أسعار الفنادق ترتفع 40% بعد زيادة السولار.. المنتجعات بين التعديل والثبات.. والنايل كروز الأكثر تأثرا

أكد القطاع الفندقي أن زيادة أسعار السولار تسببت في ارتفاع كبير في تكاليف تشغيل الفنادق سواء المنتجعات السياحية أو الفنادق العائمة "النايل كروز"، كما أن الأزمة الحقيقية كانت في التزام هذه الفنادق بتعاقدات مبرمة لمجموعات سياحية قادمة سواء الموسم الصيفي الحالي أو الشتوي المقبل، كما ساهم أيضا زيادة سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري بشكل كبير في ارتفاع بعض البنود في مصروفات التشغيل.

 

جدير بالذكر أن لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية قررت في منتصف يوليو الماضي تعديل الأسعار الحالية السائدة في السوق المحلي، وذلك للربع (يوليو- سبتمبر 2022)، والتي كان من بينها زيادة سعر لتر السولار 50 قرشا ليصبح 7.25 جنيه.

 

وتجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري ارتفع الأسبوع الماضي ليكسر حاجز الـ 19 جنيها رسميا لأول مرة منذ قرار التعويم في نوفمبر 2016، بارتفاع نحو 15 قرشا في الشراء والبيع، بعد قفزته في نهاية مارس الماضي بنحو 2.5 جنيه زيادة بسعره في السوق الرسمي.

 

في هذا السياق، قال علاء عاقل رئيس غرفة المنشآت الفندقية، إن السولار رفع التكلفة الإجمالية لتشغيل الفنادق، سواء من حيث توريدات الأغذية لاعتمادها على النقل، فضلا عن اعتماد المنتجعات السياحية على السولار في تشغيل مولدات الكهرباء ومحطات تحلية المياه، وهو ما أدى إلى زيادة في المصروفات من 30 إلى 40%.

 

وأوضح عاقل لـ"ترافل يلا نيوز" أن هناك ركودا عالميا وبالتالي لا استطيع رفع أسعار الإقامة بنفس نسبة زيادة تكاليف التشغيل، لجذب الحركة السياحية.

 

وأشار إلى أن هناك تعاقدات يجب احترامها ولا نستطيع تغيير أي بند خاصة أن السعر هو الأساس في هذه الاتفاقيات مع منظمي الرحلات، لافتا إلى أن الفنادق العائمة ستكون تكلفتها أعلى لأن عدد الكبائن أقل، ومصروفات تشغيلها أعلى بكثير من الفنادق الثابتة، لارتباطها برحلة متحركة في النيل.

 

المنتجعات السياحية

وفي سياق متصل، قال محمد عيد سليمان مدير تسويق مجموعة فنادق بيك الباتروس، إن حالة التضخم العالمية وخاصة في دول أوروبا التي تعد السوق الرئيسي للمنتجعات السياحية في شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم، مما جعلت إقبال الأوروبيين على السفر والسياحة أضعف، لتخفيض النفقات، مما أدى لحالة ركود، ولمواجهة ذلك لم ترتفع أسعار الإقامة في فنادق المجموعة رغم زيادة أسعار السولار التي أثرت بالتبعية في مصروفات التشغيل، وذلك لأننا نستهدف موسم سياحي مميز.

 

وأكد سامح عبد المنعم مدير المبيعات والتسويق لفنادق باروتيل في شرم الشيخ، أن تكاليف التشغيل ارتفعت ما بين 40 إلى 45%، بسبب زيادة سعر السولار نتيجة ارتفاع أسعار توريدات الفنادق من الأغذية والمشروبات لارتباطها بتكاليف النقل، وأيضا استخدام السولار في محطات تحلية المياه ومولدات الكهرباء وغيرها من عناصل التشغيل، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الإقامة بنسبة تعوض هذه الزيادة.

 

النايل كروز

وفي سياق متصل، صرح محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، بأن الفنادق العائمة شهدت ارتفاعا في الأسعار من 10 إلى 15%، وبالنسبة للنقل السياحي بنسبة من 20 إلى 25% حسب التوزيع الجغرافي، حيث إن النقل السياحي في الأقصر وأسوان ارتفع 20%، أما الغردقة 25%، وذلك بعد زيادة السولار وتغير سعر الدولار أيضا، موضحا أن مصروفات التشغيل ليست فقط وقود لتحريك الماكينات للفنادق العائمة وإنما هناك عناصر أخرى تأثرت أيضا.

 

وأكد عثمان أن شركات السياحة تحملت هذه الزيادة نتيجة التزامها في التعاقدات مع منظمي الرحلات الأجانب بأسعار محددة، مشيرا إلى تطبيق الأسعار الجديدة بعد الزيادة المعلنة في الموسم الشتوي في التعاقدات التي يتم توقيعها حاليا، أما المجموعات السياحية التي يتم استقبالها في الوقت الحالي لم تتغير أسعار الإقامة لهم وخاصة من الأسواق الإيطالي والفرنسي والإسباني.

 

ومن ناحية أخرى، كشف رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، أنه جاري التعاقد في الأقصر على تسيير من 10 إلى 12 طائرة شارتر أسبوعيا، بالإضافة إلى الطيران المنتظم، وذلك من ألمانيا، وفرنسا، وإنجلترا، وإيطاليا، وإسبانيا، واليت تستحوذ على النصيب الأكبر من الحركة السياحية الوافدة إلى الأقصر، مشيرا إلى عودة دول شرق آسيا بشكل ملحوظ، بعد عودة تشغيل الطيران القطري لـ3 رحلات أسبوعية، وبالتالي يساهم في توافد كبير من السوق الياباني والهندي وكوريا الجنوبية.

 

وأكد ماجد ألفي دوس صاحب أحد الفنادق العائمة "النايل كروز"، أن زيادة أسعار السولار أثرت بشكل مباشر في مختلف عناصر تشغيل الفنادق العائمة ليس فقط في وقود إبحار الفندق، وبالتالي اضطرت الفنادق لرفع أسعار الإقامة في الليلة للفرد ما بين 3 إلى 5 دولارات.

 

وأوضح أن تكلفة الأطعمة ارتفعت بنحو 50%، إلى جانب عامل زيادة سعر صرف الدولار الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الخامات وقطع الغيار بنسبة وصلت إلى 100%.

 

وأشار ماجد ألفي إلى أنه تم التواصل مع منظمي الرحلات الأجانب بشأن تعديل الأسعار في التعاقدات المبرمة بالفعل، وفقا لأحد البنود التي تنص على إمكانية تعديل الأسعار في حالة الزيادات الطارئة في مصروفات التشغيل مثل الضرائب أو الوقود بمعرفة الدولة.

 

وأضاف أن بعضهم تقبل هذه التعديلات وأبرزها الشركات الأمريكية، وعدد آخر من الشركات رفضت الأسعار الجديدة وبالتالي ألغت التعاقد ومعظمها شركات أوروبية.

 

ولفت إلى أن أنه بداية من الشهور الحالية وحتى الموسم السياحي الشتوي المقبل، هناك زيادة في الطلب من قبل السوقين الإيطالي والبريطاني على رحلات النايل كروز بين الأقصر وأسوان.

 

الإسكندرية

وعلى جانب آخر، أوضح أحمد صدقي مدير عام فندق هيلتون إسكندرية كورنيش إن أسعار الإقامة بالفنادق ارتفعت بالتبعية بعد زيادة أسعار السولار منتصف يوليو الماضي، لاستخدامه في مختلف العناصر التي تمثل في النهاية تكاليف التشغيل، خاصة في الأغذية والمشروبات التي ارتفعت أسعارها من قبل الموردين لزيادة تكاليف النقل، وغيرها من البنود، مما أدى إلى زيادة المصروفات بنسبة تتراوح بين 18 و20%، وشهدت أسعار الغرف ارتفاعا بنفس النسبة تقريبا.

 

وقال صدقي إنه تم تعديل أسعار الحجوزات الفردية، ولكن التعاقدات الخاصة بالمجموعات السياحية المحجوزة مسبقا لم تتغير لالتزامنا بالعقود، وأبرزها مع السوق الفرنسي، والإندونيسي، والهندي، في شهري سبتمبر وأكتوبر، لافتا إلى وجود حجوزات فردية للسياحة العربية.