صربيا تتحول إلى بوابة جديدة للروس للسفر إلى أوروبا بعد الحرب الروسية الأوكرانية

زيادة 50% في حجز الرحلات الجوية من روسيا إلى صربيا في أول أسبوع من مارس

 

كشفت أحدث الإحصائيات الصادرة عن مؤسسة (ForwardKeys)، المتخصصة في بيانات السياحة والسفر وتحليل اتجاهات حجز تذاكر الطيران، أن صربيا أصبحت بمثابة بوابة سفر جديدة للروس للوصول إلى أوروبا، وذلك في ظل إغلاق الأجواء الأوروبية أمام روسيا في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.

 

وفي ثاني تحليل للمؤسسة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، فإن الممر الجوي الأوروبي الوحيد الذي تُرِك مفتوحا لروسيا، هو عبر صربيا، التي تعمل الآن كبوابة، ويتجلى ذلك بشكل واضح من خلال الزيادة الفورية في عدد مقاعد الطيران بين روسيا وصربيا خلال مارس الجاري، ومن خلال خصائص الحجوزات.

 

وتُظهر سعة المقاعد المقررة في الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري، زيادة بنسبة 50% في عدد المقاعد المتاحة للرحلات الجوية من روسيا إلى صربيا، مقارنة بـ21 فبراير الماضي (قبل بدء العمليات العسكرية الروسية على نطاق واسع ضد أوكرانيا).

 

وتم إصدار 60% من تذاكر الطيران للسفر من روسيا إلى وجهة أخرى عبر صربيا، في الأسبوع الذي تلا الغزو الروسي لأوكرانيا مباشرة، مقارنة بشهر يناير الماضي بأكمله، وذلك وفقا لما جاء في الموقع الرسمي لمؤسسة (ForwardKeys).

 

أيضا، في يناير الماضي، فإن 85% من الانتقالات من روسيا عبر صربيا، كانت إلى الجبل الأسود. وفي الأسبوع الذي تلا الغزو الروسي لأوكرانيا، كان الرقم 40%، حيث أصبحت صربيا مركزا للسفر (رحلات ربط) إلى (قبرص، وفرنسا، وسويسرا، وإيطاليا)، وأماكن أخرى.

 

وقال نائب رئيس شركة (ForwardKeys)، أوليفييه بونتي: "لقد أحدث غزو روسيا لأوكرانيا تأثيرا فوريا، مما أدى إلى تعطيل التعافي القوي في قطاع السفر منذ أوائل يناير. وما أجده مفاجئا، هو أن السفر عبر المحيط الأطلسي ووجهات أوروبا الغربية كانت أقل تأثرا مما كنت أخشى. يستطيع الأمريكيون الشماليون معرفة الفرق بين الحرب في أوكرانيا والحرب في أوروبا، وحتى الآن، يبدو أن المسافرين يعتبرون باقي أوروبا على أنها آمنة نسبيا".

 

وأضاف: "الأبرز، هو السرعة التي أصبحت بها صربيا بوابة سفر بين روسيا وأوروبا. ومع ذلك، هذه هي الأيام الأولى لأزمة سياسية واقتصادية عالمية. لذا، فإن ما يحدث للسفر سيتأثر بالتأكيد بتقدم الحرب وتأثير العقوبات. خلال الأسابيع المقبلة، أتوقع أن نرى التضخم وقضايا إمدادات الوقود المحتملة تتراجع عما يمكن أن يكون انتعاشا قويا بعد وباء كورونا، حيث يتم رفع قيود سفر كورونا تدريجيا".

 

وأفادت وكالة "بلومبرج" للأنباء، بأن صربيا، التي تربطها بروسيا علاقات وثيقة، انتهجت موقفا محايدا بشأن الصراع الدائر في أوكرانيا، وقد ترتب على ذلك أن شركة الخطوط الجوية الصربية "إير صربيا"، تستطيع خدمة حركة السفر بين روسيا والاتحاد الأوروبي بالرغم من إغلاق الأجواء بين الطرفين.

 

ولم يتسن الحصول على تعقيب من "إير صربيا" بشأن هذه التقارير، غير أن الشركة ضاعفت بالفعل عدد مقاعدها إلى موسكو وسان بطرسبرج منذ اندلاع الحرب، بل أنها قامت بتشغيل طائرة إيرباص "سي إي إيه 330" ذات البدن العريض، على هذه الخطوط، بعد أن كانت تستخدم من قبل في الرحلات الجوية إلى نيويورك.

 

ونقلت "بلومبرج" عن مسؤول بوكالة لحجز تذاكر السفر في مطار بلجراد، قوله، بعد أن اشترط عدم ذكر اسمه: "لقد أصبحنا مركزا للسفر بشكل غير متوقع، لا أشعر بالارتياح بشأن الاستفادة من مصائب الآخرين، لكن المسألة مذهلة، فجميع رحلات الطيران تم حجزها بشكل كامل بصرف النظر عن سعر التذاكر".