الكشف عن مقبرة رئيس الخزانة في عهد الملك رمسيس الثاني بمنطقة سقارة

نجحت بعثة كلية الآثار جامعة القاهرة، برئاسة الدكتورة علا العجيزي، في الكشف عن مقبرة "بتاح-م-ويا"، الذي كان يشغل منصب رئيس الخزانة في عهد الملك رمسيس الثاني، وذلك أثناء أعمال الحفائر التي تجريها البعثة بمنطقة سقارة جنوب الطريق الصاعد للملك أوناس.

 

وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن موقع الكشف يضم مقابر كبار رجال الدولة الحديثة من عصر الأسرة الـ19، والمكمل لموقع مقابر الأسرة الـ18، التي من أهمها موقع القائد العسكري حور محب، وأضاف أن أهمية اكتشاف هذه المقبرة ترجع إلى المناصب التي شغلها صاحبها، باعتباره: الكاتب الملكي، ورئيس الخزانة، وكبير المشرفين على المواشي، والمسؤول عن القرابين الإلهية في معبد رمسيس الثاني بطيبة.

 

وأوضح الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أن هذا الاكتشاف الأثري الهام ينضم إلى مجموعة الاكتشافات التي قامت بها بعثة حفائر جامعة القاهرة، مثل مقبرة عمدة منف بتاح-مس، والسفير الملكي للبلاد الأجنبية باسر، والقائد الأعلى للجيش إيورخي، في منطقة سقارة، مما يؤكد مدى اهتمام الجامعة بالعمل الميداني، بجانب العمل البحثي والعلمي، الذين يشكلون أولوية في اهتماماتها للنهوض بالعملية التعليمية في جميع المجالات، وأن الجامعة لا تألو جهدا لدعم أعمال البعثة، معربا عن سعادته بأن يكون هذا أحد تجليات تعاون جامعة القاهرة مع وزارة السياحة والآثار.

 

وبدوره، أشار الدكتور أحمد رجب، عميد كلية الآثار، إلى أن حفائر الكلية تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث بدأت في الموقع بحثا عن أديرة قبطية، بينما بدأ البحث الفعلي عن مقابر الدولة الحديثة جنوب الطريق الصاعد لهرم الملك أوناس على يد الدكتور سيد توفيق، في الفترة من 1983-1986م، التي نتج عنها الكشف عن العديد من المقابر التي تعود إلى فترة الرعامسة، ومن بينها مقبرة الوزير الملكي "نفر-رنبت"، بينما بدأت بعثة الكلية برئاسة الدكتورة علا العجيزي من عام 2005 حتى الآن.

 

وأضافت الدكتورة علا العجيزي، رئيس البعثة، أن المقبرة تعود إلى الطراز المميز به هذا الموقع، الذي يطلق عليه المقبرة-المعبد، حيث يتكون من مدخل على هيئة صرح يليه فناء أو أكثر، وتنتهي المقبرة في جهة الغرب بالمقاصير للمعبودات، يعلوها هريم، بينما ما تم الكشف عنه حاليا من المقبرة هو مدخلها المشيد من الحجر المنقوش بالمناظر لصاحب المقبرة، ويؤدي هذا المدخل إلى صالة أولى ذات جدران مرسومة وملونة على الجص.

 

وأشارت إلى أن من أهم هذه المناظر، تلك التي تصور موكب حمل القرابين، الذي ينتهي بمنظر ذبح للعجل، وتم العثور على العديد من الكتل الحجرية المنقوشة تحت الرمال، وكذلك العديد من الأعمدة الأوزيرية بعضها ملقي في الرمال، والآخر قائم في مكانه الأصلي، وسيتم دراسة كل هذه القطع لإعادة وضعها في أماكنها الأصلية في المقبرة.

 

ولفتت إلى أن البعثة استكملت العمل في مقبرة القائد الأعلى للجيش في عهد كل من الملك سيتي الأول وابنه الملك رمسيس الثاني، كما تم ترميم مقصورة العجل التي تم الكشف عنها أثناء حفائر المرحوم الأستاذ الدكتور سيد توفيق، وما زال العمل جاريا.