الإياتا: توقعات بوصول أرباح قطاع الطيران بأمريكا الشمالية لـ8.8 مليار دولار خلال 2022

قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، إن تأثير الحرب في أوكرانيا على قطاع الطيران يتضاءل بشكل كبير، بالمقارنة مع المأساة الإنسانية الناجمة عنها، وتشير التوقعات إلى أن الحرب في أوكرانيا لن تشهد أي تصعيد يصل بها إلى خارج حدود الدولة، لكن سيطال قطاع الطيران العديد من الآثار السلبية، ومن أبرزها ارتفاع تكاليف الوقود وانخفاض مستويات الطلب، نظرا لتراجع إقبال العملاء.

 

جاء ذلك خلال إعلان الاتحاد عن تحديث توقعاته بشأن الأداء المالي لشركات الطيران لعام 2022، بالتزامن مع تسارع وتيرة تعافي القطاع من تداعيات جائحة كورونا، وذلك وفقا لتقرير منشور على موقع الاتحاد الرسمي بعنوان "تعافي قطاع السفر ينعش أرباح شركات الطيران مع تقليص خسائره إلى 9.7 مليار دولار أمريكي"، اليوم الإثنين.

 

المسافرون:

 

شكلت السوق الدولية الروسية إلى جانب أوكرانيا وبيلاروسيا ومولدوفا، نسبة 2.3% من حركة النقل الجوي عالميا خلال عام 2021. وبالإضافة إلى ذلك، فإن حوالي 7% من إجمالي حركة المسافرين العالمية تعبر المجال الجوي الروسي بطبيعة الحال (بحسب بيانات عام 2021)، والتي أُغلقت في الوقت الحالي أمام الكثير من شركات الطيران، لاسيما تلك المشغلة للرحلات الطويلة بين آسيا وأوروبا أو أمريكا الشمالية. وتتكبد شركات الطيران المتأثرة بهذه الإجراءات تكاليف عالية جداً جراء تغيير مسارات رحلاتها.

 

الشحن:

 

لا تتجاوز نسبة حركة الشحن العالمية التي تنطلق من خلال روسيا أو أوكرانيا أو تعبر خلالها حاجز الـ1%. ويظهر الأثر الأكبر في هذا الصدد في مجال شحن البضائع الثقيلة، حيث تتصدر روسيا وأوكرانيا السوق، ويصعب تعويض التراجع الحاصل في الطاقة الاستيعابية. وتعبر حوالي 19% من الشحنات الدولية المجال الجوي الروسي، بحسب البيانات الصادرة في عام 2021، وتتكبد شركات الطيران المتأثرة بالعقوبات تكاليف مرتفعة جراء تغيير مسارات رحلاتها.

 

الصين

 

واستأثرت السوق المحلية في الصين لوحدها بحوالي 10% من إجمالي حركة الطيران العالمية خلال عام 2019. وتُشير التوقعات إلى إمكانية حدوث تخفيف تدريجي في القيود المفروضة جراء جائحة كورونا خلال النصف الثاني من عام 2022. كما يمكن أن يؤدي التخلي عن سياسة صفر كوفيد-19 في الصين في أسرع وقت ممكن، إلى تحسين آفاق القطاع بطبيعة الحال، لا سيما أن استمرار اعتماد هذه السياسة سيُلقي بظلاله السلبية على ثاني أكبر سوق محلية في العالم ويُلحق أضراراً كبيرة بسلاسل التوريد العالمية.

 

المشهد الإقليمي

 

ومن المتوقع أن يتحسن الأداء المالي في جميع المناطق خلال عام 2022، بالمقارنة مع عام 2021 (تحسن الأداء في عام 2021 بالمقارنة مع عام 2020 أيضا).

 

وتشير التوقعات إلى أن أمريكا الشمالية ستبقى المنطقة الأفضل أداء وستكون الوحيدة التي ستعود لتحقيق الأرباح خلال عام 2022. وقد يصل صافي الأرباح إلى 8.8 مليار دولار أمريكي خلال عام 2022، وخاصة بفضل السوق المحلية الضخمة في الولايات المتحدة، وإعادة فتح الأسواق العالمية، بما فيها منطقة شمال الأطلسي. ويُتوقع أن يصل الطلب (الذي يُقاس بإيرادات الركاب لكل كيلومتر) إلى 95.0% من مستويات ما قبل الأزمة (2019)، مع وصول السعة إلى 99.5%.

 

أما في أوروبا، ستُواصل الحرب الروسية الأوكرانية التأثير على توجهات السفر ضمن القارة الأوروبية وبين أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. ومع ذلك، فليس من المتوقع أن تؤثر الحرب على مسار تعافي قطاع السفر، لا سيما مع اقتراب المنطقة من تحقيق الأرباح في عام 2022، وتوقعات بوصول صافي خسائرها إلى 3.9 مليار دولار أمريكي. كما يُتوقع أن يصل الطلب (الذي يُقاس بإيرادات الركاب لكل كيلومتر) إلى 82.7% من مستويات ما قبل الأزمة (2019)، مع وصول السعة إلى 90.0%.

 

ولا تزال شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ متخلفة عن مستويات التعافي الذي يُحققه القطاع، وهذا يُعزى بشكل رئيس إلى القيود الصارمة المفروضة على حركة السفر (خصوصاً في الصين) والتوزيع غير المتكافئ للقاحات. ومن المتوقع أن يزداد الطلب على السفر بشكل متسارع بمجرد تخفيف هذه القيود.

 

وتشير التوقعات إلى إمكانية تراجع صافي الخسائر لعام 2022 إلى 8.9 مليار دولار أمريكي. ومن المتوقع أن يصل الطلب (الذي يقاس بإيرادات الركاب لكل كيلومتر) إلى 73.7% من مستويات ما قبل الأزمة (2019)، مع وصول السعة إلى 81.5%.

 

وانتعشت حركة السفر الجوي في أمريكا اللاتينية بشكل ملحوظ خلال عام 2021، مدفوعة بالأسواق المحلية والقيود الخفيفة نسبياً على إجراءات السفر في العديد من الدول. ومع ذلك، تبقى التوقعات المالية ضعيفة لبعض شركات الطيران، مع احتمالية تسجيل المنطقة لصافي خسارة يصل إلى 3.2 مليار دولار أمريكي خلال العام الجاري. ويُتوقع أن يصل الطلب (الذي يُقاس بإيرادات الركاب لكل كيلومتر) إلى 94.2% من مستويات ما قبل الأزمة (2019)، مع وصول السعة إلى 93.2%.

 

وفي منطقة الشرق الأوسط، تشكل إعادة افتتاح مسارات الطيران الدولية، وخاصة الرحلات الجوية الطويلة، مؤشراً إيجابياً بالنسبة للكثيرين خلال العام الجاري. ومن المتوقع أن يتراجع صافي خسائر القطاع في عموم المنطقة إلى 1.9 مليار دولار أمريكي في عام 2022 مقارنة بالخسائر المسجلة في عام 2021 والتي بلغت 4.7 مليار دولار أمريكي. وتشير التوقعات إلى وصول الطلب (الذي يُقاس بإيرادات الركاب لكل كيلومتر) إلى 79.1% من مستويات ما قبل الأزمة (2019)، مع وصول السعة إلى 80.5%.

 

وأدى انخفاض معدلات التطعيم في إفريقيا إلى تباطؤ مسار التعافي لقطاع السفر الجوي حتى الآن، لكن يرجح أن يعاود القطاع تسجيل مزيد من الانتعاش خلال العام الجاري بما يسهم في تحسين الأداء المالي في نهاية المطاف.

 

ومن المتوقع أن يصل صافي الخسائر إلى 0.7 مليار دولار أمريكي خلال عام 2022. ويُتوقع أن يصل الطلب (الذي يقاس بإيرادات الركاب لكل كيلومتر) إلى 72.0% من مستويات ما قبل الأزمة (2019)، مع وصول السعة إلى 75.2%.