنحاء العالم، حيث تحكي كل قطعة قصة عن حياة أشخاص عاشوا قبل آلاف السنين.

 

ولفت إلى أنه من المقرر أن يتم نقل كنوز الملك توت عنخ آمون من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير ليتم عرضها كاملة لأول مرة به بعد افتتاحه، مشيرا إلى أن هذه الكنوز قد جابت العالم وأبرزت روعة مصر القديمة مما أعطى لهم لمحة عما يمكنهم رؤيته عند زيارتهم لمصر، فالملك توت عنخ آمون أصبح أسطورة وسفيرا عالميا لمصر.

 

وتحدث الوزير عن التقرير الذي نشره موقع ناشيونال جيوجرافيك والذي اختار مصر ضمن 25 مكان وتجربة مذهلة لعام 2023، وطلبت من القراء زيارة كنوز الملك توت عنخ آمون في المتحف المصري الكبير وطريق الكباش بالأقصر.

 

ومن جانبه، أكد عمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، أن تنظيم الهيئة لهذه الاحتفالية يأتي ضمن الفعاليات المتنوعة التي تحرص على تنظيمها تماشيا مع الاستراتيجية الإعلامية للترويج للمقصد السياحي المصري، ولإظهار تميزه وتنوعه، وأنه مقصد متجدد نابض بالحياة والنشاط.

 

وأوضح أنه بهذه المناسبة، قامت الهيئة أيضا بإطلاق فيلم ترويجي قصير عن الملك توت عنخ آمون يبرز شهرته الكبيرة حول العالم، مشيرا إلى أن هذا الفيلم تم إذاعته خلال فعاليات الاحتفالية.

 

وأضاف أن مثل هذه الفعاليات الهامة يعتبر فرصة جيدة لإلقاء الضوء على المقومات السياحية والأثرية الفريدة التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري وتجذب نظر الكثيرين حول العالم.

 

وقد شهدت الاحتفالية فقرات فنية متنوعة، وحضر الحفل عالم الآثار الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، والدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار الأسبق، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور ديفيد أندرسون رئيس مركز البحوث الأمريكي، والدكتورة لويز برتيني المدير التنفيذي لمركز البحوث الأمريكي بمصر، وقيادات وزارة السياحة والآثار ومركز البحوث الأمريكي، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ.

 

كما حضر مجموعة من سفراء الدول الأجنبية المختلفة بالقاهرة من بينهم المملكة المتحدة، بولندا، إيطاليا، المكسيك، كرواتيا، الاتحاد الاوروبي، الولايات المتحدة الأمريكية، الدنمارك، تشيلي، وسنغافورة، والمنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، والمستشار الثقافي الكندي، وعدد من رؤساء المعاهد الأثرية الأجنبية في مصر، وممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية، وعدد من المدونين والمؤثرين المصريين والأجانب من عدد من الدول ممن يتمتعون بنسبة متابعة عالية.

 

إعادة افتتاح استراحة عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر مكتشف المقبرة

وبمناسبة الاحتفال بمئوية اكتشاف مقبرة الملك الذهبي، نظمت وزارة السياحة والآثار زيارة لمقبرة الملك توت عنخ آمون بوادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، وافتتاح وزير السياحة والآثار ومحافظ الأقصر لاستراحة عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر مكتشف المقبرة، وذلك بعد الانتهاء من إعادة ترميمها، بجانب مشاركة الوزير فى المحاضرة الرئيسية للمؤتمر العلمي الذي ينظمه مركز البحوث الأمريكي في مصر لعالم الآثار الدكتور زاهي حواس تحت عنوان" توت عنخ آمون: عائلته ووفاته، ووادي الملوك والملكات بعد رحيل كارتر".

 

وفي كلمته خلال الافتتاح، قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن هذا الكشف استطاع أن يبهر العالم أجمع، موجها الشكر لكل من ساهم في هذا الاحتفال وخاصة من أبناء المجلس الأعلى للآثار ومنطقة آثار القرنة بالأقصر، وسفارتي الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، ومركز البحوث الأمريكي بالقاهرة.

 

واستعرض بإيجاز عدد من الفعاليات التي نظمتها الوزارة خلال الفترة الماضية والتي قامت بلفت أنظار العالم إلى مصر وتنشيط الحركة السياحية الوافدة إليها وعلى رأسها احتفالية نقل المومياوات الملكية، واحتفالية افتتاح طريق الكباش، والاحتفال بمرور 200 عام على فك رموز الكتابة الممصرية القديمة ونشأة علم المصريات.

 

وأشار الدكتور مصطفى وزيري في حديثه إلى التعاون القائم بين مصر وجميع الدول في مجال العمل الأثري، موضحا أنه يوجد نحو 250 بعثة أثرية أجنبية تعمل في مصر من 25 دولة حول العالم منها الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وألمانيا.

 

ولفت أيضا إلى التعاون المشترك وغير المسبوق مع العديد من دول العالم لمساعدة مصر في استعادة الكثير من القطع الأثرية التي سافرت خارج مصر بطريقة غير شرعية، مشيرا إلى أنه تم استرداد 29 ألف قطعة أثرية على مدار الـ 3 سنوات الماضية، كانت قد خرجت بطريقة غير شرعية خارج البلاد. وأشار إلى أنه على مدار السنوات القليلة الماضية استطاعت البعثات الأثرية المصرية أن تبهر العالم بأحدث اكتشافاتها الأثرية على مستوى العالم.

 

ومن جانبه، أوضح الدكتور نيكولاس وارنر مدير مشاريع التراث الثقافي بمركز البحوث الأمريكي بمصر ومدير مشروع ترميم الاستراحة، أن مشروع ترميم بيت كارتر وتحديث المعلومات المقدمة لزائريه يكفل استمرار هذا الموقع التراثي المعاصر نسبيا في تقديم الوعي والمعرفة عن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وعن حياة كارتر إلى جميع زائريه، مشيرا إلى أن نجاح هذا المشروع يعود إلى التعاون الراسخ والشراكة القوية بين وزارة السياحة والآثار ومركز البحوث الأمريكي بمصر وإلى دعم المانحين والشركاء التقنيين.

 

وأشار زكي مرقص حفيد مرقص حنا باشا إلى أنه شرف عظيم له أن يرى جده مرقص حنا باشا وهو يحظى بهذا التقدير للدور الذي قام به في هذا الكشف العظيم وللأثر الخالد.

 

زيارة السفراء الأجانب لمقبرة الملك الذهبي بوادي الملوك

في إطار فعاليات احتفال وزارة السياحة والآثار بمناسبة مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون والتي تنظمها بمحافظة الأقصر على مدار اليوم، استهلت الوزارة، صباح اليوم، هذه الفعاليات بتنظيم زيارة لمقبرة الملك توت عنخ آمون بوادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، رافق خلالها عالم الآثار الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مجموعة من سفراء الدول الأجنبية المختلفة بالقاهرة من بينهم المملكة المتحدة وبولندا وإيطاليا والمكسيك وكرواتيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والدنمارك وتشيلي وسنغافورة، والمنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، والمستشار الثقافي الكندي، وممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية، وعدد من المدونين والمؤثرين المصريين والأجانب من عدد من الدول ممن يتمتعون بنسبة متابعة عالية، وقاموا خلال اصطحابهم لهم بتقديم لهم معلومات عن المقبرة وتاريخ اكتشافها وما تحتويه من كنوز، وأبرز الدراسات التي تمت على موميائه لمعرفة سبب وفاته.

 

جدير بالذكر أنه تم اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون كاملة في 4 نوفمبر 1922، على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، وكان الملك توت عنخ آمون أحد أبرز ملوك مصر القديمة على مر العصور ولا تزال كنوزه الأثرية تجذب أنظار العالم، والتي من المقرر أن يتم عرضها كاملة بالمتحف المصري الكبير بعد افتتاحه.

 

وتجدر الإشارة أنه بهذه المناسبة، كان قد وافق المجلس الأعلى للآثار على السماح بدخول المصريين والعرب والأفارقة والأجانب المقيمين لجميع المواقع الأثرية والمتاحف المفتوحة للزيارة والتابعة للمجلس، مجانا، يوم 23 نوفمبر الجاري، ماعدا مقابر توت عنخ آمون وستي الأول ورمسيس السادس ونفرتاري بالأقصر، وأهرامات الجيزة من الداخل، وذلك على مدار مواعيد العمل الرسمية.

 

قناع توت عنخ آمون أيقونة كنوز الملك الذهبي

يعد القناع الجنائزي للملك توت عنخ آمون إحدى روائع كنوز مقبرة الملك الذهبي، وتحتفل مصر هذه الأيام بمرور 100 عام على اكتشاف مقبرته التي لا تزال تبهر العالم، وتعتبر من روائع الفن الأكثر شهرة في العالم.

 

صنع القناع من الذهب المطعم بالفيروز والعقيق واللازورد والأحجار شبه الكريمة، ويصور القناع وجه الملك توت عنخ آمون في صورة أوزوريس، معبود الحياة الأخرى، أما خلفية القناع فمنحوتة بتعويذة للحماية.