هل تؤثر شبكات الجيل الخامس للاتصالات "5G" على صناعة الطيران عالميا؟.. بالتفاصيل

تشهد صناعة الطيران على مستوى العالم حالة من القلق مع بدء تشغيل التقنية الجديدة لشبكات الاتصالات من الجيل الخامس "5G" في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تزايدت مخاوف شركات الطيران وخاصة فى أمريكا من تداخل الترددات والإشارات الصادرة من أبراج الجيل الخامس مع موجات التردد المستخدمة في أجهزة الملاحة الجوية.

 

وأفاد تقرير إعلامي لوزارة الطيران المدني المصرية، بأن هذا التداخل في الترددات قد يوثر على الأجهزة المستخدمة لقياس ارتفاعات الطائرات، مما يؤثر على سلامة الرحلات خلال عمليات الهبوط خاصة أثناء الظروف الجوية السيئة.

 

قلق إيرباص وبوينج

وأعربت شركتا تصنيع الطائرات الأوروبية "إيرباص"، والأمريكية "بوينج"، عن قلقهما تجاه نشر تقنية الجيل الخامس في الولايات المتحدة، حيث ذكرت "إيرباص" في تقرير مشترك بالتنسيق مع منافستها "بوينج"، أرسلته لوزارة النقل الأمريكية، قلقهما بشأن احتمال تعطل أجهزة طائراتها بفعل تقنية الجيل الخامس.

 

وأوضحت في التقرير أن هذه الترددات الصادرة عن هذه التقنية يمكن أن تتداخل مع الترددات التي تعمل عليها أجهزة قياس الارتفاع، والتي تقيس المسافة التي تقطعها الطائرة فوق سطح الأرض، لتسهل عمليات الهبوط الآلي والمساعدة في رصد تيارات الرياح الخطرة.

 

مخاوف شركات الطيران العالمية.. ومطالب تعديل الترددات

وفي سياق متصل، حذر رؤساء أكبر 10 شركات طيران أمريكية من اضطرابات كارثية في قطاعي النقل والشحن، في حال تشغيل شبكات الجيل الخامس قبل إجراء التحديثات والتغييرات اللازمة، وأكدوا أن هذه التقنية قد تعطل ما يصل إلى 4% من الرحلات اليومية.

 

وقال الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إيرلاينز الأمريكية، سكوت كيربي، إن توجيهات تشغيل شبكة الجيل الخامس ستمنع استخدام أجهزة قياس الارتفاع الراديوية في نحو 40 مطارا من أكبر المطارات الأمريكية.

 

وطالبت شركات الطيران بإبعاد شبكات الجيل الخامس لنحو 3 كيلومترات عن مدارج المطارات التي ستتأثر بها، حسب ضوابط أصدرتها هيئة الطيران الاتحادي قبل تدشين الخدمة، وجاء في الخطاب مطالبة هيئة الطيران بتحديد مواقع الأبراج الخاصة بشبكة الجيل الخامس القريبة من المطارات ومهبط الطائرات والتي يجب أن تكون على مسافة لتأمين سلامة الطيران.

 

وقالت إن شركات تصنيع الطائرات أكدت أن جزءا كبيرا من أسطول الطيران حاليا، قد يصبح خارج الخدمة، وإضافة لهذه الفوضى على المستوى المحلي، يمكن لنقص الطائرات التأثير على الرحلات، وترك عشرات الآلاف من الركاب عالقين في مختلف دول العالم.

 

شركات الاتصالات تؤكد سلامة ترددات الجيل الخامس

وكانت شركتا "فيرايزون" و"آي تي أند تي" قد أرجأتا إطلاق خدمة "الجيل الخامس سي- باند" الجديدة مرتين، بسبب تحذيرات شركات الطيران ومصنعي الطائرات من تداخل نظام الاتصالات الجديد مع الأجهزة التي تستخدمها الطائرات لقياس الارتفاع، حيث تخشى من تداخل إشارات الجيل الخامس، التي تستخدم حيز التردد "سي" لموجات الراديو، مع موجات التردد المستخدمة في أجهزة الملاحة الجوية، خاصة أثناء الظروف الجوية السيئة.

 

ومن المقرر أن تنشر شركتا الاتصالات شبكة الجيل الخامس في نطاق 3.7 إلى 3.98 جيجاهرتز على الطيف المعروف باسم النطاق "سي"، في حين تعمل أجهزة قياس الارتفاع في نطاق 4.2 إلى 4.4 جيجاهرتز.

 

وقد تأخر عمل الشبكة عدة مرات، بسبب المخاوف التي أثارتها شركات الطيران، من أجل تدشين شبكات الجيل الخامس، من نهاية عام 2021، إلى مطلع شهر يناير الجاري، وقد يؤجل مرة أخرى، وكان الاتحاد التجاري لقطاع الاتصالات اللاسلكية في الولايات المتحدة "CTIA" قد أكد أن شبكات الجيل الخامس آمنة، متهما قطاع الطيران بإثارة مخاوف وتشويه الحقائق.

 

ومن جانبها، قالت المديرة التنفيذية لاتحاد الاتصالات، ميرديث بيكر، إن التأخير سيسبب ضررا حقيقيا، لأن تأجيل الطرح سنة واحدة سيؤدى خسارة قدرها 50 مليار دولار في النمو الاقتصادي.

 

مقترح بإنشاء مناطق عازلة حول المطارات

وأعلنت شركتا الاتصالات الموافقة على وضع الأبراج في مناطق عازلة حول 50 مطارا في الولايات المتحدة على غرار تلك المستخدمة في فرنسا، لمدة 6 أشهر لتقليل مخاطر التداخل، لكن شركات الطيران تقول إن الترددات التي ستنتشر عليها شبكة الجيل الخامس في أوروبا أقل من المعروضة في الولايات المتحدة.

 

وتجدر الإشارة إلى أن شركات الاتصالات الأمريكية استثمرت مليارات الدولارات في تطوير شبكات خدمات المحمول، والإنترنت المتوافقة مع الجيل الخامس "5G" التي تتسم بسرعة أعلى واتصال أوسع.