مجمع التحرير.. أيقونة أكبر ميادين القاهرة من مبنى حكومي إلى مقصد سياحي بعد عامين (صور)

3.5 مليار جنيه في عامين لتطوير المجمع وفق معايير عالمية

المبنى التاريخي نجح في جذب تحالف استثماري يدخل السوق المصري لأول مرة

رئيس الوزراء: مجمع التحرير أول نموذج لإعادة استغلال المباني الحكومية بشكل عصري يثري قيمتها ويزيد عوائدها

 

مجمع التحرير هو المبنى الأشهر في ميدان التحرير أكبر ميادين القاهرة، بعد المتحف المصري، ويعد أضخم مبنى حكومي في مصر، ويتميز بقيمة رمزية لدى الشعب المصري، وله طابع تاريخي، حيث قام بتصميمه الدكتور مهندس محمد كمال إسماعيل عام 1951 في عهد الملك فاروق الأول، ويتكون من 14 طابقا، وبلغت تكلفة إنشائه نحو 2 مليون جنيه في ذلك الوقت، وتم إنشاؤه على مساحة 28 ألف م2، بارتفاع 55 مترا، ويحتوى على 1356 غرفة كان يشغلها نحو 9 آلاف موظف حكومي.

 

وبعد نحو 60 عاما من إنشائه يخضع أيقونة ميدان التحرير لمشروع تطوير ضخم، وتتضمن استراتيجية الصندوق السيادي في هذا الشأن تطوير المبنى ليكون متعدد الاستخدامات (فندقي- تجاري- إداري– ثقافي)، ليتناغم مع طبيعة وجهود التطوير التي تقوم بها الدولة في منطقة وسط العاصمة والقاهرة الخديوية، ليبدأ مجمع التحرير رحلة جديدة، بعد انتهاء مهمته كمبنى حكومي عريق وعلامة مميزة في قلب القاهرة، ويتحول إلى مبنى متعدد الاستخدامات يجتذب السياحة العالمية، وكبرى الشركات العالمية والإقليمية.

وكان المبنى بطلا لأحد أشهر أفلام السينما المصرية في أوائل التسعينيات وهو فيلم الإرهاب والكباب، مما جعل له طابع خاص وارتباط فني أكثر منه خدمي محفور في ذكريات جل الثمانينات والتسعينيات وحتى وقتنا الحالي.

 

كواليس تطوير مجمع التحرير

وفي تصريحات صحفية سابقة، أوضحت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أن مجمع التحرير الذي انتقل إلى صندوق مصر السيادي، شهد في البداية دراسة استغلال هذا الأصل من خلال التواصل مع عدد من الشركات الاستشارية، وتم عقد مجموعة من اللقاءات مع المطورين ليصبح مجمع التحرير بعد تطويره مكان متعدد الاستخدامات يشمل جزءا فندقيا، وآخر إداريا وتجاريا، مع المحافظة على الطابع التاريخي للمبنى.

 

وقالت إنه كان هناك مجموعة من الشروط والمعايير أخذت في الاعتبار بشأن الشركات المتقدمة لتطوير مبنى مجمع التحرير، مثل الملاءة المالية للشركة، وخبرتها السابقة في تطوير مباني مماثلة، كما تم عمل دراسات على الكثافات المرورية بمنطقة التحرير، وتوفير الجراجات اللازمة للسيارات، وغيرها من الأمور المهمة لتحقيق الهدف من تطوير المجمع، مشيرة إلى أن هناك لجنة ضمت وزراء السياحة والآثار، والإسكان لوضع المعايير المبدئية، علاوة على الاستعانة ببيوت خبرة عالمية لدراسة أفضل الاستخدامات لمبنى المجمع.

 

وصرحت السعيد بأن الاتفاقية الموقعة مع التحالف الفائز بتطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير، تتضمن ضخ استثمارات بنحو 3.5 مليار جنيه في غضون عامين من تاريخ استلام الشركة المتعاقدة للمبنى.

 

التحالف الفائز بتطوير المجمع

وفي بداية شهر ديسمبر 2021، تم إعلان التحالف الفائز بتطوير مجمع التحرير، حيث قالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إن صندوق مصر السيادي نجح من خلال عملية تطوير مجمع التحرير في جذب تحالف استثماري يدخل السوق المصري لأول مرة، وهو التحالف الأمريكي، الذي يضم مجموعة "جلوبال فينتشرز"، ومجموعة "أوكسفورد كابيتال"، وشركة "العتيبة للاستثمار"، بعد عملية طرح استهدفت جذب مطورين وشركاء من جميع أنحاء العالم، متخصصين في إعادة تأهيل وتطوير المباني التاريخية.

 

وأضافت أنه تم تصفيتهم إلى 3 تحالفات، ليفوز التحالف الأمريكي بأفضل عرض فني ومالي، بالإضافة إلى ما يتمتع به التحالف من سابقة أعمال ثرية لتطوير مجموعة من المباني التاريخية في أمريكا وأوروبا.

 

توقيع اتفاقية تطوير مجمع التحرير بحضور رئيس الوزراء

كان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قد شهد مراسم توقيع اتفاقية مع التحالف الفائز بتطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير، والذي وقعها كل من: المهندس عمرو إلهامي، المدير التنفيذي لصندوق مصر الفرعي للسياحة والاستثمار العقاري وتطوير الآثار، وراندال لانجر، رئيس مجلس إدارة مجموعة "جلوبال فينتشرز"، وجون راتليدج، رئيس مجلس إدارة مجموعة "أوكسفورد كابيتال"، وعمرو شكري، رئيس قطاع تطوير الأعمال بشركة "العتيبة للاستثمار"، وتصل إجمالي الاستثمارات التي سيتم ضخها في عملية التطوير إلى أكثر من 3.5 مليار جنيه مصري.

ويأتي هذا المشروع في إطار إستراتيجية "صندوق مصر السيادي" لوضع مصر في المكانة الاستثمارية التي تستحقها، من حيث جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، والحرص على تلبية احتياجات المستثمرين، من خلال بنية تحتية متطورة وإصلاحات اقتصادية وهيكلية تستهدف خلق بيئة استثمارية جاذبة، وهو ما يضمن تحقيق التنمية المستدامة، طبقا للخطط التنموية المقررة في "رؤية وإستراتيجية مصر 2030 للتنمية المستدامة".

 

من جانبه، أكد أيمن سليمان، الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، أن عملية تطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير قامت على منهج علمي من خلال دراسة سوقية قامت بها شركة "كوليرز" العالمية، لوضع أفضل تصور لاستخدام واستغلال المبنى مع تحقيق أعلى عائد، بما يتماشى مع رؤية وخطة الدولة وتطلعاتها في تنمية منطقة وسط البلد.

 

وفي سياق متصل، قال راندال لانجر، رئيس مجلس إدارة مجموعة "جلوبال فينتشرز": "سعداء للغاية بدخول السوق المصرية لأول مرة بمثل هذا المشروع الاستثماري الضخم، ونأمل أن نساهم في تطوير المبنى التاريخي بما يليق بمكانته وأهميته لدى الشعب المصري". وأضاف أن مشروع مجمع التحرير يعد هو الخطوة الأولى وباكورة استثمارات المجموعة في مصر، ولكنها لن تكون الأخيرة في ظل التطورات الملحوظة التي تشهدها السوق المصرية والإنجازات الكبيرة التي تحققت في السنوات الأخيرة".

 

كما أعرب جون راتليدج، المؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة "أوكسفورد كابيتال" عن بالغ الامتنان لاختيار المجموعة ضمن التحالف الفائز لتطوير مبنى مجمع التحرير التاريخي، معربا عن سعادته بالتعاون ومستوى الاحترافية العالية التي تعامل بها الصندوق السيادي في كافة المراحل، قائلا: "نأمل أن تساهم خبراتنا الفندقية الواسعة في تطوير الأصول التاريخية كأكبر مطور فندقي، بل وتحقيق قيمة مضافة لهذا المبنى العريق ليكون دوما علامة رئيسية في شوارع القاهرة، ننوي أن يضم المبنى الجديد أحدث التكنولوجيات وأفضل ممارسات الضيافة العالمية ليكون نقطة فارقة في تاريخ صناعة الفندقة في مصر".

 

وقال المهندس عمرو شكري، رئيس قطاع تطوير الأعمال بشركة العتيبة للاستثمار: "شرفنا باختيارنا ضمن التحالف الثلاثي العالمي لتطوير مجمع التحرير التاريخي، ونرى أن مهمة تطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير تمثل قيمة مضافة ستثري سابقة أعمال كافة الأطراف المشاركة، ونحن على ثقة أن خبراتنا الواسعة في مجال الاستثمار ستؤهلنا لجذب المزيد من الاستثمارات في مختلف القطاعات إلى مصر، حيث تستهدف الشركة جذب مشروعات بمليارات الدولارات في العامين المقبلين، ونأمل أن يكون مشروع تطوير مجمع التحرير هو البداية للعديد من المشروعات والاستثمارات الرائدة في المستقبل".

 

لقاء رئيس الوزراء مع التحالف الفائز

بعد مراسم توقيع اتفاقية تطوير المجمع مع التحالف الفائز، استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، "جون راتليدج" رئيس مجلس إدارة مجموعة "أوكسفورد كابيتال"، وعمرو شكري، رئيس قطاع تطوير الأعمال بشركة العتيبة للاستثمار، و"راندال لانجر"، رئيس مجلس إدارة مجموعة "جلوبال فينتشرز"، أعضاء تحالف الشركات الأمريكية الفائز بتطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير، وعددا من أعضاء التحالف.

 

جاء ذلك بحضور الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، رئيس مجلس إدارة صندوق مصر السيادي، وأيمن سليمان الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، والمهندس عمرو إلهامي المدير التنفيذي لصندوق مصر الفرعي للسياحة والاستثمار العقاري وتطوير الآثار.

 

وأكد مدبولي أن الحكومة تتطلع لتنفيذ هذا المشروع بطريقة، لا تحاكي فقط بل تتفوق على سابقة أعمال التطوير المماثلة التي قامت بها شركات التحالف في الولايات المتحدة وأوروبا، مشددا على ضرورة إنجاز المشروع في أسرع وقت ممكن، ليكون أول نموذج لإعادة استغلال المباني التاريخية بشكل عصري، يثري من قيمتها التاريخية، ويزيد عوائدها.

 

وأعرب رئيس الوزراء عن تطلعه لأن يمثل هذا المشروع نقطة البداية لمزيد من أعمال التحالف في مصر، لافتا إلى أن نجاح نموذج إعادة تأهيل واستغلال مجمع التحرير، سوف يسرع تنفيذ الخطة الحكومية الطموحة لتطوير واستغلال المباني الحكومية والتاريخية بالقاهرة، بحيث تتناغم وتتكامل مع المنظور الشامل لتطوير القاهرة التاريخية، بما يعكس ثراء تاريخ مصر.

من جانبهم، أعرب أعضاء التحالف عن سعادتهم بالفوز بعقد تنفيذ هذا المشروع، لاسيما في ضوء قيمته التاريخية، وموقعه المتميز في قلب القاهرة، وقربه من الأماكن الأثرية، وهي الميزة التي يتفرد بها مقارنة بالمشروعات التي نفذتها شركات التحالف حول العالم، مما سيجعل منه مقصدا سياحيا متميزا محليا وعالميا.

 

واستعرض أعضاء التحالف الفائز، التصور الخاص بتطوير واستغلال مجمع التحرير، وما يتضمنه من تحويل المجمع إلى مركز يضم فندقا عصريا، تم تصميمه بعناية ليحافظ على أصالة المكان وقيمته التاريخية والثقافية، فضلا عن تأهيل الدور العلوي للمجمع ليوفر إطلالة متميزة على نهر النيل ومدينة القاهرة.